جمال عسيري: الشعوب العربية مطالبة بكسر حاجز الخوف وتكثيف التضامن لنصرة غزة

[[{“value”:”

جمال عسيري

الرباط – المركز الفلسطيني للإعلام

دعا الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد في المملكة المغربية جمال عسيري، الشعوب العربية إلى تكثيف التضامن والمسيرات، لنصرة غزة ووقف الإبادة الإسرائيلية فيها، مشددا على ضرورة كسر حاجز الخوف لتفعيل دور بلدانها لوقف الحرب.

وشدد على أن الحرب الإسرائيلية على غزة لم يسبق لها مثيل في وحشيتها في العصر الحديث والمعاصر، حيث توفرت فيها صفات حرب ضد الإنسانية، وكل أركان جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

وقال عسيري في مقابلة خاصة مع المركز الفلسطيني للإعلام: إننا رأينا حجم التضامن الشعبي العالمي من كل القارات الخمس والاحتجاجات البطولية التي خاضها ويخوضها الطلبة الجامعيين بكبريات الجامعات والمعاهد الدولية وفي مقابل هذا التضامن العالمي الهائل لاحظنا وبأسف شديد بل وبألم كبير ضعف التضامن العربي فإذا استثنينا بضع دول وهي المغرب واليمن والأردن يبقى الحراك العربي مخجلا ولا يرقى البتة لما هو منتظر.

وتابع: “إذا كانت المقاومة قدمت ما عليها وأكثر بكثير والشعبين الفلسطيني واللبناني قدما ما عليهما وأكثر وقوى الإسناد والدعم قدمت ما عليها وأكثر فالشارع العربي لم يقدم ما عليه وما يجب عليه تقديمه ولم يشكل ضغطا على حكامه وأنظمته الرجعية، لم يقدم التضحيات المطلوبة منه.

وأكد عسيري أن الشعوب العربية خذلت الشعبين الفلسطيني واللبناني، معبرًا عن الأسف لحجم الخذلان في ظل التضحيات الهائلة التي يقدمها أبناء هذين الشعبين، ومضى يقول: “نشعر بالخجل والخذلان، حيث أطفال غزة يموتون جوعًا ومرضًا، بعيدا عنا بضع كيلو مترات.

يتابع الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد: وصفنا الموقف الشعبي بالمخجل، فأي وصف يمكن أن نعطيه للموقف العربي الرسمي؟؟ يمكن أن نقول أن الموقف الرسمي متواطئ مع الكيان الصهيوني بل تجاوز مربع التواطؤ إلى مربع الشراكة الفعلية في هذه المذابح.

وأكد عسيري أن الصمت على جرائم التقتيل والتجويع والتطهير والإبادة هي شراكة، والصمت كذلك عن الحصار المضروب على قطاع غزة هو شراكة، والاستمرار في التطبيع و في مد العلاقات الثنائية هو شراكة والاستمرار في العلاقات الاقتصادية هو شراكة والاستمرار في تبادل الرحلات الجهوية هو شراكة والاستمرار في تزويد سوق الكيان الصهيوني بما يحتاجه من سلع بعد إغلاق باب المندب في وجه السفن المتجهة لموانئ الكيان الإرهابي هو أكثر من شراكة.

وقال: أن تعقد القمم و يتناوب الرؤساء والأمراء والملوك على منصات الخطابة معلنين الاستنكار والتضامن وإنتاج أقوال غير مقرونة بأفعال هو شراكة غياب الفعل ورد الفعل عن حرب الإبادة هو أكثر من عجز بل هو شراكة منع الشعوب من التضامن ومن إرسال المساعدات بعد جمعها هو شراكة قمع الأصوات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني واللبناني ومقاومتهما بل وقمع هذه الأصوات هو شراكة ، بصدق الموقف الرسمي العربي تجاوز الخذلان إلى ما هو أكثر من الخذلان و أعظم.

ودعا عسيري في معرض حديثه الشعوب العربية إلى تكثيف التضامن والمسيرات، وكسر حاجز الخوف، وأن تدمر الحاجز الرهيب الذي يعشش في أذهانها ويمنعها من النزول إلى الشارع، وعليها بعد أن تحطم حاجز الخوف أن تعمل على تحرير الشارع العربي، عليها إزالة سمات الذل والهوان.

وقال إن على الشعوب العربية أن تدرك قوتها وأنها تستطيع دعم الشعب الفلسطيني بل وأن تقربه من النصر وعليها أن تعي أن باستطاعتها تغيير موازين القوى، مشددًا أن العالم الغربي لا يؤمن إلا بلغة القوة ولغة الاقتصاد، وهي أسلحة يمتلكها الوطن العربي.

وشدد على أن سلاح المقاطعة هو أبسط تلك الأسلحة والذي له نتائج سريعة على الأرض، داعيا أن تكون البداية بالمقاطعة وتشبيك اللجان الشعبية والجبهات الداعمة لفلسطين والمناهضة للتطبيع وللكيان الصهيوني من أجل النزول للشارع.

وقال: “على الشعوب الانتباه لمعركة الإعلام والتواصل ونشر السردية الفلسطينية ودحض السردية الصهيونية، ثم لا ننسى أن الشعب الفلسطيني يحتاج للدعم دعم مادي حقيقي ونحن نرى حجم التدمير الذي تعرضت له كل مدنه و قراه تدمير فاق كل ما يمكن تصوره ، دعم لمآت الآلاف من الجرحى و المعطوبين واليتامى والمفقودين، الشعب الفلسطيني يحتاج لمشروع مارشال عربي حقيقي لإعادة معاني الحياة لفلسطين شعبا وأرضاً وأكيد أن هذا المشروع محتاج لدعم حقيقي من الشعوب العربية و أكيد أنها لن تبخل عليها بهذا الدعم الواجب و الضروري”.

وفي السياق، أكد عسيري أن الإعلام العربي لن يخرج عن ما اتصف به موقف الشارع العربي والموقف الرسمي العربي، حقيقة أن هناك أجهزة إعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة كانت في الموعد اختارت لنفسها الموقع الأمامي في مواجهة العدوان الصهيوني وكانت عين ولسان المقاومة وأزعجت الكيان الصهيوني فانطلقت عصاباته في متابعة رجالات هذا الإعلام الحر المقاوم عبر قتلهم و اغتيالهم.

وتابع: “هنا نقف وقفة إجلال و إكبار لشهداء الإعلام الذين قارب عددهم المائتي شهيد حاولت آلة القتل الصهيوني باغتيالهم وأدى أي شهادة ضد جرائمها و قتل أي توثيق لجرائمها و إزاحة أي مراقب لوحشيتها وهو ما لم تستطع ولن تستطيع القيام به ونحن نرى عزة نفس رجال الإعلام الحر وحجم تضحياتهم الذي لا يقل البتة عن تضحيات المقاومة المسلحة سلاحهم قلمهم وكاميراتهم ومكبرات الصوت”.

ومضى قائلا: في المقابل صدمنا بإعلام آخر إعلام صهيوني بلغة عربية جميلة، إعلام يصنع في مبنى الموساد الصهيوني ليقدم بلسان عربي فصيح ، إعلام ينقصه فقط النجمة السداسية الزرقاء ليكون إعلام الكيان، ثم إعلام ثالث وكأنه يعيش عالم آخر وكأن ما يقع للشعب الفلسطيني يقع في كوكب آخر ولشعب لا صلة له بالشعوب العربية، غافل متجاهل أو يتجاهل ما يقع وهو بهذا يسير على خطوات النظام الرسمي وهذا طبيعي مادام يأتمر بأوامر ويتحدث بلسانه، هذا هو حالنا مع إعلامنا و لكن ولحسن الحظ هناك الإعلام البديل، الإعلام الذي وفره ويوفره عالم التواصل والعالم الافتراضي رغم الحصار المضروب حوله لكن مع ذلك كان ولايزال إعلاما بديلا يستطيع إيصال الحقيقة ومعها السردية الفلسطينية، وفق الدكتور عسيري.

وأشار إلى تفاعل الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني ونصرته، منبها إلى دور الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع التي كانت في الموعد.

وقال: رغم كل ذلك نشعر بالخجل من أنفسنا أمام ما يقدمه الشعب الفلسطيني بأطفاله ونسائه وشيوخه من دروس في التضحية والصبر والنضال والكفاح، نشعر أنه مهما كان حجم حراكنا لن يصل لما هو مطلوب فعليا علينا.

وقال: هكذا ورغم ذلك ومنذ انطلاق طوفان الأقصى وعلى مدى أزيد من سنة لم نتوقف ولم يتوقف الشعب المغربي معنا وبجانبنا وأمامنا عن إبراز تضامننا مع الشعبين الفلسطيني واللبناني ويشهد على ذلك عدد المسيرات الوطنية المليونية والتي احتضنتها مدن الرباط والدار البيضاء وطنجة وكذا المسيرات الجهوية والإقليمية التي احتضنتها وتحتضنها مختلف مدن المغرب وقراه والوقفات والاعتصامات والتي تكون بالمئات أسبوعيا في كل جهات الوطن و الاعتصامات أمام القنصليات الغربية كفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكذا الاعتصامات أمام العديد من الأسواق الكبرى الداعمة للكيان الصهيونية و الدعوات لمقاطعة كبرى الشركات الداعمة و هي المقاطعة التي استجاب لها قطاع واسع من الشعب المغربي.

وأكد الأمين العام للحزب الاشتراكي أن هذه الحملات التضامنية أعادت قضية فلسطين إلى المراتب الأولى ضمن القضايا التي تحظى باهتمام الشعب المغربي وأعادت فلسطين لقلوب أطفال وتلاميذ وطلبة المغرب ويكفي أن نتذكر امتحانات الباكالوريا للسنة الماضية وكيف تداعى التلاميذ لجعل هذه الامتحانات مقرونة بحمل الكوفية الفلسطينية هذه الكوفية التي أصبحت رمزا للنضال والمقاومة والتي أصبحت لا تفارق عنق المغاربة الأحرار وكذا المكانة التي أصبح يحتلها العلم الفلسطيني في قلوب المغاربة و يكفي النظر في التجمعات الشعبية أي كان نوعها لترى مكانة العلم و لعل الدروس التي تقدمها جمعيات الإلتراس أي جمعيات الجماهير الكروية في تشجيع فلسطين و إبداع الأناشيد و الأغاني التي تتغنى بفلسطين أرضا و شعبا و مقاومة لإدراك حجم هذا التضامن و الذي لعبت فيه الجبهة المغربية لدعم فلسطين و مناهضة التطبيع دورا بارزا في بعثه و إحيائه من جديد.

وفي ختام المقابلة، أكد عسيري أن البشرية تقف شاهدة وعاجزة أمام أبشع جرائم العصر الحديث التي يرتكبها الكيان الصهيوني بشراكة فعلية وحماية أكيدة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاستعمارية الغربية.

وقال: اليوم و أمام هول حرب الإبادة و التطهير العرقي يمكن القول أن كل القيم الأخلاقية التي كان يدافع عنها الغرب ويجعل من نفسه محاميا ومدافعا عنها قد سقطت وسقط معها القناع عن هذا الغرب العنصري.

وتابع: “ومع هذا السقوط كان الصعود لقيم المقاومة وقيم الصبر ودروس الصمود التي تقدمها المقاومة ومعها الشعبين اللبناني والفلسطيني اليوم العبر والدروس العسكرية تقدمها هذه المقاومة التي أعادت زمن المعجزات للواقع وفي المقابل علينا أن لا ننسى أن المقاومة المحاصرة لا تواجه فقط جيشا من أقوى جيوش العالم بل تواجه جيشا مدعوما و مسنودا من أقوى دول الكون التي فتحت له مصانعها و أبنائها وأسواقها للكيان الصهيوني بل و جعلت كل مؤسساتها في خدمته بما في ذلك أقمارها الاصطناعية م مخابراتها و إعلاميها وأكاديميها ومع ذلك الشعب الفلسطيني المؤمن بعدالة قضيته ومعه مقاومته يثبت أن المعجزة و الإعجاز هو فلسطيني بامتياز”.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة