[[{“value”:”
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
اقتحم مستوطنان، اليوم الجمعة، المسجد الأقصى المبارك وأديا طقوسا تلمودية.
وأفاد شهود عيان بأن مستوطنين قاما بدفع حارس المسجد الأقصى المتواجد في باب القطانين، وتوجها بسرعة نحو المصلى المرواني وانبطحا أرضا ونفخا بالبوق، قبل أن تتدخل شرطة الاحتلال وتبعدهما من المكان.
ويعد اقتحام المستوطنين من باب القطانين اليوم الجمعة والنفخ بالبوق سابقة خطيرة في المسجد الأقصى، حيث أن اقتحامات المستوطنين تتم باستثناء يومي الجمعة والسبت، عبر باب المغاربة.
ومنعت سلطات الاحتلال اليوم مئات الشبان من الدخول الى الأقصى لأداء صلاة الجمعة، واعتدت عليهم بالضرب والدفع.
حادث خطير له دلالات
بدوره وصف الباحث المختص في شؤون القدس زياد ابحيص الحادث بـ “الخطير” والذي يحمل في طياته دلالتٍ كثيرة، لا سيما وأنّه تكرر للمرة الثانية بالنفخ في البوق.
وقال ابحيص في تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام إنّ هذا الاقتحام يشكل تجديداً عملياً لمطالبة كتبتها منظمات الهيكل في رسالتها لوزير الأمن القومي بن جفير في شهر 1-2024 وكان من بينها فتح الأقصى لاقتحامات المستوطنين طوال أيام السنة، حيث أن باب الاقتحامات يغلق حالياً يومي الجمعة والسبت.
ولفت إلى أنّ المستوطِنين ارتديا أدوات دينية تراوحت بين شال الصلاة والقبعة والزوائد القماشية وكلها ظاهرة لشرطة الاحتلال وهذا فرض للأدوات التوراتية في الأقصى.
وشدّد على أنّ جماعات الهيكل تركز على فكرة أن الاعتبار الإسلامي لا يسمو على الاعتبار اليهودي في الأقصى، وباقتحامهما الأقصى في ثاني أيام رأس السنة العبرية الموافق ليوم الجمعة أراد المستوطنان تكريس هذه الرسالة، وهي التي لأجلها كان اقتحام الأضحى في 2019 واقتحام 28 رمضان الذي أطلق معركة سيـف القدس في 2021.
وأشار ابحيص إلى أنّ شرطة الاحتلال منعت قبل الصلاة آلاف المصلين من دخول الأقصى وجددت حصار الأقصى الذي بدأ في هذا الوقت من العام الماضي وامتد حتى رمضان.
وأكد الباحث بشؤون القدس أنه ومع هذا الزي، فإنّ شرطة الاحتلال كان بوسعها أن تميز المستوطنين من أزقة البلدة القديمة وتمنعهما، وروايتها بأنهما “دفعا الشرطة” ودخلا كاذبة وسخيفة، ثم تدخلها لاعتقالهما الشكلي بعد وصولهما المصلى المرواني هو شكل من تأمين الحماية والخروج.
وخلص ابحيص إلى أنّه وباختصار هذا الاقتحام بكل ما يحمل من معانٍ، تم برعاية شرطة الاحتلال ومعرفتها التامة والمسبقة وبشراكتها في مشروع تغيير هوية المسجد الأقصى ومحاولة تحويله إلى هيكل.
رغم التشديدات.. الآلاف يؤدون الجمعة في الأقصى
أدى عشرات آلاف الفلسطينيين، صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك، رغم تشديدات وعراقيل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومنع المئات من دخول البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أن 40 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وصلاة الغائب على أرواح الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.
واعتدت قوات الاحتلال على المصلين بالضرب والدفع عند باب الأسباط، لمنعهم من دخول البلدة القديمة وصولًا للمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة.
ومنعت قوات الاحتلال المئات من المصلين من الدخول إلى البلدة القديمة عبر باب الأسباط، بعدما نصب الحواجز الحديدية وانتشار القوات بكثافة بالمكان.
كما منعت المصلين من المرور عبر باب المجلس – أحد أبواب الأقصى، لأداء صلاة الجمعة بالمسجد.
الأقصى في خطر
وكانت مراكز بحثية ومختصون في الشأن المقدسي حذروا من خطورة التعاطي مع موسم التهويد الصهيوني للمسجد الأقصى كما في باقي الأعوام السابقة “بمنطق الخطر السنوي أو موسم الاعتداءات السنوي المعتاد على المسجد”، لا سيما وأننا بتنا في هذه الأيام نتكلم عن خطر وجوديّ يهدد كيان ووجود وكينونة المسجد الأقصى كليًا.
وأكدوا على أنّ الذكرى العبرية الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، والتي ستحل يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول، تعتبر ذات أهمية عالية لدى تيار الصهيونية الدينية الذي يتحكم بالحكومة الإسرائيلية، مؤكدين في الوقت ذاته على أنّه “يفترض منطقيًا أن تحاول جماعات المعبد المتطرفة أن تكرس هذا اليوم يومًا للانتقام مما حدث في السادسة والنصف من صباح ذات اليوم العام الماضي عندما اجتاحت المقاومة الفلسطينية غلاف غزة العازل، ودخلت البلدات والمستوطنات حول غزة”.
“}]]