[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“ويشف صدور قومٍ مؤمنين”.. لعلّه التعبير الأدق الذي يصف حال أهل غزة وفلسطين والعالم العربي والإسلامي وكل المظلومين بغطرسة الكيان الغاصب، وهم يحتفون اليوم خلال متابعتهم للصفعات القاسية التي تلقاها الاحتلال اليوم من كافة محاور المقاومة؛ فأمطار الصواريخ من لبنان، والمسيّرات من اليمن، ورصاص المقاومين من الضفة في قلب تل أبيب، وقبلها كمائن القسام وتفجير حقول الألغام بجنود الكيان المجرمين، يضرب الاستكبار الصهيوني بمقتل ويركعه أمام محور المقاومة، ويصنع البهجة وينشر الفرح باستعاد المبادرة مجددًا في أجمل تجليات وحدة الساحات التي دعا قائد كتائب القسام محمد الضيف لها خلال إعلانه انطلاق معركة طوفان أكتوبر التي اقتربت ذكراها السنوية الأولى.
أكثر من200 صاروخ في نصف ساعة
باغتت إيران إسرائيل، مساء الثلاثاء، بإطلاق وابل من الصواريخ بشكل غير مسبوق واستهدفت العديد من المناطق الإسرائيلية.
فقد قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن إيران أطلقت أكثر من 200 صاروخ باليستي خلال نصف ساعة على إسرائيل، ودعت الخارجية الإسرائيلية السكان بالتوجه للملاجئ.
من جانبه، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه بدأ بضرب أهداف عسكرية مهمة بعشرات الصواريخ بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وأضاف أن أي رد عسكري إسرائيلي على هذه العملية سيواجه بهجمات أكثر تدميرا وأقوى.
غزة تحتفل
الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران بشكل مفاجئ على إسرائيل مساء اليوم الثلاثاء وجد صدى تلقائيا في قطاع غزة الفلسطيني الذي يتعرض لحرب مدمرة يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو عام.
أهالي غزة احتفلوا بالقصف الإيراني لإسرائيل، وكان المشهد الأبرز صرخة أحد شباب غزة وهو يشاهد الصواريخ الإيرانية في سماء القطاع في طريقها لضرب إسرائيل حيث قال “سنعيد 7 أكتوبر”.
أفراحٌ تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنّ معركة كيّ الوعي التي سعى لها الكيان وأدواته في النيل من عزيمة الحاضنة الشعبية للمقاومة وجعلها تنفض عن الاستمرارية باحتضان المقاومة، رغم مرور عامٍ من الآلام والجراح والتضحيات الجسام، إلّا أنّ الشعب ردّ على كل المشككين والمثبطين بالانحياز للمقاومة والإيمان بأنها ستحقق ما يصبوا له شعبنا الذي تعرض لكل صنوف الألم والظلم.
فيما رقص أطفال مخيم جباليا شمال القطاع فرحا بذلك، وعلت أصوات الزغاريد والاحتفالات في خانس يونس جنوب القطاع.
استكمالٌ لطوفان الأقصى
مقتل 6 إسرائيليين يزيد البهجة
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد قتل ستة إسرائيليين وأصيب 10 آخرون، مساء اليوم الثلاثاء، في عملية إطلاق نار فدائية في تل أبيب وسط الكيان الصهيوني (فلسطين المحتلة).
وأكدت وسائل إعلام عبرية أن منفذي “عملية يافا” تسللا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ وطعنا جنديا، واستوليا على سلاحه، ثم نفذا العملية بسلاحه.
عربدة الاحتلال لن تمر دون عقاب
وقال المتحدث العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، الثلاثاء، إنه “هذا يومٌ استثنائي في تاريخ الصراع تقاطعت فيه نيران مقاومي الأمة في سماء فلسطين، وتعرّضت فيه (تل أبيب) لضربات المجاهدين من اليمن ولبنان وفلسطين وإيران”.
وأضاف أبو عبيدة في تغريدة عبر حسابه على “تلغرام”: “هذه دعوة لكل أحرار الأمة بأن يجعلوا لهم سهماً في تحرير فلسطين”.
وأردف “نبارك الردّ الإيراني الذي طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلة ووجه ضربةً قويةً للاحتلال المجرم الذي ظن أن عربدته في المنطقة وعدوانه على شعوبها يمكن أن يمر دون عقاب”.
استكمال معركة الطوفان
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، إن “الصواريخ الإيرانية التي تنهال على (إسرائيل) اليوم هي استكمال مباشر لعملية (طوفان الأقصى) التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023”.
وأضاف المدهون في منشور – رصده المركز الفلسطيني للإعلام – ساء اليوم الثلاثاء، أن “هذا الطوفان لم يتوقف بل تمدد واتسع، ليشمل الجميع”.
وتابع بالقول إنه “يمكن القول إن طوفان الأقصى قد تجاوز الحدود الجغرافية ليصبح رمزًا للمقاومة الشاملة”.
واعتبر أن “إيران أثبتت بالفعل أنها مشروع استراتيجي قوي وصادق، وقدرتها على التدخل في اللحظة المناسبة لا يمكن التشكيك فيها”.
ورأى أن “الرسالة التي وجهتها إيران إلى الاحتلال الإسرائيلي واضحة، وهي أن العبث معها لن يمر دون عواقب”.
وأضاف أن”اغتيال السيد حسن نصر الله، الشخصية الأقرب إلى قلب المرشد، كما اغتيال السيد إسماعيل هنية في قلب طهران، كانا تحديين كبيرين للقرار الإيراني، و(إسرائيل) اليوم تواجه نتائج هذا التحدي”.
وأكد على أن “الاحتلال الإسرائيلي الآن في نفق مظلم، قد لا يتمكن من الخروج منه أبدًا، ونحن نشهد بداية مرحلة جديدة ومفصلية في تاريخ الصراع، مرحلة لن تنسى، وسترسم خريطة المستقبل لمئات السنين القادمة، بل وربما للقرون”.
وأشار إلى أننا “على موعد مع تماس كبير وتحولات حاسمة، قد لا نستطيع التنبؤ بمسارها النهائي، ولكن لا شك أننا نعيش أيامًا تاريخية، أيامًا ستغير مسار الأمة وتحدد ملامح مستقبلها”.
ولفت إلى أن”إيران تثبت مرة أخرى أنها عملت على مشروع استراتيجي قوي وطويل الأمد، حيث نشهد اليوم إطلاقا غير مسبوق لصواريخها التي تمطر سماء إسرائيل بالمئات، في حالة من الإغراق الناري لم تشهد المنطقة لها مثيل”.
وأضاف أننا “نعيش يومًا فاصلاً في الصراع، مع حلول الأول من أكتوبر، حيث تمثل عملية إطلاق الصواريخ الإيرانية ردًا حاسمًا على اغتيال السيد إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله، إضافة إلى التجبر الإسرائيلي المستمر”.
وشدد على أن”هذا الرد الإيراني يمثل منعطفا استراتيجيًا هو الأكبر لإسرائيل حتى الآن، و لا شك أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه اليوم مفترق طرق مصيري؛ إما أن يخضع للمنطق العادل ويعيد حساباته، أو أن يتقدم في المواجهة، لكن مع كل خطوة تتخذها إسرائيل نحو الحرب والتصعيد، يبدو أن مصيرها سيكون الغرق في مواجهة لا تملك السيطرة الكاملة عليها”.
استعادة المبادرة
أما الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، فأكد في تصريحات – رصدها المركز الفلسطيني للإعلام – ما حدث الليلة استعادة نسبية للمبادرة، وتعديل في الموقف المعنوي. لا يعني ذلك أنّ العدوّ قد فقد العزيمة، أو القدرة على المفاجأة. بل لم يزل هو الأقوى والأكثر قدرة على الإيلام، لكن المهم أنّ ما انفتح في 7 أكتوبر لم يغلق بعد، وأنّ سعيه للخروج من الوضع القائم يعني تحديًا له كما هو تحدّ لأعدائه وخصومه، وكلما خلخل الأقوى من الوضع القائم كلما انفتحت فرص للضعفاء.
وشدد على أنّ المهم أنّ هذا يؤكد ما نبهتُ له أمس من خطورة الاستعجال في إشاعة التنبؤات القاتمة والمسارعة لإذاعة ما تهجس به النفس من هبوط معنويّ. وفي المقابل أيضًا لا ينبغي المبالغة في تصوير حالة العدوّ في لحظات صدمته وضعفه، ولا يصحّ بناء توقعات عالية على حوادث جزئيّة، فالاحتفاظ بروح معنوية ثابتة يتطلب توازنًا في الانفعال مع الأحداث؛ والقدرة اليوم على إذاعة حالة نفسية عامّة ممكنة مع هذه القدرة التواصلية الهائلة بين البشر، ولذلك كلّ واحد يتحمّل مسؤولية أخلاقيّة عمّا يكتبه ويقوله، فمن كان محبطًا فليكبح جماح رغبته في التنفيس العامّ عن إحباطه، ومن كان متفائلاً فليعلم أن الواقع لا يخضع لمشاعره.
ولفت إلى أنّ الصراع عادة هو إصرار الضعفاء على الاحتفاظ بإرادتهم لخلق الفرصة التي لا بدّ وأن تفلت في لحظة ما من بين يديّ القويّ.
5 مسيرّات تضرب من اليمن
وفي السياق ذاته أعلنت القوات المسلحة اليمنية – الثلاثاء- أنها استهداف مواقع للاحتلال الصهيوني في يافا وأم الرشراش، بطائرات مسيرة من نوع يافا وصماد 4.
وقالت القوات اليمنية في بيان لها: إن سلاحُ الجو المسير في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ استهدف هدفاً عسكرياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا المحتلةِ بطائرةٍ مسيرةٍ نوع “يافا”، وكذلك استهدَف أهدافاً عسكريةً في منطقةِ أمِّ الرشراشِ إيلات بأربعِ طائراتٍ مسيرةٍ نوع صماد 4.
وأكدت أن العمليتين حققت بعونِ اللهِ تعالى أهدافَهما بنجاح.
القسام تضع بصمتها
وقالت الكتائب في بلاغ عسكري، مساء الإثنين، وصل المركز الفلسطيني للإعلام: إنّ مجاهدينا تمكنوا من تفجير حقل ألغام مُعد مسبقاً في قوة صهيونية هندسية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في منطقة الفخاري شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع
وفي بلاغ آخر قالت القسام: إنه خلال كمين مركب، تمكن مجاهدونا من تدمير ناقلتي جند صهيونيتين واستهداف دبابة “ميركفاه” وجرافتين عسكريتين من نوع “D9” بالعبوات وقذائف “الياسين 105” وأوقعوا طواقم الآليات الصهيونية بين قتيل وجريح في منطقة الفخاري شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، ورصد مجاهدونا هبوط الطيران المروحي للإخلاء.
“}]]