[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
في خطابه الثامن والعشرين، وبعد عامٍ كاملٍ على الطوفان المجيد، يخرج الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القاسم أبو عبيدة بخطابٍ لا يقلّ في مضامينه وقوته عن تلك الصواريخ التي ما زالت تطلقها المقاومة تجاه تل أبيب ومستوطنات الغلاف لتبدد كل مزاعم النصر الزائف الذي بات يتبجح به نتنياهو أمام جبهته الداخلية.
فيما خرج الملثم بالتزامن مع عملياتٍ واسعةٍ ومن كافة جبهات المقاومة والإسناد لتخلط أوراق الاحتلال وتبدد كل أحلامه بتقديم صورة نصر مزعوم بعد عامٍ كاملٍ من العدوان الغاشم.
الإعلامي أحمد منصور أكد أنّ أبو عبيدة بظهوره في ذكرى مرور عام على طوفان الأقصى يعكر على نتنياهو صفو نصره الزائف في لبنان، ليؤكد أن إسرائيل لا تزال تعيش أجواء أكبر هزيمة عسكرية واستراتيجية في تاريخها.
الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية زياد سعيد علق على قول أبو عبيدة: “ضربنا العدو ضربة استباقية هائلة بعدما وصل تخطيطه لضربة كبرى للمقاومة بغزة مراحله النهائية”، إنّ هذه نقطة مهمة جداً لفهم دوافع تنفيذ عملية طوفان الأقصى، والمعني هنا كشف المقاومة مخططاً للعدو، يشبه سلسلة العمليات الأمنية والعسكرية التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله، قبيل بدء الهجوم البري.
وأكد سعيد أنّه ومنذ الخطاب الأول للقائد محمد الضيف في انطلاقة طوفان الأقصى أشار إلى ضرورة فتح كافة الجبهات وتحريكها بوجه العدوّ بهدف هزيمته واستنزافه.
وشدد على أنّ حرب الاستنزاف التي تقودها المقاومة في غزة بدعم جبهات الإسناد يمكن أن يؤتي أكله خلال الأيام القادمة، وامتداد زمن المعركة يعني اتساعها ويعني إنهاك إسرائيل وقطع حبل الناس والإمداد عنها وقطع أسباب الحياة عنها، وهذا يجعل المقاومة تراهن على قدرتها على الصمود وعلى جبهات الإسناد وعلى عامل السند.
وفي سياق آخر سعى الإعلام الصهيوني لفرض رقابة صارمة على بث كلمة أبو عبيدة، وعلق على ذلك الإعلامي ياسر أبو هلالة بالقول: أتابع 10 قنوات تيلجرام إسرائيلية تضم أبرز الصحفيين الصهاينة، الإعلام الصهيوني مهني ومحترف ومتطور، تماما كالإعلام الغربي، مرة واحدة تنهار المهنية والاحتراف والتطور عند بسطار الرقيب العسكري !
وشدد على أنّ أبو عبيدة لا يحتاج لاعتراف الإعلام الصهيوني والغربي، لكن تجاهل خطابه بانتظار التعليمات يكشف قوة الخطاب وهشاشة المتلقي!
الإعلامي حسام يحيى، قرأ قرائن للهزيمة الإسرائيلية المدوية مع انطلاق خطاب أبو عبيدة قائلا: تزامنًا مع خطاب أبو عبيدة، صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب تحسبًا لصاروخ قادم من اليمن، وصافرات الإنذار تدوي في حيفا وعكا بعد ٤٠ صاروخًا انطلقت من جنوب لبنان، وكتائب القسام أعلنت قصفًا واسعًا لكل مقرات قيادة الجيش الإسرائيلي في محور نتساريم.
الإعلامي أسامة جاويش أكد أن ابو عبيدة عاد برسائل نارية: نخاطبكم من غزة بعد عام كامل من الإبادة انتقادات حادة لأنظمة مطبعة عاجزة مسكينة نعي اسماعيل هنية وحسن نصر الله ارقام مفاجئة عن عدد قتلى جنود الاحتلال ؟
أما اللواء فايز الدويري فقال تعقيبا على كلمة أبو عبيدة: النقطة الأهم هي الإصرار على معركة الاستنزاف وهذا يعني أن لدى المقاومة القدرة على الاستمرار في القتال، وهناك نقطة أخرى في غاية الأهمية وقد تكون إسقاطاتها كبيرة جدا على الداخل وهي احتمالية دخول ملف الأسرى في نفق مظلم.
وحمل خطاب أبي عبيدة بعد عامٍ على طوفان الأقصى العديد من المضامين المهمّة والرسائل التي ينبغي التوقف إزاءها وقراءة مضامينها سياسيا وعسكريا على كافة الصعد والجبهات.
الصمود الأسطوري
وقال أبو عبيدة “عام مر على عملية الكوماندوز الأكثر احترافية ونجاحا في العصر الحديث”.
وأضاف أن المقاومة ضربت العدو ضربة استباقية هائلة بعدما وصل تخطيطه لضربة كبرى للمقاومة بقطاع غزة مراحله النهائية.
وذكّر بأن معركة طوفان الأقصى جاءت بعدما تغول العدو في الاستيطان والتهويد والعدوان على الأسرى.
وقال “شعبنا صمد صمودا أسطوريا رغم خذلان القريب وجبن الأنظمة وتواطئها ورغم بطش العدو وقوى البغي والعدوان”.
وأضاف “أسقطنا آلافا من جنود العدو قتلى وجرحى وأخرجنا من الخدمة مئات الآليات العسكرية”.
وأكد أن مجاهدي المقاومة يواصلون صمودهم البطولي في كل شبر من قطاع غزة “ولا نزال نقاتل في معركة غير متكافئة عدوا مجرما لا يتورع عن ارتكاب كل الجرائم”
وقال “أسقطنا آلافا من جنود العدو قتلى وجرحى وأخرجنا من الخدمة مئات الآليات العسكرية”.
الدعم الأميركي لإسرائيل
وقال “الكيان الصهيوني يعيش منبوذا من كل أمم الأرض وشعوبها الحرة”، بينما عمليات المقاومة تستنزف القدرات الأمنية والدفاعية للعدو وتكبده خسائر اقتصادية وتفرض عليه التهجير.
جبهات الإسناد
أشاد الناطق باسم القسام بجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق.
وقال “مسيَرات اليمن والعراق تتجول في سماء فلسطين المحتلة وتضرب العدو وتكبده خسائر كبيرة”.
وأضاف “نثمن بكل اعتزاز الحراك الشعبي العظيم في اليمن الحر ونقدر حراك كل الشعوب الشقيقة والصديقة حول العالم”.
وجاء في الكلمة “نقول اليوم لإخواننا المقاتلين في حزب الله إننا على ثقة من بأسكم وقوتكم لتكبيد العدو خسائر مؤلمة”.
وأشاد أبو عبيدة بجمهورية إيران الإسلامية التي “توجه ضربات الوعد الصادق لترهب العدو”.
التخاذل العربي الرسمي
وقال “شعبنا صمد صمودا أسطوريا رغم خذلان القريب وجبن الأنظمة وتواطئها ورغم بطش العدو وقوى البغي والعدوان.
ودعا علماء الأمة إلى بيان “خطورة ما يتعرض له شعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وبيان فريضة الجهاد ضد عدو الأمة”.
وطالب بإطلاق أكبر حملة عربية وإسلامية ودولية لإسناد الشعب الفلسطيني.
أسرى إسرائيل
وبخوص أسرى إسرائيل لدى المقاومة قال الناطق باسم القسام “حرصنا منذ اليوم الأول على حماية الأسرى لدينا والحفاظ عليهم”.
وقال “لدينا تعليمات أنه إذا تعرض الأسرى للخطر أو لاشتباكات قريبة يتم نقلهم إلى أماكن أخرى أكثر أمنا”.
ولكنه شدد على أن هؤلاء الأسرى يواجهون وضعا صعبا ويتعرضون لتقاطع النيران “وربما لنيران العدو نفسه”.
وأضاف “المخاطر على الأسرى الإسرائيليين تتعاظم يوما بعد يوم”.
ونبه إلى أن ما حدث مع الأسرى الستة في رفح ربما يتكرر مع آخرين “طالما يتعنت نتنياهو وحكومته الإرهابية”.
وشدد على أن “مصير أسرى العدو مرهون بقرار من حكومة الاحتلال ولا نستبعد دخول ملفهم إلى نفق مظلم”.
الضفة الغربية
وطالب أبو عبيد فلسطينيي الضفة الغربية بتصعيد مقاومتهم “للرد على عنهجية العدو وجرائمه”.
وقال إن عملية يافا الأخيرة ليست سوى حلقة واحدة في ما هو قادم “والقادم أمر وأقسى بإذن الله”.
وأضاف “ما يجري في مخيمات الضفة الغربية يؤكد أن سياسة العدو هي قرار استراتيجي يطبقه في كل مكان بأرضنا”.
الاغتيالات
وبخصوص الاغتيالات شدد على أن فرحة العدو ستكون قصيرة، “ولو كانت الاغتيالات نصرا لانتهت المقاومة منذ اغتيال عز الدين القسام”.
وأضاف “استشهاد القائدين الكبيرين إسماعيل هنية وحسن نصر الله دليل واضح على عدم فهم العدو طبيعة المقاومة”.
وشدد على أن العدو المتغطرس لا يفهم دروس التاريخ ولا حقائق الواقع ولا ثقافة شعبنا وأمتنا.
وذكر إسرائيل بأن “هذه الأرض تنبت المقاومين كما تنبت الزيتون وتورث الإباء للأجيال جيلا بعد جيل”..
يذكر أن هذه هي الكلمة رقم 28 لأبي عبيدة منذ طوفان الأقصى، وتأتي بعد ٣ أشهر منذ خطابه الأخير في 7 يوليو/تموز الماضي.
“}]]