صوفيا / PNN – في أوضح تحرك مناهض للحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان في بلغاريا، نظم حزب “فازراجدانه” (النهضة) أمس الاثنين مسيرات وتجمعات احتجاجية تحت شعار “أعطوا السلام فرصة”.
وتحرُك فازراجدانه هو الأول الذي ينظمه حزب ممثل في البرلمان في وقت تتوزع فيه مواقف الأحزاب في هذه الدولة الأوروبية الشرقية المنتمية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بين متعاطف ضمنا مع سياسات إسرائيل وداعم علنا لموقفها، حسب مراقبين.
وشمل التحرك مدن بلوفديف وفارنا وبورغاس وفيليكو تارنوفو وروسِه وبليفين ويامبول، إضافة إلى العاصمة صوفيا، حيث كان زعيم الحزب كوستادين كوستادينوف على رأس المشاركين في تظاهرة جابت الشوارع الرئيسية وسط العاصمة.
أما الأحزاب التي تربطها بفلسطين علاقات تاريخية كالحزب الاشتراكي، فلم يصدر عنه حتى الآن مواقف واضحة في دعم الطرفين الفلسطيني واللبناني. ويرجح مراقبون أن تكون الأزمات الداخلية التي يمر بها الحزب هي السبب في عزوفه عن اتخاذ مواقف واضحة بشأن السياسة الخارجية لهذه الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.
وثابرت إسرائيل خلال السنوات العشر الماضية -حسب مراقبين- على تقوية علاقاتها مع الأحزاب البلغارية التي كانت شاركت في الحكم خلال هذه الفترة، إذ شارك عدد من الوزراء ورجال الدولة على مدى السنوات الأخيرة بدورات تعليمية في مؤسسات إسرائيلية.
وتأتي مسيرات فازراجدانه على أعتاب حدث انتخابي كبير، إذ ستشهد البلاد الأحد المقبل انتخابات مبكرة هي السابعة في غضون 3 سنوات، وهو الأمر الذي لم يهمل كوستادينوف الإشارة إليه في كلمته أمام المشاركين في التحرك الاحتجاجي.
وحذر كوستادينوف مواطنيه من النأي بأنفسهم عن التصويت قائلا: “يوم الأحد لن نختار فقط من يحكمنا، بل سنختار بين الحرب والسلام”، في إشارة إلى موقف حكومة تصريف الأعمال والأحزاب التي تدعمها.
وطالب كوستادينوف بالكف عن الازدواجية في المعايير في سياسة بلغاريا تجاه الحرب في أوكرانيا وتلك التي تقودها تل أبيب في الشرق الأوسط. وقال: “بعد أن دعمنا في إحدى الحالات أوكرانيا- الضحية المزعومة، يجب علينا في الحالة الأخرى أن ندعم الضحية القطعية- غزة وفلسطين ولبنان، وليس دعم المعتدي الذي يقتل مئات النساء والأطفال كل يوم”. ودعا إلى عدم السكوت على الذي يجري، وحذر أنه في حال زادت رقعة الحرب فإن بلغاريا ستكون من المتضررين بشكل مباشر.
وأعلن كوستادينوف أنه في حال فوز حزبه بالانتخابات، فإن أول القرارات التي سيتخذها هو عدم السماح بجر بلاده إلى الصراع في الشرق الأوسط وإدانة العدوان الإسرائيلي ضد المدنيين.
وتشير بعض استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن حزب “النهضة” القومي الذي يمثل القوة الثالثة في البرلمان (38 نائبا من أصل 240) قد يحظى بالمرتبة الثانية في الانتخابات الوشيكة.
وشاركت الجاليات العربية ونشطاء بلغار من منظمات غير حكومية في مسيرة فازراجدانة في صوفيا وكذا السفير الفلسطيني المعين حديثا نصري أبو جيش. وانتهت بوقفة صامتة أمام نصب الجندي المجهول.