بيت لحم / PNN – الهواتف الذكية على وشك خوض تحول جذري بفضل الذكاء الاصطناعي ، الذي سيغير ليس فقط كيفية استخدامها، بل أيضًا طريقة تفاعلنا معها، وفي المستقبل القريب، ستصبح هذه الأجهزة أكثر ذكاءً وبديهية، ما يتيح تجربة استخدام أكثر انسيابية وفاعلية، ويحررنا من الانغماس في شاشاتها.
ويقول الخبراء إن شركات التكنولوجيا العملاقة تعمل اليوم على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التي ستدفع الهواتف الذكية إلى عصر جديد قريبًا، وقد لا يبدو الذكاء الاصطناعي جديدًا كما هو اليوم، بل سيكون أداة أساسية في الهواتف.
نافذة أوسع على العالم
في المستقبل الذي ترسمه شركات صناعة الهواتف ، لن تكون كاميرا هاتفك مخصصة فقط لالتقاط الصور الشخصية أو توثيق الإنجازات، بل ستصبح نافذة أوسع على العالم من حولك، على سبيل المثال، ميزة الذكاء البصري القادمة من أبل هي مجرد مثال واحد على ذلك.
ستظل معظم الهواتف الذكية تبدو مشابهة للألواح الزجاجية والمعدنية التي نحملها اليوم، لكنها ستصبح أفضل في إظهار المعلومات التي نحتاجها فورًا؛ بدلاً من التنقل المستمر بين التطبيقات، قد تجد نفسك تتحدث ببساطة إلى هاتفك لإنجاز المهام؛ أو في سيناريو أفضل، قد تظهر لك شاشة هاتفك ما تحتاجه بالضبط، دون أن تطلب.
الذكاء الاصطناعي التوليدي
مع انتشار الهواتف الذكية، أصبحت فكرة وجود كمبيوتر فائق في جيبك أقل إثارة؛ مما كانت عليه في السابق، رغم ابتكار الهواتف القابلة للطي، إلا أنها لم تحقق حماسة كبيرة بين المستهلكين.
ولكن مع إطلاق “CHAT GPT” في أواخر عام 2022، رأى صانعو الهواتف فرصة جديدة لتبني الذكاء الاصطناعي لتطوير مسار جديد للهواتف الذكية. الموجة الأولى من ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي تركزت على حالات استخدام محددة مثل تحرير الصور، تلخيص النصوص، أو ترجمة المحادثات.
ورغم أن هذه الأدوات قد تبدو متخصصة، إلا أنها جلبت تجربة جديدة كانت مفقودة في الهواتف، مثل القدرة على إنشاء صور من الصفر ببضع نقرات فقط. كما أن التطورات في الذكاء الاصطناعي التوليدي جعلت المساعدين الافتراضيين أكثر ذكاءً وقدرة على إجراء المحادثات.
ويشير الخبراء إلى أنه مع ازدياد ذكاء الهواتف وتحسن قدرتها على فهم نوايانا، سنعتمد على الشاشات بشكل أقل.
إمكانات كبيرة ومشاكل كبيرة
الوصول إلى هذا المستقبل لن يكون خاليًا من التحديات، فقد يثير الذكاء الاصطناعي التوليدي تساؤلات جدية حول مدى جاهزيتنا لعالم تتيح فيه الأدوات التلاعب بالصور وإنشاءها بسهولة، مما قد يؤدي إلى محتوى مسيء أو مضلل.
ورغم أنه من السهل نسبيًا اكتشاف الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي حاليًا، إلا أنه مع تحسن التكنولوجيا، قد لا يكون هذا هو الحال دائمًا.
ورغم أن الشركات تؤكد أن هذه الأدوات مخصصة للإبداع ومصممة لاحترام نوايا المستخدمين، إلا أنها قد تُستخدم لإنشاء محتوى غير لائق عندما يُطلب منها ذلك.