[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“ثابتون ولن نغادر أرضنا” بهذه الكلمات علق الكثير من المواطنين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، مع موجة جديدة من المجازر والعدوان الإسرائيلي ومحاولات التهجير القسري.
وأفاد مراسل المركز الفلسطيني للإعلام أن طائرات الاحتلال شنت منذ عصر السبت حتى وقت مبكر صباح الأحد أكثر من 80 غارة على منازل وتجمعات وأراضي زراعية وشوارع في شرق مخيم جباليا وشمال غربي بيت لاهيا، شمال غزة، ما أدى إلى عشرات الشهداء والجرحى، بينهم الصحفي حسن حمد الذي استهدفه الاحتلال وهو يوثق عدوان الاحتلال.
وذكر أن هناك حالة من النزوح من بعض أحياء بيت لاهيا وجباليا غزة، لمناطق أخرى داخل المنطقة؛ نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف، وبداية توغل إسرائيلي في الأطراف الشرقية لجباليا، والشمال الغربي لبيت لاهيا.
لن نغادر شمال شمال غزة
وقال محمد المصري لمراسلنا: الاحتلال يريد أن يفرغ مدننا ولكنه لن يفلح ما فشل الاحتلال به على مدار كامل لن ينجح به اليوم، قد ننتقل من هذا الحي إلى ذلك، لكن لن نغادر شمال غزة، وسنبقى فيها حتى لو استشهدنا.
وأضاف أن الأوضاع صعبة، فالقصف الإسرائيلي يطال المنازل والأحياء، والعربات، وهناك طائرات كواد كابتر تطلق النار في كل مكان.
وكتب الصحفي عماد زقوت على حسابه على منصة اكس قائلا: جيش الاحتلال يدعونا لإخلاء الشمال ويهددننا بالموت ويوهمنا بأن اللحم والحرير في الجنوب!. وأضاف: لقد صبرنا على الجوع عام كامل وعلى الموت أعوام في منطق الألم. المواصي ليست جنة، والموت لا يفرق بين جنوب وشمال، والقتل هنا وهناك، والبرد قادم هنا وهناك وكذلك الجوع يرافق الناس هنا وهناك.. فإذا كنا سنموت فسنموت في شمالنا ولن نتبع وهم الاحتلال وأكاذيبه.
خريطة إخلاء قسري
ووفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، كثفت قوات الاحتلال قصفها العنيف على مناطق مدينة غزة وشمال القطاع، بالتزامن مع بدء توغل بري وإصدار خريطة إخلاء قسري جديدة لسكان شمال القطاع المتبقين فيها، يعلن فيها بدء مرحلة جديدة من الحرب.
ووثق المرصد منذ الساعة الثالثة عصر أمس السبت، 5 أكتوبر/تشرين أول، وحتى ساعات فجر اليوم، شن جيش الاحتلال أكثر من 70 غارة جوية وأحزمة نارية إلى جانب القصف المدفعي العنيف على جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، والشمال الغربي لمدينة غزة.
وذكر أن القصف استهدف العديد من المنازل والتجمعات وعربة لتوزيع المياه ومركز إيواء يعج بالنازحين، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
كما أن عشرات المواطنين تعرضوا للحصار نتيجة القصف والتوغل المفاجئ لقوات الاحتلال.
التوغل الثالث
وأشار إلى أن قوات الاحتلال بدأت بالتوغل في وقت متأخر مساء السبت في الأطراف الشمالية الغربية لمدينة غزة وشرق جباليا، وسط شن أحزمة نارية عنيفة، قبل أن يعلن جيش الاحتلال صباح اليوم أنه أحكم حصار جباليا التي كان توغل فيها سابقًا عدة مرات ونفذ العشرات من المجازر فيها، فضلًا عن تدمير أغلب مبانيها ومنازلها.
وأكدت مصادر محلية لمراسلنا، اندلاع اشتباكات شرق جباليا بين المقاومة وقوات الاحتلال التي تحاول التقدم في المنطقة وسط قصف عنيف.
وهذه المرة الثالثة التي تتوغل فيها قوات الاحتلال في جباليا منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي وفي كل مرة كانت تجابه بمقاومة شرسة تقابلها بارتكاب مجازر ضد المدنيين وتدمير المنازل وما تبقى من بنى تحتية.
مرحلة جديدة من الحرب
وأصدرت قوات الاحتلال صباح الأحد عدة خرائط جديدة، تعلن في إحداها بدء مرحلة جديدة للحرب، وتعيد فيها تسمية البلوكات السكنية في محافظتي غزة وشمال غزة، وتأمر السكان المتبقين في تلك المناطق بالإخلاء عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين باتجاه ما وصفها بالمنطقة الإنسانية غربي جنوب قطاع غزة التي أعلن توسعتها قليلًا وفق ما جاء في إحدى الخرائط.
وقبل عدة أسابيع كشفت وسائل إعلام عبرية عن ما يسمى خطة الجنرالات التي تطالب بتفريغ سكان غزة وشمالها ونقلهم إلى جنوب قطاع غزة، وقال جيش الاحتلال إنه يدرس هذه الخطة التي أكد المواطنون تصميمهم على إفشالها كما أفشلوا الخطة الأولى للتهجير.
ونقلت شبكة الهدهد عن إذاعة جيش العدو أنه لا علاقة بين العملية العسكرية البرية التي بدأت في جباليا وبين تنفيذ “خطة الجنرالات” أو “خطة أيلاند”، مدعية أنها عملية عسكرية بحتة.
ورغم ذلك، عبر المرصد الأورومتوسطي عن قلقه من أن تكون الخريطة الجديدة تمهيدًا لسعي إسرائيل تنفيذ “خطة الجنرالات” القاضية بإخلاء كامل لمحافظتي غزة والشمال وتحويلهما إلى منطقة عسكرية، ما يعزز هذه المخاوف المنهجية التي عمل عليها جيش الاحتلال بقصف مراكز الإيواء والتجمعات السكنية منذ شهر يوليو/تموز الماضي، والتي طالت أغلب مراكز الإيواء المقامة في المدارس بهدف إعدام فرص العيش المحدودة في المنطقة.
سنواصل الصمود
وقالت أم إبراهيم، التي تقيم في مركز إيواء في مخيم جباليا: نحن نعلم أن هدف الاحتلال هو القتل والتدمير ودفعنا لإخلاء غزة، وهذا لن يتحقق، سنواصل الصمود في أرضنا وبيوتنا ونفشل مخططات الاحتلال.
وفي 13 أكتوبر 2023، أصدرت قوات الاحتلال أول أمر تهجير جماعي لسكان غزة وشمالها وطالبت بانتقالهم إلى جنوب قطاع غزة، وكررت هذا الأمر عدة مرات لاحقا وسط ارتكاب مجازر دموية ولكن مئات آلاف السكان رفضوا الاستجابة وواصلوا صمودهم واضطروا للنزوح من منطقة إلى أخرى داخل شمال قطاع غزة.
“}]]