من الواضح ان كيان الابادة ذهب بعيدا في غِيه فيما يتعلق بالجبهة الشمالية و العدوان على لبنان عندما ارتكب جريمته الدنيئة فيما بات يعرف بعملية اجهزة النداء “البيجرات” وما تلاها من تفجير اجهزة اللاسلكي والتي ادت الى جرح واستشهاد ما يزيد على الثلاثة الاف مواطن لبناني.
عملية تفخيخ اجهزة البيجر واللاسلكي اعادت الى الواجهة السؤال المتجدد، هل ستنفجر الاوضاع وتنزلق الى انفجار حرب شاملة مفتوحة بين الكيان اللقيط وحزب الله؟.
بعيدا عن كل التحليلات والفرضيات والنظريات التي سادت خلال اليومين الماضيين فان ما جرى كان مختلف تماما عما سبقه من احداث وعمليات كانت في مجملها عمليات عسكرية بالمجمل.
عملية البيجرات التي حدثت كانت مختلفة من حيث استهدافها هذه المرة لمساحة جغرافية واسعة وصلت الى الاراضي السورية إضافة الى انها استهدفت بشكل مباشر الحاضنة الشعبية لحزب الله ولم تميز بين ما هو مدني وما هو عسكري في ضرب او تجاوز مقصود لكل الضوابط وقواعد الاشتباك التي سادت خلال الفترة الماضية.
خلال الاشهر الماضية والتي تمتد على مدار عمر عملية طوفان الاقصى، كان كلا الطرفين حزب الله والكيان يعلنان بدون مواربة ان اي منها غير معني بحرب مفتوحة او الوصول الى الحرب الشاملة.
يبدو ان اخلاقيات حزب الله في المواجهة ضد الكيان، والتزامه بمعايير محددة تمنعه من استهداف المدنيين جعلت من الكيان يعتقد ان بامكانه ان يذهب بعيدا في جرائمه وان عدم رد الحزب بنفس الطريقة دليل ضعف وهو الامر الذي دفعه الى ما قام به من خلال تفجير البيجرات واجهزة اللاسلكي مع علمه ان ذلك سوف يؤدي الى “مجزرة” ستلحق بالكثير من الابرياء والمدنيين اللبنانيين.
تهديدات الكيان المتواصلة بشن حرب شعواء على حزب الله لم تتوقف، لا بل ازدادت وتيرتها خلال الايام الماضية خاصة في ظل وجود عشرات الاف النازحين من قطعان المستوطنين الذين تعهد نتانياهو باعادتهم الى ديارهم مع بداية العام الدراسي الحالي ، وهو الامر الذي لم يتحقق ويبدو انه لن يتحقق طالما العدوان على غزة مستمرا وطالما ظلت جبهة الاسناد اللبنانية مستمرة في عملها نصرة لغزة.
اصبح من المعلوم ان تهديدات قادة الكيان بعملية عسكرية كبرى او اجتياح على غرار ما يجري في غزة، لا يمكن ان تتحقق في ظل معرفتهم الاكيدة ان ظروف جبهة الشمال تختلف تماما عن جبهة غزة وان ثمن اي مغامرة في الشمال سيكون باهظا جدا لاسباب عديدة اهمها قوة حزب الله وما يتمتع به من امكانيات تسليحية وقدرار عالية جدا مقارنة بما عليه الحال في قطاع غزة.
جريمة البيجرات واجهزة اللاسلكي التي اعتبرها العديد من القانونيين بانها تعتبر جريمة حرب او قد ترقى الى جريمة ابادة جماعية، لن تمر دون رد قاس من حزب الله لا بد سيختلف تماما عن الردود السابقة التي سادت خلال الفترة الماضية حيث كانت تلك الردود يغلب عليها سمة الانضباط وعدم تجاوز سقوف معينة تحول دون انزلاق المواجهة الى حرب شاملة.
على اية حال، فان من المرجح ان تتضح الصورة خلال خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي لا بد سيحمل القول الفصل في الرد على جريمة البيجرات واجهزة اللاسلكي.