[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
في الوقت الذي أعلن فيه جيش الاحتلال، منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء الماضي، بدء عملية برية جنوب لبنان، تواردت الأنباء المؤكدة من وسائل الإعلام اللبنانية في المقاومة والجيش اللبناني أنّ ما ينقله الإعلام الإسرائيلي عن تقدم بري قرب الحدود عار من الصحة، الأمر الذي أثار جملة من التساؤلات الجدّية حول خطورة ما يريد تنفيذه الجيش الإسرائيلي من خطوات حقيقية قد تفضي في نهايتها لاحتلال جنوب لبنان واستمرار احتلال غزة؛ بل أكثر من ذلك إعادة تفعيل نظريات الأمن الصهيوني المرتبطة باحتلال المزيد من الأراضي التي كان يطبقها في الخمسينات والستينات.
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية صلاح العواودة إنه “بناءً على أرشيف جيش الاحتلال بين عامي 1950 و1982 يظهر وجود ظاهرة استمرت 30 سنة وما زالت آثارها على الجيش والحكومة والمجتمع بادية، ووفقاً لها فإنه ومن اجل حل المشكلات الأمنية وضمان أمن اليهود يجب ضم اراض اضافية للدولة التي حددت حدودها في هدنة 1949، ولتحقيق هذا الهدف فإن إسرائيل تحتاج الى حرب تبادر هي لها او تأتي وحدها فيقوم الجيش باحتلال مساحات كبيرة ويفرض سيادته عليها ثم يتم ضمها الى إسرائيل”.
نظرية الأمن تتطلب الاحتلال
وفي تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام يقول العواودة بحسب بروتوكولات الحكومة الإسرائيلية في الخمسينيات والستينيات نظرية الأمن تتطلب احتلال الأراضي والتوسع وأنه كل عشر سنوات حرب إذا لم يبادر لها العدوّ تبادر لها إسرائيل.
ويضيف: الآن هذا باستقراء تاريخ الاحتلال موجود، وعليه شواهد من الأعوام 1948 وحتى العام 1982 تحديدًا، ولكن بعد اتفاقيات أوسلو وكامب ديفيد ووادي عربة لم يعد احتلال وتوسع في أراضي الجوار، فهذه النظرية كانت خاصة في الخمسينات والستينات، حتى تمّ توقيع اتفاقيات السلام مع العرب.
العرب يقطفون ثمار اتفاقيات السلام
ويتابع بالقول: من وجهة نظري، ما حصل في اتفاقيات السلام أخطر من التوسع العسكري والاحتلال للأراضي، وهو ما يقطف العرب ثماره اليوم عمليًا.
ويلفت العواودة إلى أنّ هذا العدوان على غزة وعلى لبنان والعدوان على الفلسطينيين في انتفاضة الأقصى، وقتل عرفات، وإلغاء أوسلو، وإعادة احتلال المدن، هو ثمرة حتى حرب 1982 كانت ثمرة كامب ديفيد.
وينوه إلى أنّ المسألة تحتاج إلى كثير من التفصيل، لكن اليوم مع وجود حكومة اليمن أعتقد أن فكرة العودة إلى إستراتيجية الخمسينات والستينات تبدو أكثر منطقية وأكثر واقعية.
ويستدرك بالقول: فهذه الحكومة في تركيبتها وفي أفكارها التي تحملها، لا تعترف باتفاقية سلام، ولديها أحلامها التوسعية أيدولوجيًا، ومستندة إلى الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة.
وينوه إلى أنّ هذه التطورات حصلت في داخل الكيان، ولذلك من المنطقي أن يكون هناك توسع بهذه الحرب بأكثر من جبهة، خصوصًا الدول التي لم توقع اتفاقيات سلام.
لا أحد بمنأى عن مشاريع الاحتلال
ويشدد العواودة على أنّ هذا لا يجعل الدول التي وقعت اتفاقيات سلام في منأى، يعني الأردن ساحة للتوسع، لأنّه بدون هجوم على الأرض لا يرى اليمين الصهيوني حلاً للقضية الفلسطينية، ولديهم يجب احتلال الأردن.
ويؤكد أن التفاوض سيكون بالنسبة للصهاينة مع العرب على “الأردن المحتلة”، وهذا وفق الأيديولوجيات التي يحملها اليمين الصهيوني، وقد عرض قبل عام الوزير في حكومة نتنياهو سموتريتش خارطة إسرائيل تضم الأردن في منتدى في باريس، واثار ضجة، والنظام الأردني أكثر من يعرف هذا الكلام.
ويضيف العواودة ولذلك، بناء على تطورات هذه الحرب متوقع كل شيء أن يحدث، لأنّ هذه الأحلام تراودهم وكانوا ينتقدون اليسار، لأنه لا يذهب بهذا الاتجاه، والآن بناء على معطيات والنتائج التي يرونها في العمليات العسكرية التي يقومون بها، يمكن أن يوسعوا طموحاتهم.
وينوه إلى أنه تاريخيا أحد معالم النصر بالنسبة للعدو هو احتلال أرضٍ جديدة، ولذلك يطالب اليمين عدم الانسحاب من قطاع غزة، على الأقل لو أبقوا جزءًا من قطاع غزة بشكلٍ دائمٍ تحت الاحتلال، لأنهم يقولون: بدون ذلك لن ننتصر، والانتصار يجب أن يكون فيه احتلال جديد.
ويقول العواودة: أعتقد أنّ لبنان ينطبق عليه هذا الكلام، وسيحتلون جنوب لبنان، وسيفاوضون لبنان على المناطق المحتلة، فتعريف النصر لديهم هكذا.
ويلفت إلى أنّ مسألة مرشحة الآن مع الصواريخ الإيرانية، وقد يكون هناك ضربة مرتقبة للنووي الإيراني، وقد تحدثوا عن ذلك، حتى قبل الهجوم الإيراني، ولذلك نحن أمام تصعيد، وكل الخيارات مفتوحة.
ويشدد على أنّ هناك أيضًا مبدأ أساسيا وثابتا بالتجربة، في العلاقة بين الكيان والولايات المتحدة، وبرز في حرب 1967، فقبيل الرابع من حزيران في ذلك العام، كان هناك نقاشات وجدل في الكيان الصهيوني وحكومته من جهة والإدارة الأمريكية من جهة أخرى، حول الحرب مع العرب، هل نبادر للهجوم، فالعرب يحشدون ويعدون جيوشهم للهجوم، وما إلى ذلك، فهل نبادر لضربة استباقية للعرب، ام نترك العرب يهجمون.
ويلفت العواودة إلى الإدارة الأمريكية كان موقفها قبل الحرب أنه إذا أنتم من هاجم لن نتدخل، ولكن إذا هاجمكم العرب سنقف إلى جانبكم، وفي النهاية ذهب العدوّ الصهيوني لمهاجمة العرب والنتيجة معرفة لدى الجميع، والإدارة الأمريكية تبنّت الهجوم وفرضته أمرًا واقعًا واعترفت بالوقائع الجديدة وغطتها، وأجبرت العرب على الاستسلام ورفع الراية البيضاء وأراضيهم محتلة.
ويلفت إلى أنّه الآن المعادلة لم تختلف، فنتنياهو يعرف ذلك جيدًا، ويعرف كيف تفكر الإدارة الأمريكية، وعلاقته باللوبيات السياسية المختلفة في الولايات المتحدة صهيونية أم غيرها، وثيقة جدًا، وهو عاش في الولايات المتحدة كمواطن أمريكي، ويعرف كيف الأمريكان كمؤسسة ودولة وأحزاب ومرشحين.
ويتابع بالقول: لذلك هو يثق ثقة عمياء أنه سيفعل كل ما يريد، والولايات المتحدة ستغطي عليه، وستقدم له كل ما يلزم، ولن تتخلى عنه، وإذا شعرت الولايات المتحدة أنه عاجز عن فعل شيء، أو يتعرض للخطر، سوف تتدخل فورًا.
وينوه إلى أنّ هذا سيشجعه في الهجوم على إيران، لأن الولايات المتحدة قالت بشكل واضح إذا إيران هاجمتكم سوف نتدخل، لكن ما دامت المعركة بينكم وبين حزب الله، فلن نتدخل، يعني الحرب في حدود فلسطين، لا نتدخل، لكن أي طرف دولي سنقف أمامه.
ويختم العواودة حديثه بالقول: لذلك هو الآن يجد فرصة رغم أن الولايات المتحددة هددت إيران، ولكن الآن إيران ضربت العدوّ، ولذلك أصبحت المسألة بالنسبة لنتنياهو حتمية يجب أن يضرب إيران، ويجب أن تتدخل الولايات المتحدة وتضرب إيران، وهذا ما يطالب به نتنياهو منذ أكثر من 15 عامًا، وهذا هو برنامجه تجاه إيران تحديدًا.
اغتيال نصر الله مقدمة للاجتياح البري
ويرى المحلل العسكري محمد المقابلة أن اغتيال حسن نصر الله يأتي كخطوة استباقية للاجتياح البري الذي يسعى له الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة القادمة؛ بهدف إرباك جنود المقاومة وافقادهم القدرة على العمل والسيطرة والتركيز، مشيرًا إلى أن الاجتياح البري سيرافقه إثارة أصوات داخل لبنان مدعومة فرنسيًا تؤكد رغبتها بالتخلص من حزب الله.
يقول المقابلة في تصريحات صحفية – رصدها المركز الفلسطيني للإعلام: إن الهدف من العمليات الأخيرة للاحتلال الإسرائيلي هو مسارعة الوقت لتحقيق أهداف استراتيجية قبل اكتشاف حزب الله وإيران للعقدة الرئيسة للاختراق الأمني الذي تسبب باغتيال عدد من قادة الحزب مؤخرًا، معتقدًا أن الاحتلال اعتمد خلال السنوات الماضية على استراتيجية جمع المعلومات بالوسائل الالكترونية والعملاء أو العنصر البشري، “الكيان الصهيوني يعلم بعد العمليات الاخيرة التي تمت أن قيادة حزب الله ستعيد دراسة وهيكلة المنظومة الأمنية ولذلك يسارع للقيام بعملية الاجتياح البري”.
عمليات تسلّل صغيرة
بدورها نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مصادر مطلعة قولها، إنّ قوات إسرائيلية خاصّة نفّذت عمليات تسلّل صغيرة إلى جنوب لبنان، لجمع المعلومات الاستخبارية والتحقيق، قبل توغّل بري أوسع محتمل قد يحدث هذا الأسبوع.
وذكرت المصادر أنّ عمليات التسلّل التي حصلت خلال الأشهر الماضية شملت دخول أنفاق “حزب الله” الواقعة على طول الحدود، وهي جزء من جهد أوسع تبذله إسرائيل لزعزعة قدرات “حزب الله” على طول الحدود.
وقال أمير أفيفي، المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق للصحيفة، إنّ التوغّل البري في لبنان وشيك، وإنّ العمليات الخاصة جزء من الاستعدادات.
“}]]