[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“لو لبستوا طاقية الإخفا وين ممكن تروحوا؟”.. سؤالٌ تمّ توجيهه لمجموعة من أطفال غزة في مخيمات النزوح، لكنّ الإجابة التي صدرت عن غالبيتهم – للوهلة الأولى – ربما تكون صادمة، في أنهم ما زالوا “يحلمون بغزة والعودة لها”، إلا أنّها تعكس في عمقها وحقيقتها صمود هذه الفئة التي محل الاستهداف الأبرز للعدوان الصهيوني المتواصل منذ عشرة أشهر وخلف عشرات آلاف الشهداء غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ينقل الكاتب والباحث المقداد جميل هذه الصورة وهذا الحلم عن أطفال غزة بمراكز النزوح، بالقول: اليوم خلال نشاط “الحكواتي” لقراءة القصّة للأطفال في مُخيّمات النزوح في دير البلح، سُئل الأطفال “لو لبستوا طاقية الإخفا وين ممكن تروحوا؟”.
ويضيف أنّ أغلبهم قالوا كلمة واحد، لن يصدّقها البعض. كلمة واحدة فقط: على غزّة.
وينوه المقداد إلى أنّ كُلهم يتوقون إلى العودة.. كُلّهم يحلمون بغزّة!
حلم الذهاب للجنة
ولكن المقداد ينقل حلمًا آخر، لكنّه – بالغ الألم – حين يقول: زينة وجنات ولجين، بنات أخوتي في شمال غزّة، في كلمة بريئة أمس يقُلن “نفسنا نستشهد عشان ناكل كلّ شي في الجنة”!
ويتابع بالقول: إنّ العالم الحقير يترك أطفالنا جوعى. يُدخل لهم بعض الطحين والخبز، ليتسع الصمت ويقول “لا مجاعة”، بينما لا يدخل أي غرام من أي طعام آخر يقوّي عظامهم، أو يُعينهم على الهرب من هول الصواريخ.
ويشدد على أنّ “ثأرنا طويل وكبير مع هذا العالم!”.
مشتاق لأولاد صفه
طفلٌ آخر من قطاع غزة، بعيونٍ تلمؤها الدموع، حين تمّ سؤاله عن شيء يشتاق له، بالقول: إلنا من أول الحرب نازحين ما رجعنا عبيوتنا (في الشجاعية) بالمرة، اشتقت لأولاد صفي.
أحمد يشتاق لأمّه الشهيدة
أحمد الداعور طفلٌ من غزة، يروي قبل ٦ أشهر ما جرى معه قبل استشهاد أمّه التي هربت من أتون العدوان حيث فرق بينهما القصف الصهيوني.
خرج أحمد باحثًا عن أمّه حيث المكان الذي استشهدت فيه ليباغته جنود الاحتلال برصاصة محاولين قتله.
ثم يحكي بدموع حاله ومقاله – شوقه الشديد لأمّه الشهيدة – ويحلّ صمته المقيم بعد أن يقول موجها رسالة إلى العالم: “حسبنا الله ونعم الوكيل”.
نفسي أتعالج وأصير زيكم
“نفسي اتعالج وأصير زي الناس العاديين”… بهذه الكلمات تعبر الطفلة مزيونة بنطق بالغ الصعوبة بسبب إصابة تعرضت فيها في وجهها، عن أمنيتها بالخروج للعلاج خارج قطاع غزة، وتناشد العالم أن يساعدها في ذلك لكي تعود لحياتها الطبيعية كسائر الأطفال.
بين مشتاقٍ للعودة لمنزله الذي تشرد عنه، وآخر مشتاقٍ لوالدته، وثالث مشتاق لصفه وزملائه في الدراسة، ومن يأمل الخروج للعلاج في الخارج بعد إصابة فتاكة تعرض لها، وآخرين كثر يعانون غيبوبة عن الوعي على أسرة المستشفيات التي دمّرها الاحتلال، تتهاوى أحلام أطفال غزة كل يوم أمام آلة الحرب الصهيونية، لتصبح مجرد أمنيات في عالمٍ ظالمٍ شاهدٍ على حجم الجريمة ولا يمد لهم يد العون لوقف العدوان والسماح لهم باقتناص أحلامهم الغضة البريئة التي سرقها العدوان الغاشم.
“}]]