غزة / PNN / أكدت منظمات دولية عاملة في قطاع غزة ل PNN: أنه مع استمرار حرب الإبادة لهذه الأشهر الطويلة في ظل استهداف الاحتلال كل شيء في القطاع، وقصف المشافي ومقرات جمعية الهلال الأحمر واعتقال واستهدف الكوادر العاملة في القطاع الصحي واغلاق معبر رفح، كل ذلك أدى لانهيار القطاع الصحي، ناهيك عن انتشار الأمراض في ظل انعدام مقومات الحياة الأساسية، ما ينذر بكارثة غير مسبوقة.
قال المتحدث بإسم جمعية الهلال الأحمر في قطاع غزة رائد النمس إن هناك عددا كبيرا من المشافي في القطاع خرجت عن الخدمة جراء الاستهدافات المباشرة من قبل الاحتلال، ونقص الوقود، والأكسجين، لافتا أن المشافي التي ما زالت تعمل الآن غير قادرة حتى على تلبية الاحتياجات الطارئة، ناهيك عن استهداف الطواقم العاملة في الميدان والتي تعرضت للاستشهاد والإصابة والاعتقال.
وأشار النمس إلى أن ثلاثة مشافي تابعة للهلال الأحمر ما زالت تعمل في القطاع، وهي: المستشفى الكويتي في خانيونس، ومستشفى الأمل غرب المدينة، ومستشفى القدس، إضافة للنقاط الميدانية الإسعافية التي تم انشاؤها في عدد من المناطق، وعشرات مراكز الإيواء، التي تقدم فيها خدمات الصحة والطواريء.
وأكد النمس أن جمعية الهلال الأحمر تواصل دورها الإسعافي والصحي والإغاثي وكذلك الدعم النفسي في قطاع غزة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية منذ حوالي 10 شهور.
وأضاف النمس أن عدد الطواقم التابعة للهلال الأحمر كانت ما قبل الحرب 1500 ومنهم الأطباء والممرضون والمتطوعون، إلا أنهم تعرضوا للاستهداف من قبل الاحتلال، حيث استشهد 33 كادرا، 19 منهم كانوا على رأس عملهم، رغم التنسيق المسبق لهم، و40 من الكوادر أصيبوا، و20 اعتقلوا، وتم الإفراج عن 16 وتبقى أربعة في سجون الاحتلال، ناهيك عن قصف جميع المقرات التابعة للهلال الأحمر، وخروج 23 مركبة عن الخدمة جراء ذلك، فيما تبقت 60 مركبة إسعاف فقط على رأس عملها في القطاع من الشمال للجنوب.
وشدد النمس على أن هناك احتياجا كبيرا للمستلزمات الطبية والأدوية والتعقيم وكذلك الوقود نظرا لاستمرار الحرب وكذلك اغلاق معبر رفح منذ أشهر، الأمر الذي انعكس على حجم المساعدات التي تدخل للقطاع وتم تقليصها بشكل كبير.
ووجه النمس نداء استغاثة للمجتمع الدولي مجددا من أجل ممارسة الضغط الحقيقي على اسرائيل لتلتزم بالقوانين الدولية والانسانية وحماية الطواقم العاملة في الميدان.
الصحة العالمية: انهيار للنظام الصحي وانتشار الأمراض في القطاع
منظمة الصحة العالمية من ناحيتها، أفادت أن 16 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى تعمل في قطاع غزة جزئيا، و45 من أصل 105 مرافق للرعاية الصحية الأولية.
وقالت المنظمة على لسان المتحدث بإسمها كريستيان ليندماير في مؤتمر صحافي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف إن الظروف الحالية في قطاع غزة “تخلق البيئة المثالية لانتشار الأمراض”، مبينا أن “تدمير النظام الصحي في غزة، وانعدام الأمن وإعاقة الوصول والنزوح المستمر للسكان ونقص الإمدادات الطبية وسوء نوعية المياه وضعف الصرف الصحي، تؤدي جميعها إلى انخفاض معدلات التطعيم الروتيني وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك شلل الأطفال”.
ونبه المتحدث باسم المنظمة، من أن “تلك الظروف تشكل خطرًا على الأطفال وتخلق البيئة لانتشار أمراض مثل شلل الأطفال” موضحا أن معدلات تغطية تطعيم شلل الأطفال قبل بدء الحرب كانت مثالية، وأنه “تم تقدير تغطية تطعيم شلل الأطفال، والتي يتم إجراؤها في المقام الأول من خلال التطعيم الروتيني، بنحو 89 بالمئة في عام 2023 وفقًا لأحدث تقديرات التطعيم الروتيني للمنظمة واليونيسف، وفي عام 2022، بلغت تغطية التطعيم الروتيني في الأرض الفلسطينية المحتلة 95 بالمئة وأكثر”.
طبيب في منظمة أطباء بلا حدود يتحدث عن تجربته في مجمع ناصر الطبي
قال د فادي المدهون في مجمع ناصر الطبي-منظمة اطباء بلا حدود، إن مجمع ناصر هو المجمع الوحيد الذي بقي يعمل حاليا وبشكل جزئي، بعد إخلاء كل المشافي في رفح وخانيونس ويخدم حوالي 900 ألف من نازحين ومواطنين، حيث كل الأسرة وعددها 400 ممتلئة، وكل يوم يصل حالات اصابة جماعية، لافتا أن أعداد كبيرة من المواطنين ممن أصيبوا جراء قصف الاحتلال لعدة مواقع في خانيونس وصلوا للمشفى في ظل عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأضاف د. المدهون نحن نعمل في مجمع ناصر الطبي بالمتاح، وما يتوفر من أدوية ومستلزمات، في اشارة إلى شحنة أدوية وصلت منذ ثلاثة أيام، مؤكدا أنه يوجد بالمجمع قسم للحروق وآخر للعظام، وعيادة خارجية.
ولفت المدهون أن هناك أعدادا كبيرة من الوفيات في قطاع غزة، جراء غياب الرعاية الصحية وعدم توفر نظام صحي فعال، وأوضح أن الرعاية الأولية في كل العيادات منهارة وسط التكدس الكبير للمرضى والنازحين، ما أدى لانتشار الأمراض ومنها شلل الأطفال والكبد الوبائي، في ظل النقص والشح في كل مصادر الحياة الطبيعية .
البدء باستخدام المخزون الطاريء
وأكد د المدهون أنه منذ حوالي أربعة أسابيع تم البدء باستخدام المخزون الطاريء في مجمع ناصر الطبي، وهذا لمخزون يحتوي على أدوية ومستلزمات طبية وأغطية للأسرة ومواد تعقيم وغيرها، ويكفي لمدة شهر فقط، ويستخدم بشكل دقيق جدا وبالحد الأدنى حيث نحاول أن نستخدم ما نحتاج من هذا المخزون مع مراعاة أولوية الحالات، نبدأ بإنقاذ الحياة ومن ثم الحالات الخطرة وبعدها الأقل خطورة.
وأوضح المدهون أن الضغط بالعمل كبير جدا على الطواقم، في ظل نقص الكواد العاملة جراء تعرضها للاستشهاد أو الإصابة أو الاعتقال أو مغادرة البعض خارج قطاع غزة، ناهيك عن ساعات العمل الطويلة، في ظل الظروف الصعبة داخل المشافي وخارجها، فلا يوجد بيئة آمنة للعمل، حتى أثناء الذهاب للعمل يضيف المدهون أنه في أي لحظة قد نتعرض للاستشهاد.
وأشار المدهون أنه في بداية الحرب كانت المشافي التي تعمل حوالي 36 مشفى، تبقى منها الآن حوالي 5 فقط، وكان الكادر الطبي يعمل بشكل كامل، أما الآن فكل الوضع تغير، الأمر الذي أضاف جهدا اضافيا على الكوادر العاملة.
ولفت أنه منذ حوالي 8 شهور وهو ينزح، حيث نزح 6 مرات، فيما طاقته موزعة بين تلبية احتياجات أسرته وبين عمله كطبيب في ظروف الحرب.