[[{“value”:”
لندن – المركز الفلسطيني للإعلام
نشر موقع “ميدل إيست إيه” تقريراً ينتقد فيه تحيز هيئة الإذاعة البريطانية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على غزة، قال فيه إن وسائل الإعلام الغربية الراسخة لا تزال تتجنب استخدام مصطلح “إبادة جماعية” لوصف حملة التدمير التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ عام على أول إبادة جماعية يتم بثها مباشرة على الإنترنت في العالم.
وكتب الموقع: “إن أسوأ المذنبين كانت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، وذلك لأنها الهيئة الوحيدة الممولة من القطاع العام في بريطانيا. وفي نهاية المطاف، من المفترض أن تكون مسؤولة أمام الجمهور البريطاني، الذي يلزمه القانون بدفع رسوم الترخيص”.
وقال: “هذا هو السبب الذي جعل من السخافة أن نرى وسائل الإعلام المملوكة لأصحاب المليارات تثرثر في الأيام الأخير حول تحيز الهيئة البريطانية ضد إسرائيل، وليس ضد الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن الهيئة نشرت تقريراً حول مقتل الناشطة الأمريكية التركية عائشة نور إزغي، برصاص قناص إسرائيلي خلال مظاهرة مناهضة للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، تجنب فيه بطريقة أو بأخرى ذكر هوية القاتل.
وبين تقرير “ميدل إيست إيه” أن التحيز في العنوان المنشور “ناشط أميركي قُتل بالرصاص في الضفة الغربية المحتلة”، يجعل أي قارئ عادي يجازف بالاستنتاج أن الجاني كان مسلحاً فلسطينياً، ساخرا من استمرار هيئة الإذاعة البريطانية تذكير جمهورها بأن حركة حماس “صنفتها الحكومة البريطانية كمنظمة إرهابية” وليس إسرائيل.
وأضاف أن “بي بي سي” التي يُفترض أنها “معادية لإسرائيل” هي التي سعت الأسبوع الماضي إلى إحباط جهود 15 وكالة إغاثة تُعرف باسم لجنة الطوارئ والكوارث الحكومية (DEC) لتنظيم حملة كبرى لجمع التبرعات لإغاثة غزة من خلال هيئات البث في البلاد، “ولا أحد يتساءل عن السبب الذي يجعلها غير راغبة في التدخل”.
وذكر الموقع أن لجنة الطوارئ واجهت اللجنة نفس المشكلة مع “بي بي سي” في عام 2009، عندما رفضت المؤسسة المشاركة في حملة لجمع التبرعات لصالح غزة بحجة غير عادية مفادها أن القيام بذلك من شأنه أن يعرض قواعدها بشأن “الحياد”.
وقال الموقع: “هؤلاء الصحافيون أنفسهم يلقون الرمال في أعيننا باستمرار بمزاعم مضادة لا معنى لها للإيحاء بأن إسرائيل هي الضحية في الواقع. إذ من المفترض، في نظر هيئة الإذاعة البريطانية، أن إنقاذ حياة الأطفال الفلسطينيين يكشف عن تحيز لا يظهر في إنقاذ حياة الأطفال الأوكرانيين”.
وذكّر “ميدل إيست إيه” بأعداد ضحايا الحرب العدوانية على غزة شتاء 2009، حيث قتل الاحتلال 1300 فلسطيني في غزة، وليس عشرات الآلاف، مشيرا إلى أن السياسي المستقل الراحل “توني بين” من حزب العمال خالف القواعد وتحدى حظر هيئة الإذاعة البريطانية من خلال قراءة تفاصيل كيفية التبرع بالمال على الهواء مباشرة، على الرغم من احتجاجات مقدم البرنامج.
وشدد على أن المسؤولين التنفيذيين في لجنة الطوارئ وهيئة الإذاعة البريطانية، “يشعرون بالرعب ــ كما كانوا دوما من رد الفعل العنيف من جانب إسرائيل وجماعات الضغط القوية التابعة لها في المملكة المتحدة إذا قامت بالترويج لإغاثة غزة”.
ومضى “ميدل إيست إيه” إلى القول، إن السبب الذي يجعل إسرائيل قادرة على تنفيذ الإبادة الجماعية، هو حصولها على دعم السياسيين الغربيين، “هو لأن وسائل الإعلام المؤسسية تتراجع باستمرار عن موقفها لمصلحة إسرائيل إلى حد كبير، فلا يشعر القراء والمشاهدون بأن إسرائيل تنفذ جرائم حرب ممنهجة وجرائم ضد الإنسانية في غزة والضفة الغربية المحتلة، ناهيك عن الإبادة الجماعية”.
ولفت إلى أن صحفيي “بي بي سي” يفضلون تصوير الأحداث باعتبارها “أزمة إنسانية” لأن هذا ينزع عن إسرائيل مسؤولية خلق الأزمة، ويركزون على الآثار والمعاناة وليس على السبب، “والأسوأ من ذلك أن هؤلاء الصحفيين أنفسهم يواصلون رمي الرمال في أعيننا بمزاعم مضادة لا معنى لها للإيحاء بأن إسرائيل هي الضحية في الواقع، وليس الجاني”.
ودعا “ميدل إيست إيه” إلى مراجعة الدراسة الجديدة التي أجراها محام بريطاني مقيم في إسرائيل حول التحيز المزعوم الذي تمارسه هيئة الإذاعة البريطانية ضد “إسرائيل”، حيث حذرت صحيفة “ديلي ميل” في نهاية الأسبوع الماضي من أن الهيئة “أكثر ميلاً إلى اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية بأربع عشرة مرة من حماس… وسط دعوات متزايدة إلى التحقيق”.
ويبين أن الفترة المختارة للدراسة استمرت أربعة أشهر، ربطت خلالها “بي بي سي” إسرائيل بمصطلح “إبادة جماعية” 283 مرة فقط! في جميع إنتاجاتها الإعلامية الضخمة عبر العديد من القنوات التلفزيونية والإذاعية، وموقعها على الإنترنت، والبودكاست، ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، التي تخدم أعدادا لا حصر لها من السكان في الداخل والخارج.
ويوضح الموقع أن “ديل ميل” وغيرها من وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة لم يشيروا إلى حقيقة أن أياً من هذه الإشارات لم يشكل افتتاحية لهيئة الإذاعة البريطانية، عدا عن إسكات الضيوف الفلسطينيين الذين يحاولوا استخدام الكلمة عند استضافتهم.
ولفت “ميدل إيست إيه” إلى استخدم “بي بي سي” في تقاريرها الإخبارية عن دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، مصطلح “خطر معقول” بدلا من مصطلح “الإبادة الجماعية” في غزة الكامن في قلب القضية القانونية.
وأعرب الموقع عن أسفه لإسقاط تغطية “إمبراطورية بي بي سي الإعلامية” مصطلح “الإبادة الجماعية”، التي يتواطأ الغرب فيها بشكل كامل، في توصيفها لما يجري داخل غزة، مشيرا إلى الحكم الأولي الذي أصدرته العدل الدولية بشأن الإبادة الجماعية والذي يشكل سياقاً بالغ الأهمية ينبغي أن يكون في مقدمة كل قصة إعلامية عن غزة.
وذهب “ميدل إيست إيه” إلى القول إن الأكثر ذهولاً لصحيفة “ديلي ميل” وبقية وسائل الإعلام الرسمية هو أن هيئة الإذاعة البريطانية بثت 19 إشارة إلى “الإبادة الجماعية” في الإشارة إلى هجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023.
وختم بالقول: “إن فكرة أن حماس قادرة على ارتكاب إبادة جماعية ضد إسرائيل، أو اليهود، منفصلة عن الواقع تماماً مثل الخيال القائل بأنها قطعت رؤوس الأطفال في 7 أكتوبر، أو المزاعم التي لا تزال تفتقر إلى أي دليل، بأنها ارتكبت عملية اغتصاب جماعي في ذلك اليوم”.
“}]]