غزة / PNN – أكد مركز حقوقي ينشط في قطاع غزة، أن قوات الاحتلال تستهدف القطاع الصحي الفلسطيني خلال “جريمة الإبادة الجماعية”.
وأشار مركز الميزان لحقوق الإنسان في تقرير جديد، أن قوات الاحتلال استهدفت المنشآت الصحية المختلفة، وقصفت وحاصرت واقتحمت المستشفيات، ودمرت 162 منشأة صحية، و132 سيارة إسعاف، وأخرجت 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً عن الخدمة في أنحاء قطاع غزة.
وأوضح أن قوات الاحتلال قتلت 1,047 من أفراد الطواقم الطبية بين طبيب وممرض ومسعف وفني وإداري و85 من أفراد الدفاع المدني، وأصابت المئات منهم بجراح، واعتقلت 310 من الكوادر الطبية في سجونها خلال الحرب، لافتة إلى أن ثلاثة من أفراد الطواقم الطبية قضوا تحت التعذيب في أقبية التحقيق.
وأشار المركز إلى أن سلطات الاحتلال لا تزال تمنع الجرحى والمرضى من السفر والوصول إلى الرعاية الصحية والعلاج المناسب.
وأوضح أن هناك 12,000 جريح ممنوعين من السفر للعلاج في الخارج، إضافة إلى 12,500 مريض بالسرطان بحاجة للعلاج والمتابعة الحثيثة بالخارج، و3,000 مريض بأمراض مختلفة، فيما يعاني 350,000 مريض بأمراض مزمنة جراء منع دخول الأدوية إلى قطاع غزة.
وتطرق المركز إلى الآثار السلبية التي لحقت بالمنظومة الطبية المتهالكة في غزة جراء الحرب، بعد الاجتياح المستمر لشمال قطاع غزة يوم الخامس من الشهر الجاري، والذي جاء بعد عمليتين عسكريتين سابقتين، حيث قتلت قوات الاحتلال مئات المواطنين، معظمهم من النساء والأطفال، وأصابت ما يزيد عن 1,000 آخرين، كما فُقد أثر العشرات، وأعلنت قوات الاحتلال عن اعتقال نحو 200 فلسطيني نقلتهم إلى سجونها.
واشتمل التقرير الحقوقي على شرح مفصل للأوضاع الصحية والواقع الصحي في محافظة شمال غزة، قبل وأثناء “حرب الإبادة”، والمستشفيات العاملة في ظل تطور العملية العسكرية الأخيرة، مستندا إلى معلومات من مسؤولي المستشفيات العاملة في شمال القطاع، وإفادات مشفوعة بالقسم من ضابط إسعاف وعدد من الجرحى الذين لم يتمكنوا من الحصول على العلاج، خلال سير العملية العسكرية.
جدير ذكره أن المركز أكد أن قوات الاحتلال تواصل تدمير مقومات الحياة وإنهاء العمل الإنساني وتفريع محافظة شمال غزة من سكانها، وتصعد القصف عبر الجو والبر والبحر، وتستهدف المنازل ومراكز الإيواء وتجمعات النازحين وخيامهم دون إنذار مسبق، وترتكب “جرائم القتل الجماعي” وعمليات تدمير واسعة النطاق للمنازل والمباني والبنى التحتية، في باقي محافظات القطاع، “في إصرار على مواصلة جريمة الإبادة الجماعية في غزة”.
وأكد أن التصعيد المتواصل لـ”جريمة الإبادة الجماعية”، ولا سيما الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في محافظة شمال غزة، والمتمثلة في قصف المنازل ومراكز الإيواء، ومطالبات الاحتلال المستمرة للسكان بإخلاء المحافظة ومن ثم استهدافهم، ومنع دخول المساعدات واتباع سياسة التجويع واستخدامها كسلاح حرب، واستهداف المستشفيات ومحاصرتها، يفاقم معاناة النساء، فيما يواجه السكان قسوة الحياة، خاصة في أماكن النزوح، التي يتكرر استهدافها وتنعدم فيها أدنى مقومات الحياة من مياه وغذاء ورعاية صحية، ويواجه فيها المدنيون، لا سيما النساء، “ظروفا غير إنسانية تهدد حياتهن”.