تل ابيب /PNN / حث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في اجتماع ثنائي عقداه اليوم الثلاثاء، على تحفيف حدة الرد الإسرائيلي المتوقع على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل مطلع الشهر الجاري، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل أن يكون “ردها على إيران أكثر انضباطا”.
جاء ذلك بحسب ما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية نقلا عن “مصدر سياسي مطلع”. ووفقا للتقرير، “نقل وزير الخارجية الأميركي رسالة تفيد بأن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل جعل الرد على إيران أكثر انضباطا”؛ فيما شدد المصدر على أن “إسرائيل هي من تدير المعركة”، في إشارة إلى أن واشنطن لا تملي على تل أبيب ما يجب القيام به.
بالإضافة إلى ذلك، تحدث بلينكن عن “الحاجة إلى السعي لإنهاء العمليات البرية في لبنان” وأهمية “ترجمة الإنجاز العسكري في لبنان إلى إنجاز إستراتيجي”، وبحسب التقرير فإن “الإدارة الأميركية ترغب في التوصل إلى اتفاق تسوية على الحدود الشمالية في أقرب وقت ممكن”، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي المتصاعد على لبنان.
نتنياهو يشدد على “ضرورة توحيد القوى في مواجهة إيران”
وقال نتنياهو، في بيان صدر عن مكتبه، إنه أجرى محادثات مع بلينكن حول توحيد الجهود لمواجهة “التهديد الإيراني”. وجاء في البيان أنه “خلال الاجتماع، تم التطرّق إلى التهديد الإيراني ووجوب توحيد قوى البلدين في مواجهتها”، مشيرا إلى أن “نتنياهو شكر بلينكن على الدعم الذي توفره الولايات المتحدة لإسرائيل في معركتها ضد محور الشر الإيراني”.
واعتبر نتنياهو أن “مقتل السنوار قد يؤثر بشكل إيجابي على عودة الرهائن وتحقيق أهداف الحرب”؛ كما أشار إلى أن الاجتماع مع بلينكن استغرق ساعتين ونصف، وعُقد في “أجواء ودية ومثمرة”، تلاه اجتماع موسع شارك فيه كبار المسؤولين من الجانبين.
وذكر البيان أن نتنياهو “أطلع بلينكن على أنشطة الجيش الإسرائيلي في لبنان”، وشدد على “الحاجة لتغيير الوضع الأمني والسياسي في الشمال لتمكين إسرائيل من إعادة سكانها إلى ديارهم بأمان”، وأشار البيان إلى أن بلينكن “عبّر عن صدمة واشنطن من المحاولة الإيرانية عبر حزب الله لاغتيال نتنياهو”.
وبحسب البيان الصادر عن مكتب نتنياهو، أكد بلينكن أن “هذا حدث استثنائي ومقلق”، فيما شدد نتنياهو على أن “هذه القضية تحمل تبعات دراماتيكية، ولا ينبغي التغاضي عنها”، علما بأن نتنياهو يصر على تحميل إيران مسؤولية الهجوم في محاولة لشرعنة الرد الإسرائيلي المرتقب على الهجوم الصاروخي الإيراني.
وناقش نتنياهو مع بلينكن “تقدم العمليات العسكرية في غزة ضد حركة حماس، مع التركيز على الجهود المبذولة لإعادة جميع الرهائن إلى منازلهم”. وأضاف البيان: “تناول الجانبان أيضًا مستقبل الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب، حيث أكد نتنياهو أن اغتيال السنوار قد يؤثر بشكل إيجابي على عودة الرهائن وتحقيق أهداف الحرب”.
بلينكن يدعو نتنياهو إلى “الاستفادة” من اغتيال السنوار للتوصل إلى هدنة في غزة
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية على لسان الناطق باسمها، ماثيو ميلر، عقب الاجتماع بين بلينكن ونتنياهو أن وزير الخارجية الأميركي حث رئيس الحكومة الإسرائيلية على “استغلال” اغتيال زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، كفرصة للمضي قدمًا نحو التوصل إلى هدنة في غزة وزيادة إدخال المساعدات إلى القطاع.
وجاء في بيان صدر عن الخارجية الأميركية أن بلينكن أكد خلال اجتماعه مع نتنياهو “على ضرورة الاستفادة من النجاح الذي تحقق في اغتيال السنوار لتحرير جميع الرهائن، وإنهاء الصراع في غزة بطريقة تضمن أمنًا مستدامًا لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وأضاف البيان أن بلينكن ناقش مع نتنياهو “أهمية إنشاء مسار جديد لمرحلة ما بعد النزاع، يتيح للفلسطينيين إعادة بناء حياتهم، ويوفر حكومة، وأمن، وإعادة إعمار لغزة”، وشدد على “ضرورة أن تتخذ إسرائيل خطوات إضافية لزيادة وتواصل تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتأكد من وصول المساعدات إلى المدنيين في جميع أنحاء القطاع”.
وبحسب الخارجية الأميركية، ناقش بلينكن ونتنياهو “الوضع في لبنان والجهود المستمرة للتوصل إلى حل دبلوماسي على طول الخط الأزرق، بما في ذلك التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي يتيح للمدنيين على الجانبين العودة إلى ديارهم”.
وفي نهاية البيان، أشارت الخارجية الأميركية إلى أن نتنياهو وبلينكن “تطرقا إلى ضرورة ردع أي عدوان إقليمي آخر من إيران وميليشياتها، بما في ذلك في إطار الجهود المستمرة من الولايات المتحدة وشركائها”، وفي هذا السياق، أكد بلينكن على “الالتزام الثابت للولايات المتحدة بأمن إسرائيل”
غالانت لبلينكن: وقوف الولايات المتحدة إلى جانبنا بعد هجومنا على إيران سيعزز الردع الإقليمي
بدوره، شدد وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال اجتماعه مع بلينكن، على أن “الوقوف المشترك للولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل بعد الهجوم الإسرائيلي (المرتقب) على إيران سيعزز الردع الإقليمي ويضعف محور الشر”، بحسب ما جاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية.
وذكر البيان أن غالانت عقد اجتماعا ثنائيا مع بلينكن أعقبه اجتماع موسع شارك فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، والمدير العام لوزارة الأمن، أيال زمير، ومسؤولون أمنيون كبار آخرون؛ وأضاف أن غالانت أطلع بلينكن على تطور العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله في لبنان.
وذكر البيان أنه “خلال الاجتماع، ناقش غالانت وبلينكن تطورات القتال على مختلف الجبهات، حيث شدد غالانت على ضرورة إعادة الأسرى المحتجزين في غزة والعمل على استبدال حكم حماس بجهات إقليمية ومحلية أخرى”، وأضاف “كما أطلع غالانت بلينكن على تقدم إسرائيل في مهمتها لتدمير بنية حزب الله التحتية في القرى الحدودية اللبنانية”.
وشدد غالانت على أن “إسرائيل ستواصل استهداف جميع أنظمة حزب الله بشكل منهجي حتى يتمكن سكان الشمال من العودة إلى ديارهم بأمان، وإبعاد قوات حزب الله عن جنوب لبنان”؛ وفي ما يتعلق بإيران قال غالانت إن “وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران سيعزز الردع الإقليمي ويضعف محور الشر”.
ووصل بلينكن إلى إسرائيل، الثلاثاء، في إطار جولة جديدة في الشرق الأوسط تهدف إلى الدفع في اتجاه التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بعد أكثر من عام على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتصعيد المتواصل منذ نحو 4 أسابيع على لبنان، في مهمة هي الحادية عشرة لبلينكن في المنطقة خلال الحرب.
وتأتي أيضا في ظل ترقب ردّ إسرائيل على هجوم صاروخي إيراني استهدفها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر. وكانت الولايات المتحدة قد حذّرت حليفتها الأسبوع الماضي من احتمال أن تتأثر المساعدات الأميركية لها في حال لم يسجّل تحسّن في تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يشهد أزمة إنسانية كارثية.