رام الله / PNN – أكد عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الافريقي أوبيد بابيلي، أن دولة جنوب أفريقيا سوف تقدم في الأيام المقبلة المزيد من الأدلة على جرائم حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين لمحكمة العدل الدولية، والتي توضح مدى ضخامة هذه الجرائم، وأنها ترتكب إبادة جماعية بحقهم.
وقال بابيلي في حديث عبر تلفزيون فلسطين، لبرنامج “مع رئيس التحرير”، “نحن نريد أن نثبت بأن ما تقوم به اسرائيل هو إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، وسوف نستمر في تقدم البينات والأدلة من أجل ذلك”.
وأضاف “ان اسرائيل مستمرة في قتل الفلسطينيين رغم القرارات الدولية التي تدعو لوقف جرائمها، وذلك بسبب الدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة الأميركية وبعض الحكومات الأوروبية التي تغض النظر عن الجرائم التي ترتكبها اسرائيل دون اتخاذ أي إجراءات”.
وشدد بابيلي على ضرورة إصدار مذكرة اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، لتتم محاسبته على جرائمه، وأن تكون هناك وقفة دولية جادة لوقف العدوان الاسرائيلي على القطاع.
وقال: “إن الإدارة الأميركية تقدم كافة اشكال الداعم للحكومة الإسرائيلية، وبدلا من إيجاد الحل للقضية الفلسطينية، تقدم المزيد من الدعم والحماية لرئيس الوزراء الإسرائيلي”.
وأكد الحاجة بأن تصبح الأمم المتحدة جهازا فاعلا، مشيراً إلى أن الفيتو الأميركي المتعلق بفلسطين يفقدها الفعالية.
وشدد على ضرورة أن يتم اعتماد نظام يعمل على إنفاذ قرارات مجلس الأمن، بحيث يكون قائماً على الأغلبية، وألا يسمح لدولة واحدة باستخدام حق الفيتو، وعلى أهمية انضمام العديد من دول العالم للدعوة التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد اسرائيل إلى محكمة العدل الدولية.
ولفت إلى أن جنوب أفريقيا قدمت العديد من النداءات لبعض الدول، لضرورة اتخاذ مواقف جادة ومشتركة من أجل وقف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وأن تكون القضية فاعلة في المحاكم الدولية، وأن يتم الضغط من أجل نجاح هذه القضايا.
وقال: جنوب أفريقيا تعرضت إلى الضغط من قبل العديد من الدول للتراجع عن دعوتها، إلا أنها مستمرة في هذه الخطوة، وتعتبر دعم ومساندة القضية الفلسطينية، مبدأ لا يمكن التراجع عنه.
ونوه إلى أنه تمت مضاعفة النشاطات التي تقوم بها سفارات بلاده في كافة أماكن تواجدها، لاستنهاض المنظمات العالمية في وجه الحملة الإسرائيلية الرافضة لما أقدمت عليه جنوب أفريقيا.
وبين بابيلي أن أحد أشكال الضغط التي تعرضت لها جنوب أفريقيا التلاعب بالعملية الانتخابية، إضافة إلى استخدام الوسائل الاقتصادية من أجل تراجعها عن الدعوة التي قدمتها للمحكمة ضد اسرائيل، مؤكدا أن المؤتمر الوطني الأفريقي سيواجه ويفشل كل هذه الضغوطات.
وأشار إلى أن الرأي العام في جنوب أفريقيا يرحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال رئيس الوزراء الاسرائيلي، مؤكداً أن هذا القرار مدعوم من قبل الشعب، الذي يؤكد أن نتنياهو متورط بقتل النساء والأطفال، وهو يستحق أن يتم محاسبته على جرائمه.
وبشأن المعتقلين في سجون الاحتلال، أكد بابيلي أن ما يتعرضون له من تعذيب وقتل في سجون الاحتلال أمر مرفوض على المستوى الدولي، مشدداً على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق بما يتعرض له المعتقلون، وأن تشمل أية مفاوضات من أجل إطلاق النار مسألة تحريرهم من سجون الاحتلال، وكذلك قضية المستوطنات، وعودة الأرض لأصحابها الفلسطينيين.
وحول استهداف حكومة الاحتلال لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، قال: “جنوب أفريقيا أدانت الحملة التي شنتها اسرائيل على الوكالة، وأكدت ضرورة الامتثال للقانون الدولي واحترام المنظمات الدولية، كما شددت على ضرورة وقف الممارسات الاسرائيلية ضد المنظمات الدولية، وأن يتم ملاحقة كل من يتعرض لها ومحاسبته في المحاكم الدولية”.
وأكد بابيلي أن المواقع الدينية في القدس مهددة بسبب سياسة نتنياهو العنصرية، مشددا على عدم السماح له في تنفيذ سياسته في المدينة المقدسة، لافتا إلى أن القضية الفلسطينية في نهاية المطاف سوف تنتهي بحصول الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله ومحاسبة اسرائيل.