[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بعد 17 يومًا على عمليات التطهير العرقي الصهيوني شمال غزة، تواجه المستشفيات في المنطقة خطر الانهيار الكامل نتيجة اعتداءات قوات الاحتلال ومنعها الطواقم الطبية من التحرك لإنقاذ الضحايا.
المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، حذر من انهيار كامل لمستشفيات شمال قطاع غزة وخروجها عن الخدمة خلال أشد وأقسى أوقات الطوارئ صعوبةً مع استمرار وتكثيف الهجوم العسكري الإسرائيلي لليوم السادس عشر على التوالي.
استهداف المستشفى الإندونيسي
وقال المركز في بيان له، الاثنين: إن القوات المحتلة تعمدت فجر السبت، 19 أكتوبر2024، قصف واستهداف الطوابق العليا لمستشفيات العودة والإندونيسي ومحاصرة المرضى والأطقم الطبية فيها، في الوقت الذي صعدت عمليات قصفها ووتيرة استهدافها للأحياء السكنية ومنازل المدنيين فوق رؤوس ساكنيها.
وحذر من تكرار الاستهداف المتعمد للمستشفيات في قطاع غزة وقصفها وقتل من فيها من مرضى وطواقم طبية ونازحين وحصارها واخلائها بالقوة.
وتعرضت مستشفيات شمال غزة، للاقتحام والتدمير والاستهداف في الاقتحامين السابقين لقوات الاحتلال في ديسمبر ومايو الماضيين، وأعيد لاحقا ترميمها جزئيا.
وقال المركز الحقوقي: تصر قوات الاحتلال على استهداف المستشفيات المرة تلو الأخرى، وترك المدنيين بلا مستشفيات تعالجهم وهو ما يشكل جزءا من جريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد الدكتور مروان السلطان مدير عام المستشفى الإندونيسي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، كثفت عند منتصف ليل السبت 19 أكتوبر، قصفها وإطلاق النار تجاه المستشفى الإندونيسي ببلدة بيت لاهيا، حتى وصلت آليات قوات الاحتلال الاسرائيلي عند حوالي الساعة 4:30 إلى محيط المستشفى، وأطلقت النار بكثافة، وعدة قذائف تجاه بوابته والطوابق العليا من المستشفى الذي يتواجد به نحو 40 مريضاً وجريحاً بالإضافة إلى 15 من الطواقم الطبية، بقذائف مدفعية.
وأضاف أن ذلك تسبب بانقطاع الكهرباء عن المستشفى وحالة ذعر كبيرة بين المرضى والطاقم الطبي، مشيرًا إلى أن الاستهداف بقرابة 5 قذائف تجاه الطابقين الثاني والثالث، دون إصابات، كون الطابقين قيد الترميم، غير أن استمرار انقطاع التيار الكهربائي أدى لوفاة اثنين من المرضى في قسم العناية المكثفة”.
وبالتزامن مع ذلك، قصفت القوات المحتلة الطوابق العلوية لمستشفى العودة في تل الزعتر بمدينة جباليا، ما أدى إلى إصابة عدد من أفراد الطواقم الطبية أحدهم حالته بالغة الخطورة، وفق ما أفادت به جمعية العودة الصحية والمجتمعية.
حصار المدنيين
وتفرض قوات الاحتلال منذ 5 أكتوبر الجاري، حصاراً صارماً تحرم فيه السكان المدنيين في شمال قطاع غزة من أي إمدادات أساسية تنقذ حياتهم، وتؤكد عبر أوامر الإخلاء القسري سعيها لإفراغ ما تبقى منهم باستخدام الجوع والحرمان من العلاج سلاحاً لتحقيق أهدافها العسكرية، ما يعكس إمعانها واستمرارها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
وبعد مضي أكثر من أسبوعين على الهجوم العسكري المكثف، ورفض السكان مغادرة بعض الأحياء السكنية المحاصرة في مدينة جباليا ومخيمها وباقي مناطق محافظة شمال قطاع غزة التي باتت معزولة تماماً عن مدينة غزة، أصبح عشرات الآلاف من المدنيين عالقين في منازلهم بين الموت والجوع، بدون أبسط مقومات الحياة الأساسية، بعد تقييد وصولهم للغذاء والمياه، وقطع الاتصالات والانترنت عنهم، واستهداف وتهديد المستشفيات بالإخلاء قسراً ووقف خدماتها العلاجية رغم تدفق أعداد كبيرة من الإصابات الحرجة إليها، وتكدس عشرات الجثث للقتلى المدنيين فيها.
خطر خروج المستشفيات العمل
ووفق المركز الحقوقي؛ بسبب الحصار المطبق واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية يخشى من خروج المستشفيات الثلاث، كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي، عن العمل وتعرضها لظروف تشابه اخلائها في نوفمبر وديسمبر2023، فهي الآن تعمل بأقل من الحد الأدنى من قدراتها، وبإمكانيات منهكة، جراء الاستهداف سابقاً، والنقص الحاد في الأطقم الطبية، وإمدادات الوقود، والأدوية، والغذاء.
ويهدد عدوان الاحتلال حياة جرحى العدوان وما يزيد عن 285 مريضاً يرقدون في هذه المستشفيات، بينهم ثمانية أطفال حديثي الولادة وخمسة بالغين في أقسام العناية المركزة، ونحو 161 مريضًا موجودون في أقسام الطوارئ، الكثير منهم بحاجة عاجلة لإجراء عمليات جراحية متقدمة، من قبيل جراحة الأعصاب وجراحة الأوعية الدموية وجراحة العيون والطب التجميل، وهي خدمات غير متوفرة في هذه المستشفيات، وفق مجموعة الصحة في فلسطين.
أعباء ثقيلة في كمال عدوان
الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان أكد أنه خلال الأيام الماضية كان المستشفى يستقبل ما لا يقل عن 50 إلى 70 مصاباً جديداً بشكلٍ يومي.
وقال: يبدو أننا أمام تصاعد للعمليات العسكرية واحتمالية تزايد أعداد المصابين، وذلك بالرغم من نفاذ إمكانيات جميع مستشفيات شمال قطاع غزة، فلا أدوية ولا مستلزمات طبية بالقدر الكافي، ولا وقود لتشغيل مولداتها الكهربائية، وحتى المرضى والطواقم الطبية باتوا منهكين بعد أسبوعين من الحصار الصارم وبدء نفاذ مخزون الطعام.
ويحذر بأن كل ذلك يحول دون استمرار الخدمات المنقذة للحياة، ويشكل كارثة حقيقية تُهدد المصابين والمرضى في أقسام العناية المركزة وأطفال حديثي الولادة في قسم الحضانة الوحيد في مناطق شمال قطاع غزة، وذلك في حال توقفت أجهزة التنفس الصناعي عن ست أطفال حالتهم غاية في الخطورة ويحتاجون للعناية الفائقة، مع افتقار المستشفى للخدمات الصحية المتقدمة وأهمها جراحة العظام والأعصاب، وجراحة التجميل والحروق.
وقال: هذا الواقع ينسحب على جميع المستشفيات في شمال قطاع غزة حتى أصبح الأطباء أمام خيار صعب في المفاضلة بين الحالات الواردة للمستشفيات وتقديم الرعاية لمن يمكن إنقاذ حياته.
ويضطر الأطباء -وفق أبو صفية- لبتر أطراف بعض المصابين نتيجة عدم القدرة على تحويلهم إلى مستشفيات مدينة غزة لإجراء عمليات جراحية معقدة، فهنالك حاجة كبيرة لتحويل عشرات الإصابات لإجراء عمليات متخصصة في العيون والأوعية الدموية والمخ والأعصاب، جراء ذلك يفقد الجرحى والمرضى حياتهم، ما يستدعي ذلك تحركاً عاجلاً من المنظمات الدولية للضغط على قوات الاحتلال من أجل توفير ممر آمن لنقل المرضى والمصابين قبل فوات الأوان.
وبحسب ما أفاد به فارس عفانة، مسؤول الإسعاف والطوارئ في الخدمات الطبية، فإن سيارات الإسعاف تتحرك بصعوبة شديدة مع شح الوقود، واستهدافها من القوات المحتلة بشكل متعمد، واعاقة عملها من خلال قطع الطرق المؤدية للمناطق المستهدفة، كذلك قطعت ليلة أمس الاتصالات والانترنت عن كامل مناطق شمال قطاع غزة، وهو ما يصعب مهام الإسعاف والدفاع المدني في التحرك والاستجابة لنداءات الاستغاثة التي تطلق بشكل يومي وتحتاج إلى التدخل العاجل.
أزمة للنساء الحومل
ومع تصاعد عمليات القصف في اليومين الماضيين وإعلان القوات المحتلة توسيع عمليتها العسكرية، تتأثر خدمات صحية مهمة في أقسام الولادة التي ما تزال تقدم خدماتها في مستشفيي كمال عدوان والعودة ضمن أسوأ حالات الطوارئ، ما يجعل حياة المواليد الجدد في الحاضنات والنساء اللواتي يعانين من مضاعفات الحمل على المحك، مع الخشية الكبيرة على حياة أكثر من 9 آلاف سيدة حامل في المناطق المحاصرة وذلك مع توقف العمل في مراكز الرعاية الصحية الأولية البالغ عددها 25 مركزاً في محافظة شمال غزة، وفق معطيات للأمم المتحدة.
وترى المنظمات الحقوقية أن ترك المنظومة الصحية في مناطق شمال قطاع غزة تواجه خطر الانهيار الكامل، وحصار منشآتها واستهدافها من قبل القوات المحتلة يعد بمنزلة حكم بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى، يخالف الوانين الدولية والإنسانية، ما يستدعي تدخلا دوليا عاجلا لإنقاذ المدنيين ووقف الإبادة الإسرائيلية.
“}]]