[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
قبل نحو عام مضى، كان بإمكان الفلسطينيين إحصاء المجازر التي ارتكبها الاحتلال، على كثرتها، خلال سبعة عقود. فنذكر مثلاً مجازر دير ياسين، وكفر قاسم، وصبرا وشاتيلا، ومجزرة الأقصى، والحرم الإبراهيمي، وغيرها.
أمّا الآن، فيكاد الإنسان يعجز عن عدّ المجازر الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا بين شهيد وجريح. لكنّ بعض المجازر ستبقى محفورة في الذاكرة الفلسطينية، لفظاعتها ووحشيتها، وعدد ضحاياها.
وبالرغم من توثيق تلك الجرائم بالصوت والصورة من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وتقارير المنظمات الحقوقية، فإنّ جيش الاحتلال غالباً ما يسارع إلى تبريرها، أو التنصّل من مسؤوليته عنها، مدعوماً بغطاء أمريكي وغربيّ، ثمّ ما يلبث أن يرتكب مجزرة أخرى لكي ننسى سابقاتها.
وفيما يلي تذكير ببعض المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الغاشم على غزة، حيث تعدّ الأشدّ وحشية والأكثر دموية.
مجزرة المستشفى المعمداني
في مساء يوم 17/ 10/ 2023، استهدفت الطائرات الإسرائيلية “المستشفى المعمداني” أو “المستشفى الأهلي العربي” الواقع في حيّ الزيتون جنوبيّ مدينة غزة، لترتكب واحدة من أفظع مجازر الاحتلال، حيث راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد فلسطيني.
ويُعَدّ المستشفى المعمداني من أقدم المستشفيات في قطاع غزة، وقد أُنشئ في أواخر القرن التاسع عشر. وأُعيد تأهيله قبل أعوام، وكان يُطلق عليه اسم المستشفى الإنجليزي، ويُعَدّ من أقدم المستشفيات التخصصية في قطاع غزة.
ذريعة الاحتلال: “جهة فلسطينية تتحمل المسؤولية”
وبعد ساعات من المجزرة الإسرائيلية، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، مستعيناً بصور عرضها في مؤتمر صحافي، إن التحقيقات كشفت أن جهة فلسطينية تتحمل مسؤولية توجيه صاروخ “بطريق الخطأ” إلى مبنى المستشفى، فيما روجت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى الخبر، وتبنت واشنطن ودول غربية عدة الرواية الإسرائيلية، فيما ندّدت دول عديدة بالمجزرة.
وكان من اللافت موقف الرئيس الأمريكي بايدن الذي كان في طريقة للقاء قادة الاحتلال، حيث سارع إلى تبرئتهم واتهام فصيل فلسطيني بالتسبب في المجزرة، قبل إجراء أي تحقيق.
ودحض تقرير أعدته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية حينها مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن وقوف جهة فلسطينية وراء مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني. ومن خلال عرض تحليل بصري للصور المنشورة، قالت “نيويورك تايمز” إنّ مقطع الفيديو الذي ظهر فيه صاروخ فلسطيني انفجر على حدود قطاع غزة، واستخدمته إسرائيل ووسائل إعلام غربية لتبرئة جيش الاحتلال من المجزرة، هو صاروخ انفجر على بعد 3 كيلومترات على الأقل من المستشفى.
مجزرة مخيم جباليا
في 31 /10/2023، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي واحدة من أكبر المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، بعد استهدافها حياً سكنياً كاملاً في مخيم جباليا، وهو أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في قطاع غزة، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة حينها أنّ المربع السكني الذي استهدفه القصف الإسرائيلي في المخيم ضمّ نحو 10 منازل مكتظة بالسكان، مخلفاً وراءه ما قُدِّر بـ 400 فلسطيني بين شهيد وجريح، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة. ووفقاً للمتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، فإنّ طائرات الاحتلال استخدمت خلال هجومها ما يقارب 6 قنابل تزن كل واحدة طناً من المتفجرات، خلّفت حفرة عميقة دَفنت تحتها المنازل وساكنيها.
ذريعة الاحتلال: “مكان كان يختبئ فيه أحد قادة حماس”
ساعات قليلة فقط بعد المجزرة، وكعادة إسرائيل في تبرير جرائمها في القطاع، خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال قائلاً إنّ السبب وراء المجزرة وجود قيادي في حركة حماس داخل المخيم. وأوضح المتحدث في تصريحات خاصة لشبكة “سي إن إن” الأميركية أنّ “القصف استهدف مكاناً كان يختبئ فيه أحد قادة حماس”. وأضاف: “لا نستطيع التأكّد من أننا قتلنا القيادي في حماس خلال قصف جباليا”، زاعماً أن القيادي المستهدف كان هو المسؤول عن المعارك في شمال غزة منذ بدء الحرب.
ووفقاً لمصادر محلية وشهود عيان، فإنّ الضحايا كانوا من المدنيين، ومعظمهم من الأطفال والنساء، ولم يثبت وجود أي من قادة المقاومة بين الضحايا.
مجزرة مخيم المغازي
في 24/12/2023، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات كثيفة على مخيم المغازي وسط قطاع غزة، مرتكباً مجزرة لتضاف إلى سلسلة من المجازر التي استهدفت المشافي والطواقم الطبية والمدنيين والنازحين.
وأكد الناطق باسم وزارة الصحة وصول 70 شهيداً، بينهم من وصل أشلاء، جراء القصف المدفعي والغارات التي طالت العديد من المنازل في مخيم المغازي، مضيفاً أن عدداً من المصابين وصلوا إلى المستشفى، بينهم حالات خطرة جداً.
ذريعة الاحتلال: الذخيرة المستخدمة لم تكن مناسبة”
وبعد أيام من الحادثة، نقلت هيئة البث الإسرائيلي “كان”، تعقيب مسؤول في جيش الاحتلال الإسرائيلي على قتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة خلال هجوم على مخيم المغازي، بأن الذخيرة المستخدمة لم تكن مناسبة.
ووصف المصدر ما حدث في المغازي بأنّه “أضرار جانبية”، رغم أن الحديث عن أرواح أبرياء أزهقها قصف الطائرات الإسرائيلية. وأفادت “كان” بأن جيش الاحتلال اعترف بأنّ الهجوم أصاب مباني إضافية قريبة من الأهداف التي جرت مهاجمتها، على نحو أدّى كما يبدو إلى المسّ بأشخاص لا علاقة لهم بالأمر.
Your browser does not support the video tag.
مجزرة الطحين
صباح يوم 29/2/2024، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة في شارع الرشيد في غزة، حيث أطلق النّار على حشد من الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون تسلّم مساعدات إنسانية، ونتج عن ذلك 112 شهيداً و760 مصاباً، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. وقد كانت القافلة تحمل أكياساً من الطحين الذي وقع الكثير منه على الأرض وامتزج بدماء الشهداء والمصابين.
ذريعة الاحتلال: “أشخاص مشتبه فيهم اقتربوا من القوات الإسرائيلية”
وبعد أيام من المجزرة، زعم جيش الاحتلال أن تحقيقاً أجراه خلص إلى أن “الجيش لم يطلق النار باتجاه القافلة”، وإنما باتجاه أشخاص “مشتبه فيهم”، بعدما اقتربوا من القوات الإسرائيلية وشكّلوا تهديداً لها.
وقي وقت لاحق، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ تعليقات المسؤولين الإسرائيليين بشأن مجزرة الطحين “كانت غير متّسقة، وحملت معلومات متناقضة في كثير من الأحيان”. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي أنّ مصدر النيران لم يكن دبابة بل بنادق، فيما أشار مسؤول آخر إلى أن دبابة إسرائيلية هي التي أطلقت طلقات تحذيرية، وشرعت القوات بإطلاق النار على الحشد.
محرقة الخيام في رفح
في مساء 26/5/2024، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، مجزرة جديدة في مدينة رفح، أدّت إلى استشهاد 45 فلسطينياً وإصابة 249، أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، في قصف استهدف مخيماً للنازحين في منطقة تل السلطان شمال غربيّ رفح، رغم أنها كانت ضمن المناطق التي زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها “آمنة ويمكن النزوح إليها”. وقد قضى العديد من الشهداء حرقاً بفعل النيران التي اندلعت في الخيام نتيجة القصف.
ذريعة الاحتلال: “استهداف قادة من حماس”
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أنّ الضربة الجوية وحدها لا يمكن ان تشعل حريقاً بهذا الحجم. وأضاف أنّ الجيش ألقى مقذوفتين تحملان 17 كيلوغراماً من “المواد المتفجرة” على موقع استهدف اثنين من كبار قادة حماس، على حدّ زعمه.
مجزرة مخيم النصيرات
في 8/6/2024، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وحشية في مخيم النصيرات للاجئين، حيث شنّ هجوماً كبيراُ على المخيم استعاد من خلاله أربعة من الأسرى الإسرائيليين الذين كانت تحتجزهم المقاومة. وقد أدّى ذلك الهجوم إلى استشهاد أكثر من 270 فلسطينياً، إضافة إلى إصابة نحو 700 آخرين، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي فإنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم في مجزرة النصيرات سيارة مدنية وأخرى تحمل مساعدات، وتخفّى الجنود المشاركون في المجزرة في ملابس مدنيّة وكأنّهم نازحون.
وقد أعلنت المقاومة أنّ الهجوم الوحشي أدّى أيضاً إلى مقتل ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين في مكان قريب.
ذريعة الاحتلال: “استعادة الأسرى”
لقد حاول نتنياهو أن يوظف هذه العملية الأمنية العسكرية الخاصة سياسيّاً وعسكريّاً للمضي في حربه المحمومة لاستعادة الأسرى، وقدمها على أنها نصر كبير وإنجاز تاريخي يداري خسائره الكبيرة.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن ضابط أشرف على عملية الإسناد، قوله: “وضعنا قناصة في أماكن كثيرة، واقتحمنا العديد من المباني، وكنا نقتل كل مسلح وكل خطر يحدق بقواتنا”. وقال ضابط آخر إنّ القوات المهاجمة شكلت حلقة نارية كبيرة من أجل تضليل المقاومين الذين تصدّوا للهجوم الإسرائيلي.
كما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن دعم أمريكي للعملية، تضّمن معلومات استخبارية وصوراً جوية.
مجزرة الفجر
في فجر يوم 10/ 8/ 2024 ارتكبت قوات الاختلال الإسرائيلي مجزرة بشعة بحق النازحين في مدرسة التابعين بمنطقة حي الدرج، وسط مدينة غزة، وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن القصف الإسرائيلي على المدرسة أسفر عن مذبحة راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات والمفقودين.
وأوضح المكتب أنّ جيش الاحتلال قصف النازحين بشكل مباشر أثناء تأديتهم صلاة الفجر، مما رفع أعداد الشهداء بشكل متسارع، مضيفة أنّ قوات الاحتلال استخدمت 3 صواريخ يزن كل واحد منها ألفي رطل من المتفجرات.
ذريعة الاحتلال: “وجود مقرّ قيادة عسكري”
هذا، وقد أقر الجيش الإسرائيلي بقصفه مدرسة التابعين التي تؤوي نحو ألفي نازح، وكان يفترض أن تشكل ملاذا آمنا لهم بعد أن غادروا بيوتهم ومساكنهم.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة إكس، أنّه بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك أغارت طائرة إسرائيلية على مقاومين عملوا بمقر قيادة عسكري تم وضعه داخل مدرسة التابعين، حسب زعمه.
“}]]