[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
لا يترك الاحتلال النازيّ منذ بدء عدوانه الغاشم على غزة؛ فرصة إلا واقتنصها لتنفيذ مخططه الأكبر بتفريغ قطاع غزة من سكانه، وإن كانت مساعيه الأكبر ومفاعيله الأشد متمثلة بشكلٍ واقعيٍ في سعارٍ محموم قتلاً وتدميرًا وقصفًا على محافظتي غزة والشمال، كجزء من عمله الإجرامي بالقطعة لإتمام أهدافه المعلنة التي ما زال عاجزا عن تحقيقي أيٍ منها بعد مرور عامٍ كاملٍ على الطوفان.
وفي الأثناء يشنّ الاحتلال عدواناً غاشمًا وحملةً هي الأشرس على شمالي غزة لتضييق الخناق على المدنيين وإجبارهم على التهجير القسريّ، في خطة معلنة يهدف من خلالها للاستفراد بالمقاومين وحصارهم ليستطيع القضاء عليهم إما قتلًا وإمًا بحرب الحصار والتجويع، بعد استبعاد الحاضنة الشعبية التي يسعى لإرهابها وإجبارها على المغادرة، بحسب تصريحاتٍ سابقةٍ لقادة حكومة نتنياهو المتطرفة وقادته العسكريين.
تبدو ذرائع الاحتلال واهية ولا تنطلي على سكان شمال غزة الذين رأوا بأمّ أعينهم وما زالوا كيف تحولت المناطق والممرات الآمنة لحمامات دم ومجازر غير مسبوقة، فيما أصبح أهل القطاع يؤثرون الشهادة فوق ركام بيوتهم وعدم الاستجابة لأكاذيب الاحتلال التي تذوقوا زيفها وخداعها على مدى عامٍ كاملٍ.
عدوانٌ واسعٌ يحمل في طيّاته السعي بكل الطرق والوسائل وعلى راسها الإرهاب بالقصف والقتل والتدمير وحصار المستشفيات بالشمال، لإجبار الناس على ترك منازلها والنزوح منه، وذلك تمهيدا لمخططات صهيونية خطيرة باتت واضحة لكل ذي بصيرة.
يتذرع الاحتلال بإعلاناتٍ خادعة يختفي خلفها تفاصيل المخطط الإجرامي الصهيوني، ويغلفها بمزاعم وأكاذيب العملية المحدودة، وهو السيناريو، الذي راقبه العالم أجمع في عملية رفح التي نفذها على أوسع نطاق زاعما أنها محدودة ومؤقتة ، فيما تبددت هذه الأكاذيب سريعًا مع إعلانه البقاء هناك وترسيخ الاحتلال ورفض الخضوع لأي شروع من أجل تنفيذ صفقة تبادل تجبره على الانسحاب من رفح ومحور نتساريم ومحور صلاح الدين حتى اللحظة.
لكنّ هذه المخططات التي سعى لتنفيذها منذ يوم العدوان الأول، تهاوت أمام بطولة أهالي شمال غزة الذين يرفضون النزوح، ويفضلون الموت في بيوتهم على النزوح والتهجير، فنبرة الصمود والثبات والتحدي تظهر جلية في مثل هذه الأوقات الصعبة، فهم راسخون وباقون ما بقي الزعتر والزيتون في ترب غزة، وهم كذلك يعيدون ويعلنون ويكررونها كعقيدة راسخة دونها الموت في سبيل الله فداء لغزة وتربها.
وفيما يمارس الاحتلال الغاشم بآلة عدوانه القصف والقتل والتدمير لكسر إرادة شعب غزة، يواصل المجتمع الدولي تارة عجزه وأخرى صمته وثالثة نفاقه وأخرى تآمره، على القطاع المنكوب الذي يواجه حربا مدمرة قدم فيها عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، دون أن تتحمّل واجباتها الإنسانية بوقف العدوان، بل تواصل المشاركة الفعلية في هذا العدوان، لا سيما وأنها توقفت منذ أسبوعين دخول المساعدات للشمال ضمن مخطط التجويع الذي سبق العدوان العسكري الميداني.
الأوضاع الإنسانية تزداد خطورة
أكد الدفاع المدني في قطاع غزة أنّ الأوضاع الإنسانية في محافظة شمال قطاع غزة تزداد خطورة ساعة بعد ساعة بعد قيام الاحتلال بشن هجوم واسع على مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا لليوم الرابع على التوالي، حيث يفرض عليها حصارا مشددا، ويمنع دخول إمدادات المياه والطعام والدواء، وقد ارتكب الاحتلال مجازر بحق المدنيين راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ولا زالت جثامين الشهداء في الشوارع يصعب الوصول إليها بفعل استهداف الاحتلال لطواقم الإسعاف والدفاع المدني.
وقال في بيان وصل المركز الفلسطيني للإعلام إنّ الاحتلال بتهديد المواطنين الذين يزيد عددهم على 200 ألف نسمة في مناطق وأحياء محافظة شمال القطاع بإخلاء منازلهم مرتكبا المجازر بحق المدنيين لإجبار السكان على النزوح وتهجيرهم من منازلهم.
وأشار إلى أنّ الاحتلال أقدم مساء اليوم على تهديد المستشفيات في محافظة شمال غزة بإخلائها خلال 24 ساعة مهددا باستهداف المستشفيات.
تحذيرات حقوقية ونداءات إنسانية
وناشد الدفاع المدني العالم وكل المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية بحق السكان في محافظة شمال قطاع غزة وتمكين الطواقم الطبية والدفاع المدني من القيام بعملها والسماح بإدخال مقومات الحياة الأساسية.
حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من كارثة إنسانية غير مسبوقة مع إطباق الاحتلال الإسرائيلي حصار مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، وتصعيد وتيرة جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين هناك، بارتكاب المجازر وجرائم القتل العمد والتهجير القسري الواسع النطاق، مطالبا المجتمع الدولي، وعلى رأسه الامم المتحدة، بالتدخل الفوري والحاسم لإنقاذ عشرات آلاف السكان الذين يتعرضون لواحدة من أعنف حملات جريمة الإبادة الجماعية التي شهدها القطاع.
وقال المرصد في بيان، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، اليوم الثلاثاء: إن قوات الاحتلال أحكمت حصارها على مخيم جباليا، والأحياء الشرقية والشمالية المحاذية له مثل تل الزعتر والسكة وبيت حانون وبيت لاهيا، إلى جانب التمركز في الجزاء الغربية وصولا لمقبرة يافا ومفترق التوام.
وأبرز الأورومتوسطي أن قوات الاحتلال تواصل اجتياح أجزاء واسعة من شمال غزة منذ مساء السبت الماضي 5 أكتوبر / تشرين أول الجاري، وسط شن غارات وأحزمة نارية وقصف مدفعي، بما في ذلك قصف منازل على رؤوس سكانها، ما أدى إلى عشرات القتلى والجرحى.
وتلقى المرصد معلومات أولية عن إعدام قوات الاحتلال 5 مواطنين، منهم امرأة ورجل وابنه خلال محاولتهم النزوح من مخيم جباليا رغم أنه كانوا يرفعون رايات بيضاء.
وفي تطور خطير، أبلغت قوات الجيش الإسرائيلي بإخلاء كامل لمستشفى كمال عدوان الواقع في مشروع بيت لاهيا، شمال غزة.
وأفاد الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، أنه تلقى اتصالا من قوات الاحتلال وأبلغوه بإخلاء المستشفى من المرضى والطواقم الطبية خلال 24 ساعة، وإلا سيعرضون أنفسهم للخطر.
ومستشفى كمال عدوان يعمل بشكل جزئي هو ومستشفيين آخرين في شمال غزة هما مستشفى العودة والإندونيسي في جباليا شمال غزة، بعد أن تعرضوا للتدمير والمداهمة والتنكيل بالطواقم الطبية والمرضى والنازحين خلال الاجتياح الأول لشمال غزة في ديسمبر /كانون أول الماضي.
ويأتي هذا التطور في وقت تتعرض فيه مستشفى كمال عدوان للحصار من طائرات كواد كابتر لليوم الثاني على التوالي، مع شن عشرات الغارات على المباني محيطها، واستهداف بوابتها بقنابل دخانية.
“}]]