الداخل المحتل / PNN – تشكل تحالفان في الشرق الأوسط في أعقاب اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والقائد العسكري لحزب الله، فؤاد شكر. التحالف الأول هو بين إسرائيل والولايات المتحدة، والثاني بين عدة دول في المنطقة.
واعتبر المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، اليوم الجمعة، أن ثمة مهمتين دفعتا الولايات المتحدة إلى حشد قوة عسكرية كبيرة في المنطقة إلى جانب حملة دبلوماسية من أجل أن تدافع عن إسرائيل. المهمة الأولى بحسبه هي ردع إيران، والثانية هي إحباط عملية عسكرية إسرائيلية متسرعة ضد إيران.
ووصف برنياع الدعم الأميركي لإسرائيل بأنه “أشبه بحاضنة مدربة ومخلصة، تدافع عن طفل من غرباء ومن نفسه”، إذ “يتباهى ضباط الجيش الإسرائيلي الذين يعملون في الأيام الأخيرة مقابل القيادة الوسطى للجيش الأميركي بأن الأميركيين يمنحونهم حرية عمل لشن هجمات في أي مكان وأي وقت. وهذا صحيح حتى حدود معينة”.
وفي أعقاب الهجوم الإيراني ضد إسرائيل، ليلة 13 – 14 نيسان/أبريل الماضي، ردا على اغتيال مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني في دمشق، وتصدي طيارين أميركيين وبريطانيين تشكل التحالف الثاني. “فللجيش الإسرائيلي قدرات كبيرة، لكن في حرب الصواريخ والطائرات المسيرة مقابل إيران، يواجه صعوبة في العمل من دون مساعدة نشطة، بالنيران، من جانب آلة الحرب الأميركية”، وفقا لبرنياع.
ويشمل التحالف الثاني، بحسبه، “جميع قادة الأذرع الأمنية الإسرائيلية، البيت الأبيض ووكلاءه والدول العربية السنية. وهو يشمل على ما يبدو جزءا ملموسا من القيادة الإيرانية. والقاسم المشترك لهذا التحالف هو معارضة شديدة لحرب بين إيران وإسرائيل. وما يربط بين هؤلاء الشركاء سوية هو التخوف من أن حماس والسنوار، ونتنياهو وحكومته من الجهة الأخرى، يحاولون استدراج الولايات المتحدة وإسرائيل إلى حرب ضد إيران”.
ولفت برنياع إلى أن “نتنياهو يحاول القيام بذلك منذ العام 2010. فهذه مهمة حياته، والعملية التي ستدخله إلى التاريخ، انتصاره المطلق. والآن سنحت له الفرصة”. يشار إلى أن برنياع كان قد كشف في بداية العقد الماضي عن أن نتنياهو ووزير جيش الاحتلال في حكومته حينذاك، إيهود باراك، قررا شن هجوم كبير ضد منشآت البرنامج النووي الإيراني، وأن قادة الأجهزة الأمنية، وخاصة رئيس أركان الجيش حينها، غابي أشكنازي، عارضا ذلك وأن أشكنازي أبلغ الرئيس الإسرائيلي في حينه، شمعون بيرس، بالقرار وبعد ذلك تم إحباط الهجوم.
وأضاف أن “أميركا برئاسة بايدن ترفض الدخول إلى مغامرة كهذه. وكذلك ترامب وهاريس. وكذلك رئيس إيران الجديد، مسعود بزكشيان. والتخوفات من تصعيد متعمد من جانب نتنياهو أسهم في لجم تدهور الوضع”.
ولفت برنياع إلى علاقة ذلك بالمفاوضات في قطر التي انطلقت أمس، حول اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس. “وفيما حزب الله وإيران يهددان بشن هجوم واسع على إسرائيل، ليس معقولا إرسال رئيس الموساد ورئيس الشاباك إلى محادثات حول موضوع آخر في عاصمة عربية بعيدة”.
وأضاف أن “الأمور كلها مرتبطة ببعضها. فاتفاق يوقف القتال في غزة يسمح لنصر الله بالنزول عن الشجرة الفلسطينية التي تسلق عليها؛ بإمكان الجيش البدء بترميم نفسه؛ أن تعود إيران إلى حياتها الاعتيادية. فقد أنهكت أشهر الحرب العشرة الجميع. واتفاق تبادل أسرى هو اتفاق على إنهاء الحرب. وهذه هي المشكلة الحقيقية التي تقلق نتنياهو حاليا، ليس الأنفاق تحت محور فيلادلفيا ولا أسماء المحررين”.