بيت لحم / PNN – لا يختلف اثنان حول الدور الذي تلعبه في تسهيل حياتنا والتواصل مع الآخرين، ولكن الإفراط في استخدامها قد يعيق التفاعل بين الوالدين والطفل، ما قد يؤخر تطوير مهارات التواصل عند الأطفال.
وتشير الأبحاث إلى أن 80% من نمو دماغ الطفل يحدث بحلول سن الثالثة، و يحدث هذا النمو عندما يتحدث الآباء والأطفال بانتظام ويتواصلون بالكلمات ودون كلمات وهو ما يعرف بالتفاعلات اللفظية وغير اللفظية.
ويرتبط هذا النمو لاحقًا بمهارات الكلام واللغة وبالقدرة على التفكير وبتكوين العلاقات الاجتماعية والقراءة والكتابة والنجاح في المدرسة.
ويقول الأطباء النفسيين إنه لا شيء يمكن أن يحل محل هذه التفاعلات عندما يتعلق الأمر بتعلم الأطفال. لهذا السبب من المهم التركيز على وقت حقيقي عالي الجودة.
تأثر الذكاء العاطفي
ويمكن أن يتأثر الذكاء العاطفي للأطفال سلبًا باستخدام والديهم للهواتف الذكية. والذكاء العاطفي هو مجموعة من القدرات العقلية التي تسمح للشخص بالتعرف على حالاته العاطفية وفهمها وإدارتها.
ويولد الناس بمستوى معين من القدرة على الذكاء العاطفي، ومع التعلم والمهارات، يمكن تطوير الذكاء العاطفي.
وهذه المهارات مفيدة لأن الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي أكثر تطورًا يميلون إلى إقامة علاقات شخصية أكثر إرضاءً ونجاحًا، ويختبرون عمومًا شعورًا أعلى بالرفاهية. ويحدّ انغماس الآباء في هواتفهم الخاصة من التفاعل والملاحظات التي يقدمونها لأطفالهم.
وأشارت الكثير من الدراسات إلى أن استخدام الوالدين للهاتف يرتبط بما يعرف بمفهوم “الوجه الثابت”، وهو مظهر بلا تعبير يؤثر بشكل أكبر على تطور المهارات العاطفية لدى الطفل.
لذلك من المهم معرفة الدور السلبي الذي قد يلعبه وقت الشاشة واستخدام الوالدين للهاتف في تطور الذكاء العاطفي لأطفالهم.
التوازن هو المفتاح
يمكن للهواتف أن تفعل أشياء رائعة، مثل مساعدتنا على الاسترخاء، والتواصل مع الأسرة، والتعلم ورؤية أشياء مثيرة للاهتمام حول العالم.
لكن في المقابل، يمكنها أن تكون أيضًا مشكلة اعتمادًا على كيفية استخدامنا لها، لذلك يجب أن يكون الآباء أكثر وعياً بالطريقة التي يستخدمون فيها هواتفهم حول أطفالهم.
وتنصح جميع الدراسات بضرورة بقاء التواصل بين الوالدين والأطفال وممارسة النشاطات معهم مثل القراءة والاستماع إلى الموسيقى واللعب في الهواء الطلق أو في الأماكن المغلقة.
وفي النهاية فإن الوالدين أهم شيء لنمو الطفل ومهارات التواصل لديه، ومع ذلك قد يكون من الصعب أحيانًا الانفصال عن الأجهزة المحمولة والتركيز باهتمام على الطفل، فعلى الرغم من أن هاتفك الذكي يلعب دورًا مهمًا في حياتك، يجب الحرص على إيجاد الوقت للتفاعل مع طفلك دون استخدامه، وتذكر أن إيجاد التوازن بين العائلة واستخدام الهاتف هو المفتاح.
المصدر / ارم نيوز