بيت لحم/PNN- في منطقة المخرور ببيت جالا، تتجلى حكاية أليسا قيسية، ابنة الأرض التي أصبحت رمزاً للصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
المخرور ليست مجرد مساحة جغرافية بالنسبة لأليسا، بل هي ذاكرتها الممتدة منذ الطفولة، حيث كبرت بين أشجار الزيتون والتين، هناك كانت تلعب، تجمع الثمار مع عائلتها، وتعيش تفاصيل يومية عميقة الجذور في هذه الأرض.
عائلة أليسا، التي امتلكت أرضاً ومطعماً في المنطقة، واجهت محاولات متكررة من الاحتلال لاقتلاعها. والدها أسس مطعماً صغيراً في المخرور، تطور ليصبح وجهةً معروفة ومحبوبة لزوار المخرور. لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يسمح بنجاح عائلة فلسطينية في أرضها؛ هدمت “الإدارة المدنية” للاحتلال المطعم والبيت أربع مرات بحجج واهية، ورغم ذلك كانت العائلة تعيد بناء كل ما هُدم بإصرار وثبات.
في عام 2017، ظهرت شركة استيطانية تُدعى “هيمونتا”، تابعة للصندوق القومي اليهودي، زاعمةً ملكية الأرض منذ عام 1969، ومع أن محكمة الاحتلال لم تجد أي دليل يدعم مزاعمها، إلا أن الاحتلال لجأ إلى استغلال الحرب الأخيرة وأصدر أمراً عسكرياً للسيطرة على الأرض بالقوة ويمنعوا اليسا وعائلتها من الوصول إلى الأرض.
التحديات لم تقف عند هذا الحد. أليسا ووالدتها تعرضتا لاعتداء مباشر من مستوطن، كان يرتدي زي جندي، حيث حاول خنقها داخل سيارتها، رغم أنها كانت في فترة تعافٍ من عملية جراحية. فقالت “اتهمني بأنني أنا التي اعتديت عليه”، لكنها رفضت أن تكون الضحية الصامتة ولاحقته قانونياً.
“المخرور ليست فقط أرضاً؛ إنها بيتنا، ذكرياتنا، وكرامتنا. نحن متمسكون بها كما تتشبث جذور الزيتون بأعماق الأرض”، تقول أليسا. بالنسبة لها ولعائلتها، النضال من أجل المخرور ليس مجرد معركة قانونية، بل هو معركة وجود.
اليوم، المخرور ليست فقط حكاية عائلة قيسية؛ إنها قصة صمود فلسطيني في وجه أطماع استيطانية لا تعرف حدوداً ومع كل محاولة هدم أو اعتداء، تزداد هذه العائلة إصراراً على حماية أرضها، لتبقى المخرور شاهدة على أن الفلسطينيين لن يتركوا أرضهم مهما اشتدت الهجمات.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.
https://www.facebook.com/pnnnetwork/videos/866369122245102
https://www.youtube.com/watch?v=28aezBnld-c&feature=youtu.be