عيّاد: نتائج انتخابات أمريكا لن توقف العدوان على غزة وستعمّق الأزمة في المنطقة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لا يبدو الخيار بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سوى اختيارٍ بين خيارين أحلاهما مرٌ لدول المنطقة في ظل الانحياز الأمريكي لدولة الكيان الصهيوني مع استمرار حرب الإبادة الجماعية منذ أكثر من عامٍ على غزة وتوسعها باتجاه دول الإقليم إلى لبنان وإيران واليمن، حيث لم يسلم أحد في المنطقة من الإجرام الصهيوني بدعمٍ ومباركةٍ أمريكيةٍ.

وفي هذا السياق قلّل المحلل السياسي حازم عيّاد في تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام من تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على نزع فتيل الأزمة في المنطقة ووقف العدوان على غزة، لا سيما وأنّ الفروقات لا تبدو كبيرة بين كاميلا هاريس ودونالد ترامب فيما يتعلق بسياستهما التي تستهدف المنطقة العربية والإقليم بما فيها مجريات الحرب والعدوان المتواصل في فلسطين المحتلة بدعمٍ أمريكيٍ سياسيٍ وعسكريٍ لا محدود.

ولفت عيّاد إلى أنّ كلا المرشحين ملتزمان بالاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية تجاه المنطقة، وبالتالي لا يتوقع أن يحدث انعطافة كبيرة في السياسات للمرحلة المقبلة بعد ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

واستدرك بالقول: “نعم، قد نشهد محاولات من كاميلا هاريس لمحاولة تحسين صورة أمريكا وخفض معدلات التوتر لكن دون أن يتضمن ذلك أي جهدٍ حقيقي لوقف الحرب أو الضغط على إسرائيل”.

وشدد على أنّ المرشحة كاميلا هاريس لن تكون رئيسة قوية لأمريكا، فهي لا تملك الخبرة ولا القدرة على النفاذ لمؤسسات الدولة العميقة، كسلفها جو بايدن الذي تماهى لحد كبير مع السياسة والإستراتيجية الأمريكية سواءً في قطاع غزة أو في جنوب لبنان، ولم يقف عائقا أمام إسرائيل بل على العكس وفر لها كل الموارد بالتعاون مع الكونغرس الأمريكي، قدم لها 22 مليار دولار.

وقال عيّاد: “لذلك لا أتوقع أن تكون هاريس نقطة فارقة؛ بل على العكس، ستكون رئيسة ضعيفة خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع ملفات المنطقة وإن كانت ستحاول تحسين صورة أمريكا عبر تقديم طروحات لن تجد طريقها للميدان وأرض المعركة وسيبقى نتنياهو لاعبًا أساسيًا في هذه المعادلة. “

وأما بالنسبة لترامب، فأكد المحلل السياسي أنّه سيبقى إن فاز بالانتخابات ملتزما بالسياسات العامّة للدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنّه سيمارس مزيدًا من الضغوط على الدول العربية لاتخاذ مواقف أكثر وضوحًا وأكثر علنية تجاه الأحداث في قطاع غزة، وسيضغط على هذه الدولة لتصبح شريكة في مناقشات اليوم التالي للحرب، وأن يكون لها أدوار مساعدة لإنهاء الحرب، أو لتساعد إسرائيل على تخطي أزمة اليوم التالي للحرب.

وتابع عيّاد بالقول: لذلك ترامب سيكون أكثر وضوحًا أكثر إحراجًا وأكثر إلحاحًا بالضغط على الجانب العربي، وهذا من شأنه أن يرتب أعباءً على الأردن، وسيشجع نتنياهو أكثر وأكثر ليعبّر عن استراتيجيته والمضيّ قدمًا في استراتيجيته اليمينية في الضفة الغربية، وسيكون لذلك تداعيات بلا شك محرجة على الجانب الأردني.

وأمّا بالنسبة لموقف الدول العربية، فأشار المحلل السياسي إلى أنّها من المتوقع أن تتكيف سلبًا مع هذه التحولات وأن تستمر بالتعاطي وفق الأدوات التقليدية مثل الحديث عن التطبيع وحل الدولتين دون أن تمارس ضغطًا حقيقيًا على الإدارة الأمريكية لوقف الحرب، أو لطرح مبادرات أكثر انسجاما مع الحقوق الفلسطينية.

وقال: لذلك لا يوجد تغيرات جوهرية أو انعطافات كبرى يمكن التعويل عليها، إلا إذا ترتب على الانتخابات مزيد من الانقسام ومزيد من الانشغال في المشهد الداخلي الأمريكي، فقد ينعكس ذلك على قوى المقاومة وقدرتها على الضغط على الإدارة الأمريكية وعلى الكيان الصهيوني.

وحول وعود ترامب بوقف الحرب في المنطقة ونزع فتيل الأزمة أكد عياد أنها “مجرد وعود انتخابية”، مستدركًا بالقول: ولكن في المحصلة النهائية ما يستطيع فعله ترامب هو مزيد من الضغط على الجانب العربي، للتماشي مع الأجندة الأمريكية والإسرائيلية، وقد يحرج البعض ويطالبهم بمواقف علنية ضد المقاومة الفلسطينية، ويدفع نحو مسار تصادمي أكثر بين الدول العربية وإيران.

ولفت إلى أنّ فوز ترامب قد يؤدي لتأزيم الموقف أكثر إقليميًا، ولكن ليس بالضرورة أن يؤدي لوقف الحرب، وقد يؤزم العلاقة بشكل أكبر بين إيران والدول العربية، ويطالبها بأدوار قد تورطها في مواجهات أو قد تؤدي لتسخين الجبهات مثل الجبهة اليمنية، والجبهة العراقية.

واستدرك عيّاد: لذلك يصعب التنبؤ بدقة المشهد، لكن يمكن القول أن ضغوط ترامب لا يمكن بالضرورة أن تؤدي لوقف إطلاق النار.

نعم نتنياهو قد يبدو أكثر مرونة في التعامل مع ترامب، ولكن هل يملك ترامب أن يضغط على نتنياهو في المرحلة المقبلة، أم سيضغط على الدول العربية بشكل أكبر، وبالتالي يؤدي إلى أزمة على الإقليم، بين قوى المقاومة والدول العربية.

وأكد أنّه سيؤزم الموقف في الساحة العربية ولن يمارس ضغوطً حقيقية على نتنياهو، ولا يتوقع ذلك في المرحلة المقبلة.

وحول موقف نتنياهو بعد نتائج الانتخابات الأمريكية، أكد عيّاد أنّ نتنياهو ما زال لديه حكومة قوية بـ 68 نائبًا في الكنيست، ولديه قدرة على أن يستمر في الحكم إلى 2026، موعد انتخابات الكنيست المقبلة، ومساحة المناورة لنتنياهو ستبقى واسعة، خصوصًا إذا كان عدد من سيفوز في الانتخابات الأمريكية من الجمهوريين أغلبية، ويصبح لديهم أيضًا أغلبية في مجلس الشيوخ.

ونوه إلى أنّ قدرة نتنياهو على المناورة سترتفع بكل الأحوال، فالموضوع لا يتعلق بالرئيس الأمريكي ترامب.

وشدد عيّاد على أنّ الدول العربية ستبقى الحلقة الأضعف في الانتخابات الأمريكية، فهي الطرف الأكثر قابلية للضغط عليه، والأكثر نزوعًا للتكيف السلبي مع أجندات ومتطلبات الإدارة الأمريكية المقبلة، خصوصًا إدارة ترامب التي ستملك قدرة أكبر للضغط على الجانب العربي.

ولفت إلى أنّ الدول العربية بصفتها الحلقة الأضعف التي ستركز عليها كاميلا هاريس أو ترامب مع سيناريوهات المرحلة المقبلة، منوهًا إلى أنّ الفائز/الفائزة بالانتخابات الأمريكية، وبغض النظر عن طبيعته، سيتجنّب الدخول في صدام مباشر مع نتنياهو خصوصًا أنّ هناك أطرافا عربية يمكن الضغط عليها وستكون أكثر استجابة.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة