[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
يحاول المواطن محمد أبو طير ترميم ما يمكن ترميمه من قبر والده في مدفن العائلة في مقبرة بني سهيلا شرق خانيونس، الذي توفي قبل سنوات عديدة، فيما باءت محاولات آخرين العثور على قبور أحبائهم بالفشل.
وعاثت آليات الاحتلال العسكرية تخريبا وتدميرا ونبشًا للقبور في مقبرة بني سهيلا إبان التوغل الأخير شرق خانيونس الذي بدأ في 22 يوليو الماضي واستمر ثمانية أيام.
أبو طير يقول لمراسلنا: إنه صدم من مشهد تجريف المقبرة بالكامل، ونبش القبور.
ما ذنب الأموات في قبورهم؟
يضيف أنه لا حرمة للأموات، متسائلاً: ما ذنب الأموات في قبورهم؟، ماذا فعلوا كي تنتهك كرامتهم، وحرمتهم؟.
يتابع أنه وعدد من أهالي المنطقة تداعوا إلى المقبرة لمحاولة ترميمها، وإصلاحها بعد تجريفها بالكامل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
أين قبر والدي؟
وفي جهة مقابلة للمقبرة، تبكي المواطنة غيداء أبو تيم، وتقول لمراسلنا إنها لا تجد قبر والدتها، بعد تجريف الاحتلال للمقبرة بشكل كامل، دون أدنى مراعاة للمشاعر الإنسانية والقيمية.
ومقبرة بني سهيلا ليست المقبرة الوحيدة التي تنبشها قوات الاحتلال الإسرائيلي أو تدمرها، بل دمرت إسرائيل جميع المقابر التي توجد في المناطق التي تعرضت لاحتياجات برية على امتداد قطاع غزة.
مراسلنا كان في جولة في مقبرة خانيونس الرئيسية غرب المدينة، واطلع على كم الحقد الصهيوني الدفين، حيث لم تسلم القبور من النبش والتدمير.
وأكد أن معالم المقبرة قد تغيرت بالكامل، وتطايرت عظام الأموات جراء الهمجية الصهيونية، حيث حولت المقبرة إلى ساحة حرب وتدمير.
وإلى جانب تدمير وقصف المقابر الرسمية في قطاع غزة أقدمت قوات الاحتلال على نبش وتجريف المقابر الجماعية والمؤقتة التي أقيمت في ساحات المستشفيات والأحياء والشوارع لتعذر نقل الجثامين إلى المقابر.
نبش قبور وسلب جثامين
وفي بيان سابق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه وثق اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على العديد من مقابر قطاع غزة عبر تعمد تجريفها، ونبش وتخريب القبور فيها وسلب عشرات الجثامين منها في خضم جريمة الإبادة المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وقالت السيدة “نور ناصر” من سكان مدينة غزة ونزحت إلى مناطق جنوبي القطاع، إن شقيقها الشهيد “محمد (في العشرينيات من عمره) دُفن في مقبرة “البطش” شرقي مدينة غزة وهو بحالة أشلاء متقطعة، لكنهم صدموا لاحقًا بتعرض المقبرة لعمليات تجريف وعدم تبقي أي أشلاء لشقيقها. وأضافت “ناصر”: “الجيش الإسرائيلي لم يكتف بقتل شقيقي بل إنه ذهب حد حرمان العائلة من مجرد زيارته داخل قبر.”
وفي حادثة أخرى، داهم الجيش الإسرائيلي بآلياته العسكرية مقبرة حي (التفاح) شرقي مدينة غزة، ونبش أكثر من ألف قبر، قبل اشهر فيما قال أهالي الحي إنه سرق ما يزيد عن 150 جثمانا لقتلى دفنوا حديثًا منها.
وفي 25 ديسمبر/كانون أول الماضي، ذكر الأورومتوسطي أنه تلقى عدة إفادات بتجريف الجيش الإسرائيلي مقبرة (بيت حانون) شمالي قطاع غزة وتخريب قبور بداخلها.
وقال “محمد أبو عواد” من بلدة بيت حانون: إنهم تفاجئوا بآثار اقتحام الجيش الإسرائيلي مقبرة البلدة وهدم القبور بالآليات العسكرية وتدمير المقبرة بالكامل.
وذكر “أبو عواد” أنهم رصدوا عمليات حفر قام بها الجيش الإسرائيلي في قبور محددة داخل المقبرة، وإخراج جثامين القتلى ممن دفنوا حديثًا وسلبها، في وقت اختلطت ما تبقى من الجثامين ببعضها البعض بحيث يصعب التعرف على أي منها، جراء عمليات التجريف والحفر.
وبتدمير المقابر لم تدع إسرائيل أي حرمات أو موبقات إلا وارتكبتها، فهي تحاول إبادة كل شيء في قطاع غزة، حتى الأموات.
“}]]