[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بين قبور الأموات تفترش عائلة أبو سمك الأرض في مقبرة السوارحة في بلدة الزوايدة وسط القطاع، بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت إثر قرار الاحتلال إخلاءهم قسرًا لمنازلهم شرقي دير البلح، قبل أيام.
وين نروح؟
يقول رب الأسرة أدهم لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إن قرار الإخلاء القسري، وقع على أنفسهم كالصاعقة، وأول ما تبادر إلى أذهانهم، وين نروح؟.
وأضاف أبو سمك أن جميع مناطق غرب دير البلح، التي طلب منهم جيش الاحتلال الإسرائيلي التوجه إليها، كانت ممتلئة عن بكرة أبيها، ما جعلهم أمام خيارات ضيقة، واستقر بهم الحال لافتراش الأرض بين قبور الأموات.
يتابع بعيون دامعة: إننا أموات ونحن أحياء، نقتل منذ قرابة عام والعالم يشاهدنا، ولا يكترث.
يتساءل: في أي شرع أو عرف أو قانون ينام أطفالنا في العراء، بالخوف في مقابر الأموات.
وأصدرت قوات الاحتلال في 24 و25 أغسطس الجاري أوامر إخلاء لسكان العديد من أحياء دير البلح، وطلبت منهم التوجه إلى ما يسمى المنطقة الإنسانية، ولكنها عادت وطلبت من جزء منهم الخميس الماضي العودة لمناطقهم مجددا.
الحرب الأصعب
ولم يكن حال المواطنة ابتسام أبو عمرة أفضل حالا من أبو سمك؛ فقد اضطرت للنزوح من منطقة أبو عريف شرق دير البلح إلى مقبرة وسط البلد.
وقالت أبو عمرة: إن هذه الحرب هي الأصعب، الجيش يقول لنا اذهبوا إلى المناطق الآمنة، ثم يقصف ويستهدف المدنيين فيها، متسائلة: أين الأمن والأمان الذي يدعيه الجيش؟.
وأضافت: “نزحنا إلى المقابر وهي غير آمنة، فالجيش اجتاحها بريًا وجرفها وعاث فيها خرابًا وتدميرًا، فلا الأحياء سلموا ولا الأموات”.
وأوضحت أن النزوح قطعة من العذاب، يطلب منك جمع ما خف من أغراضك، واطفالك وحتى المسنين في بيتك إلى المجهول، تتابع: وين نروح؟ لم نجد سوى المقبرة.
ووفق تقارير دولية فإن أكثر من مليوني فلسطيني يتكدسون في ما يطلق عليها المنطقة الإنسانية ومساحتها أقل من ١١٪ من مجمل قطاع غزة، في أوضاع مأساوية للغاية.
ومن كل 10 فلسطيني اضطر 9 لترك منزله، والنزوح مرة أو مرات عدة، وفق تقارير المنظمات الدولية.
ويترقب مئات آلاف النازحين بصبر وأمل اللحظة التي ستتوقف فيها الحرب الدامية ليتوقف نزوحهم المتكرر ويعودوا حتى ولو لأنقاض منازلهم المدمرة.
“}]]