[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“إلى كل من يحمل في قلبه ذرة إنسانية: لا تتركوا صوتنا يضيع في الظلام. نحن نُقتل ونُجوع ونُعطش بلا رحمة. ساعدونا، انشروا رسالتنا، كونوا صوتنا في كل مكان”، نداء استغاثة – وصل المركز الفلسطيني للإعلام – وجهه المحاصرون في شمال غزة الذين استفرد بهم جيش الكيان المجرم ليمعن فيهم حصارًا وتجويعًا وقتلاً وتدميرًا بلا رحمة – تحت مرأى ومسمع العالم أجمع – ودون أن يحرك أحدٌ ساكنًا، أو يلبي نداء الاستغاثة من دولٍ كبرى تزعم احترام حقوق الإنسان ومنظماتٍ دوليةٍ طالما تغنّت بها.
الموت عطشا وجوعا
وفحوى رسالتهم ومحتواها الذي ننقله للعالم: حالنا في شمال غزة.. الموت عطشا وجوعا.. نداءٌ إلى عموم المسلمين في كل بقاع الأرض: من غزة المحاصرة، من شمال القطاع الذي تم عزله بالكامل عن باقي المناطق، نوجه إليكم نداء استغاثة.
وتضيف الرسالة المتداولة على نطاق واسع: الجوع والعطش يفتكان بنا، الشوارع مليئة بالجثث، ولا يمكن حتى إحصاء عدد الشهداء.
وتنوه إلى أنّ “الاحتلال الإسرائيلي قام بفصل المنطقة بشكل تام، فحاضر الشمال وعزله عن وسط القطاع ولم يعد هناك أي سبيل للوصول إلى الطعام أو الماء”.
وتشير: نحن الآن نعيش مأساة لا يتخيلها العقل، حيث الموت لا يأتي فقط بالقصف والطائرات الحربية والدبابات، بل بالمجاعة والعطش.
وبحسب الرسالة: أينما كنتم، أيها المسلمون، في العالم العربي أو الإسلامي أو في أي بقعة على هذه الأرض، ندعوكم إلى أن تتحركوا، إلى أن تخرجوا في مسيرات وتضغطوا على هذا الكيان الصهيوني. قبل أن يتم الإعلان عن المزيد من حالات الموت بسبب الحصار الجائر، أخرجوا وأعلوا أصواتكم، فكل دقيقة تمر تزيد من معاناتنا.
دعوة حقوقية للعالم للتحرك
من جانبه دعا مدير الجمعية الوطنية لحقوق الانسان، في الأردن، د. رامي عياصرة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع منظمات حقوق الإنسان وكل الجهات ذات العلاقة بالتحرك الفوري والعاجل ووقف جريمة الإبادة الجماعية في شمال غزة، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ خطوات صارمة في الاستجابة للدعوات لمنع تسليح الكيان الصهيوني حتى وقف مسلسل الدم والمجازر المتواصلة.
وقال عياصرة في تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام: إنّ ما يجري في جباليا خصوصًا وفي شمال غزة في البعد الإنساني هي جريمة حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهناك قتل جماعي، وجريمة تطهير عرقي، وإبادة جماعية تقوم بها القوات الإسرائيلية تجاه المواطنين في جباليا وشمال غزة عموما.
وشدد على أنّه لا يجوز في عرف القانون الدولي أن يتم التجاوز أو التغاضي عن هذه الجرائم بسبب تكرارها، فتكرار الجريمة هو جريمة بحد ذاتها، وليس كما يعتقد البعض، في البعد الإعلامي والسياسي، بأنّه يمكن التكيف مع هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام.
وأشار إلى أنّ “هذه الجرائم متكررة ولكنّها تشتد اليوم بشكلٍ أكبر في مخيم جباليا وشمال غزة، ومحاولة خلق تهجير قسري من شمال غزة لفرض واقع جديد تريد فرضه القوات الإسرائيلية ضمن خططها بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.
وتابع بالقول: في الحقيقة، يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، التحرك الفوري لإنقاذ هؤلاء المدنيين العزّل من هذا الإجرام الصهيوني.
كما استدرك عياصرة بالقول: وكذلك الحال في الإسراع بإصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو ولوزير حربه ولأركان الحكومة الإسرائيلية من قبل المحكمة الجنائية الدولية، التي قامت بخطوة بهذا الاتجاه ولكنّها لم تستكمل، ولذلك يجب أن تقوم هذه المؤسسة الدولية بواجبها ومسؤوليتها تجاه التأشير على مجرمي الحرب بصفتهم وأعيانهم وإصدار مذكرات جلب لهم، خصوصًا نتنياهو ومجرمي الحرب الصهاينة.
ولفت إلى أنهم “بين فترة وأخرى يقومون بزيارات لبعض الدول العالمية بخاصة تلك الدولة الداعمة لها، وبالتالي لا يجوز لهذه المنظمة أن تبقى مكتوفة اليدين، أو أن تقع ضمن الابتزاز السياسي الذي تمارسه الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى الداعمة للإجرام الصهيوني التي تضغط على هذه المنظمات لكي لا تقوم بدورها ومحاولة تعطيلها.
ونوه العياصرة إلى أنّ “كل هذا يؤشر بشكل واضح أنّ هناك جريمة كبرى ترتكب وأنه يجب على كل المنظمات الحقوقية والدولية والمجتمع الدولي بشكل عام أن يقوم بواجبه حتى لا يتحول المجتمع الإنساني إلى شريعة غاب يفرض فيه القوي فعله الإجرامي إزاء الشعوب التي لا تملك القدرة للدفاع عن نفسها، خاصة ما يتعلق بالمدنيين وحمايتهم”.
عجز المنظومة الدولية
وأوضح عياصرة: بلا شك أن العجز في المنظومة الدولية واضح منذ السابع من أكتوبر الماضي على مدار عام، خاصة فيما يتعلق بالمجلس الأمن بسبب الفيتو الأمريكي والغطاء السياسي الذي توفره أمريكا للإجرام الصهيوني، الذي حال دون قيام مجلس الأمن بواجبه، خاصة في إطار إدراج هذه الممارسات الصهيونية الظالمة تحت الفصل السابع الذي يوجب المسائلة لأركان الإجرام الصهيوني نتنياهو وحكومته.
وقال: بالتالي بات مجلس الأمن الدولي عاجزا عن القيام بواجبه بسبب الفيتو الأمريكي والتوازنات السياسية والغطاء الأمريكي.
“لكن هذا لا يعفي باقي المنظمات الدولية مثل ما ذكرنا محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال لمجرمي الحرب الصهاينة، وإدانة الكيان الصهيوني واعتباره بأنّه دولة مارقة على القانون الدولي”، على حد وصفه.
وأشار عياصرة إلى أنّ “هناك مجالات أخرى غير مجلس الأمن الدولي يمكن أن تكون مؤثرة بشكلٍ كبيرٍ، ومع ذلك وجدنا بأنّ المجتمع الدولي في ظل عدم قيام مجلس الأمن واضطلاعه بمسؤولياته، وجدنا أنّ بعض الدول قامت بإجراءات تضغط على دولة الاحتلال، عن طريق سحب السفراء وقطع العلاقات في دول أمريكيا اللاتينية وبعض الدول الأفريقية، وعلى رأسها جنوب أفريقيا كنوع من أنواع الضغط السياسي وإعلان الموقف في العالم إزاء هذا الإجرام الصهيوني”.
مطالبة بوقف تزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة
وقال عياصرة: أعتقد أنّ الواجب اليوم يجب أن يتوجه بالتوازي مع إدانة هذه الجرائم الإسرائيلية، بمناشدة واتخاذ قرار بوقف تزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة.
ونوه إلى أنّ ما أطلقه الرئيس الفرنسي قبل أيام يستدعي مزيد من الجهود من المجتمع الدولي تحديدًا في هذه النقطة، باستصدار قرار من مجلس الأمن يحرم تزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة، التي تستخدم ضد المدنيين ويتم انتهاك القانون الدولي من خلالها، لعلها تكون فرصة لوقف هذا المسلسل المتواصل من الدم ومجازر الإبادة الجماعية.
رسالة الشمال مفزعة ويجب على الإعلام الإسلامي التحرك
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القرة داغي، وجه رسالة – تضامنا مع شمال غزة المحاصر – إلى الأمة الإسلامية وإلى أحرار العالم كافة.
وقال القرة داغي في تدوينة – رصدها المركز الفلسطيني للإعلام – لقد تلقيت رسالة صوتية مفجعة من أهلنا في غزة المحاصرة، تحديداً من شمال القطاع الذي تم عزله بالكامل.
ونوه إلى أنّ هذه الرسالة تُمثل نداء استغاثة صادق يُعبر عن معاناة تفوق الوصف؛ الجوع والعطش يفتكان بالأجساد، والشوارع باتت ممتلئة بالشهداء، والشهداء بلا عدد.
وشدد على أنّ هذا الحصار الظالم الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني فصل شمال القطاع عن باقي المناطق، فلم يعد هناك سبيل للوصول إلى الغذاء والماء.
وقال داغي: إن هذا المشهد المؤلم يضعنا جميعاً أمام مسؤولياتنا كأمة إسلامية، وكأحرار في هذا العالم.
وأشار إلى أنّ أهلنا في غزة لا يواجهون القتل بالقصف وحده، بل بالمجاعة والعطش، في مأساة إنسانية تزداد حدتها كل لحظة.
ووجه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نداء عاجلاً إلى جميع المسلمين في كل مكان: آن الأوان للتحرك كل حسب سعته وقدرته، ولا عذر لمن تأخر.
وأضاف، إن إخوانكم في غزة يستغيثون بكم، وواجبكم الآن هو أن تخرجوا في مسيرات احتجاجية، وأن تضغطوا بكل وسيلة على الكيان الصهيوني وأعوانه لرفع هذا الحصار الجائر.
وناشد داغي أحرار العالم، منظمات حقوق الإنسان، وكل من يحمل في قلبه ذرة من الإنسانية، أن ينصروا هذا الشعب المظلوم، وأن يوصلوا صوت المظلومين في غزة إلى المنابر الدولية، حتى ينكشف هذا الحصار الوحشي وتعود الحياة لأهلنا هناك.
وختم بالقول: نسأل الله أن يرفع عنهم هذا البلاء، وأن يجزي كل من يسعى لنصرتهم.
إيرلندا: الهجوم الإسرائيلي على شمال غزة جريمة حرب
وفي سياق متصل، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي، مايكل مارتن، أن “الهجوم (الإسرائيلي) على شمال غزة يعد جريمة حرب، ولا بد وأن يستخدم المجتمع الدولي كل وسيلة متاحة له للضغط على (إسرائيل) لوقف هذه الحرب”.
وأضاف مارتن في بيان اليوم الأحد “يجب أن تتوقف المشاهد المروعة التي نشهدها في جباليا وشمال غزة، حيث يتم تطويق السكان بالكامل وإجبارهم على النزوح، ولا مكان لهم ليذهبوا إليه”.
ولليوم التاسع على التوالي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائمها وحرب الإبادة بحق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 373 يوما، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 42 ألفا، و227 وإصابة أكثر من 98 ألفا و464 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
“}]]