[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر مروعة بحق المدنيين النازحين إلى وسط وجنوب قطاع غزة، إذ تفضح هذه الجرائم أكذوبة المناطق الإنسانية.
وتعد منطقة المواصي غرب مدينتي خان يونس ورفح واحدة من المناطق التي تزدحم بمئات آلاف النازحين الفارين من لهيب الحرب الإسرائيلية، والتي ادعى الاحتلال أنها مناطق آمنة. لكن ذلك المصطلح ليس إلا وهمُ إذ تعرضت المنطقة مراراً للقصف الإسرائيلي.
ففي فبراير/شباط، هاجمت جيش الاحتلال الإسرائيلي “المواصي”، بما في ذلك منزل موظفي منظمة أطباء بلا حدود، وأفراد أسرهم الآمن، مما أسفر عن مقتل شخصين، وإصابة ستة، بينهم نساء وأطفال.
وفي 26 مايو الماضي استشهد 45 فلسطيني وأصيب أكثر من 100 آخرين بحالات بتر وحروق شديدة في قصف إسرائيلي على مخيم للنازحين شمال غربي رفح جنوب قطاع غزة، قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وذلك بعد أيام قليلة من أمر محكمة العدل الدولية لإسرائيل بوقف الإبادة الجماعية في رفح.
زعم جيش الاحتلال، في حينه، بوجود عناصر قيادية من كتائب القسام في المكان، حيث أدى القصف إلى تدمير وإحراق عدد كبير من الخيام التي لا تقع ضمن المنطقة التي طالب جيش الاحتلال بإخلائها في مدينة رفح.
وفي 21 يونيو/حزيران، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي “المواصي” مرة أخرى، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 25 فلسطينيًا وإصابة 50 آخرين.
وفي 27 يونيو/حزيران، استشهد 13 فلسطينياً وأصيب 40 آخرين في هجوم آخر لجيش الاحتلال على منطقة الشاكوش والمنتزهات الإقليمية غرب مدينة رفح المليئة بالنازحين والخيام والعُرُش والملاجئ المؤقتة. وقد دفع الهجوم ما لا يقل عن 5000 شخص للنزوح مجدداً إلى وسط قطاع غزة، وفق معطيات نشرتها الأمم المتحدة.
وفي كل مرة هاجم فيها جيش الاحتلال منطقة المواصي ومخيمات النزوح، قدم تبريرات أمنية بادعاء وجود عناصر قيادة من المقاومة الفلسطينية في المكان، وأن القصف استند إلى معلومات استخباراتية دقيقة، كما فعل اليوم بادعاء وجود القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف فوق الأرض في المنطقة الواقعة بين المواصي ومخيم المدينة.
القضاء على الوجود الفلسطيني
من جانبها تقول أستاذة للعلوم السياسية بجامعة ألبرتا بكندا الفلسطينية غادة عقيل، إن الهجمات المستمرة على “المواصي” وغيرها من المناطق التي تدعَى “آمنة” توضح أن نية إسرائيل ليست فقط القضاء على حركة حماس، بل القضاء على الوجود الفلسطينيّ بالكامل.
وتضيف عقيل في مقال نشره موقع “الجزيرة نت”، أن الهجمات المنهجية والمستمرة على ما يسمى “المناطق الآمنة”، ليس لها أي معنى عسكري، وتهدف فقط إلى قتل وترويع أكبر عدد ممكن من المدنيين.
وتشدد على أنه وبعد دخول الحرب شهرها العاشر، أصبح من الواضح أن هذا العدوان ليس ضد حركة حماس فقط، بل هو حرب شاملة على الوجود الفلسطيني.
ومضت بالقول: “الفلسطينيون في غزة لا يموتون بسبب القنابل الإسرائيلية فقط، ولكن أيضًا بسبب الشعور بالقمع. عندما يشهدوا الإبادة الجماعية المستمرة ساعة بعد ساعة، دون القدرة على إيقافها. إنه الشعور الذي لا يحتمل عندما تسمع صرخات الجرحى يموتون من الألم، وترى أطفالًا بلا أطراف، وتعرف أنك لا تستطيع مساعدتهم. إنه شعور قاسٍ عندما تعلم أن العالم ظل يتفرج على الإبادة الجماعية تسعة أشهر دون أن يفعل شيئًا لوقفها”.
التواطؤ والتحالف
ويقول الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق، إن جرأة جيش الاحتلال المجرم على قصف أحياء من الأقمشة والخيام تضم في ثناياها آلاف الأطفال والنساء، “لا يكمن في الصمت ولا العجز ولا الهوان العربي والإسلامي، بل يكمن السبب في التواطؤ والتحالف، الخفي والمعلن، بين الاحتلال وحلفائه الفلسطينيين والعرب”.
ويصف في منشور على منصة “إكس”، هذا التحالف بأنه “تحالف تحييد المخالب وقمع الشعوب، حتى تحرق إسرائيل أطفالنا ونساءنا بأيادٍ صلبة وثابتة وليست مرتعشة”. ويضيف: “نعم، أنظمتنا وأجهزتنا الأمنية هي التي ساهمت في تثبيت موقف الطيار الإسرائيلي وتصليب جبهته، حتى يأمن العقوبة، مهما تجاوز في إساءته للأدب…!”.
والمواصي منطقة ساحلية فلسطينية، تقع جنوبي غرب قطاع غزة، اشتهرت بأراضيها الزراعية ومياهها الجوفية العذبة، وقد تحولت بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي من “سلّة غذاء قطاع غزة” إلى أراض قاحلة، وبؤرة للنزوح في القطاع.
وتقع منطقة المواصي على الشريط الساحلي الفلسطيني للبحر الأبيض المتوسط، جنوبي غرب قطاع غزة، وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومتراً.
وتمتد بطول 12 كيلومتراً وعرض نحو كيلومتر واحد، جنوبي شرق وادي غزة، من دير البلح شمالاً، مروراً بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوباً.
“}]]