وإذا عائلات غزة سُئلت بأيّ ذنبٍ قُتلت؟

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

“هذه الصورة لخالي أدهم الذي استشهد اليوم. عاش حياته متعبا منهكا. منذ صغري لم أره مرتاحا. كان أكثر من رأيتهم بؤسا لكني والله لم أسمعه يوما يتأفف الحياة ولم أراه يوما ساخطا. كان دائم الحمد حريصا على رضى والديه”.

بهذه الكلمات يرثي الفلسطيني من قطاع غزة شادي سمارة خاله (الشهيد أدهم عليان) الذي يظهر في صورة تداولها نشطاء التواصل على نطاقٍ واسعٍ ملقى على كرسيٍ خلف بسطة يسترزق منها لقوت عياله بعد أن اغتالته طائرات الاحتلال في أيام العيد.

أدعو لهذا العبد الفقير إلى الله وتذكروا اسمه جيدا
أدهم شعبان شحدة عليان https://t.co/T3JyOnEwnp

— مروة عاطف 🔻🇵🇸أهل السنة (@marwaatef680) June 20, 2024

ويتابع سمارة في تدوينة له – رصدها المركز الفلسطيني للإعلام –  بالقول: يموت اليوم خالي دون أن يذكر اسمه في نشرات الاخبار. يموت مجهولا وحيدا. يموت على الحالة التي عاشها طيلة حياته. جالسا على بسطته يبيع ما تيسر ليعيل أسرته. مات وفي نفسه حاجة بل الكثير من الحاجات. فاللهم ارحمه واسكنه فسيح جناتك ولا تفجعنا بأحد غيره.

يرحل الشهيد أدهم عليان بصمتٍ وقبله عشرات آلاف الشهداء غالبتيهم من النساء والأطفال وكبار السنّ، تاركين خلفهم سؤالا للعالم الذي يتابع بصمت جرائم الاحتلال حتى اصبح شريكا ومتواطئا فيها، لماذا تقتلون عائلاتنا ولماذا تقتلون نساءنا وأطفالنا بدون ذنبٍ؟

يقول الدكتور إياد قنيبي في تعليقه على هذه الجريمة: فِعلة تدل على مستوى هؤلاء السفلة لعائن الله عليهم وعلى مَن والاهم وأعانهم.

ويتابع بالقول: في ثالث أيام العيد جلس صاحب الصورة أدهم عليان، رجل في الخمسينات من عمره، على بسطة في سوق الصحابة بمدينة غزة، يحاول أن يتكسب ما يطعم به أبناءه! وفي السماء كانت هناك طائرة “كواد كابتر”، وهي طائرة درونز مزودة برشاش، فقامت بقنصه في الرأس ليتوفى في مكانه.

وينقل قنيبي عن الصحفي سامي مشتهى قوله: “طبعا أنت يمكن أن تتخيل ثلاثة أو أربعة من جنود الاحتلال في غرفة التحكم ، أمام شاشات البث المباشر، وهم يتراهنون أنهم يستطيعون قتله برصاصة في الرأس، لماذا؟ فقط؟!! لِـ التسلية!”.

انشغل كثيرون في أيام العيد عن جرائم الجيش الجبان المدعوم من مجرمي العرب والعجم. هذه نماذج مما فعلوه أيام العيد:

1. قصف مخيمات النزوح وارتقاء عدد من إخواننا فيها

2. قطع الغذاء عن شمال غزة، مع عشرات المشاهد لأطفال يتوفون وجلدهم على عظمهم، و #شمال_غزة_يموت_جوعاً

3. قتل د. إياد… pic.twitter.com/Cf39Yq5De2

— د. إياد قنيبي (@Dr_EyadQun) June 20, 2024

وتحت هذا العنوان توثق الأمم المتحدة مشهدًا من جرائم الاحتلال، خاصة في فترة عيد الأضحى المبارك.

في غزة، لم تحمل فترة عيد الأضحى هذا العام الفرحة بالنسبة للكثيرين من أهل القطاع، بل كانت لحظة للحزن واسترجاع الذكريات الأليمة على فقدان الأحبة. إبراهيم عودة ومحمد هاني هما نازحان من غزة فقدا الكثير من أحبائهما وهما يعانيان حاليا من مرارة النزوح المتكرر.

تقول الأمم المتحدة في تقريرها: مراسلنا في غزة زياد طالب التقى بعودة وهاني لتسليط الضوء على المعاناة الشديدة التي يعيشانها مثل الآلاف من سكان القطاع. تحدث النازحان عن شعورهما وهما يقضيان العيد في التشرد بلا منزل ولا أهل.

وبحسب التقرير الذي رصده المركز الفلسطيني للإعلام، يقول إبراهيم عودة إنه أحد الناجين القلائل من ضربة إسرائيلية وقعت بتاريخ 29 تشرين الأول/اكتوبر 2023، وتسببت في مقتل جميع أفراد أسرته بينما نجا هو مع طفلتين لشقيقه. يعيش عودة حاليا رحلة نزوح من شمال قطاع غزة بدأت في 27 تشرين الثاني/نوفمبر بحثا عن الامان تنقل خلال هذه الرحلة من رفح إلى خان يونس حتى استقر به المقام في الوقت الحالي بمنطقة الزوايدة وسط قطاع غزة.

ويستقبل إبراهيم عودة عيد الأضحى المبارك هذا العام دون عائلته ولم تتبق له سوى صورهم التي لا يزال يحتفظ بها في هاتفه المحمول. يتساءل إبراهيم حول الأسباب التي جعلته يفقد عائلته خلال الحرب الجارية منذ أكثر من 9 أشهر دون مبرر بصواريخ ثقيلة على أحياء مدنية.

ويضيف: “أنا الناجي الوحيد من مجزرة ارتكبت في حق عائلتي، عائلة الشهيد حسن عودة، حيث استشهد والدي ووالدتي وأختي وأخي وزوجته.  كنا في منزل عمي خالد عودة عندما حدث ذلك ونجا منها من عائلته هو وثلاثة من أبنائه واستشهدت زوجته واثنتان من بناته وابنه المصاب بمتلازمة داون وحفيدته، ونجوت أنا وابنتي أخي (5 و3 سنوات)”.

ويمضي إبراهيم قائلا: “بعد أن تعافيت من الإصابة التي تعرضت لها نزحت إلى جنوب قطاع غزة لأن من المفترض أن جنوب قطاع غزة هو منطقة إنسانية آمنة وفق ما كان يوجه الجيش الإسرائيلي المواطنين المدنيين الذين كانوا موجودين داخل مخيم جباليا والذي استشهدت فيه عائلتي وكان يعتبر الأكثر كثافة سكانية على مستوى العالم في الوضع الطبيعي”.

يقول إبراهيم إن مخيم جباليا تعرض لقصف عشوائي مكثف جدا على رؤوس المدنيين الأمر الذي أجبره على الخروج إلى جنوب قطاع غزة.

ويضيف بالقول: “شعوري الإنساني هو أنني أفتقد عائلتي وأحتاج لفترة طويلة كي أتمكن من الخروج من الحالة التي مررت بها بعد فقدانهم. أنا افتقدهم كل يوم وليس فقط يوم العيد. أفتقدهم لأننا في الماضي كنا نحتفل صباح العيد ولنا ذكرياتنا وحياتنا الخاصة التي تختلف عن أي يوم عادي”.

يتساءل إبراهيم عودة عما حدث له فيقول: “الآن نحن نتساءل – أنا وكثير من العائلات أو الكثير من الناجين ممن تم مسح عائلاتهم – لماذا تم قتل عائلاتنا؟ نحن عبارة عن مجموعة من المدنيين كنا نحتمي داخل منازل هي في الأصل منازل قديمة جدا. منازل مخيم جباليا عبارة عن منازل مشيدة بالأحجار والرمال والطين. كنا داخل هذه المنازل فتم قصفنا بصواريخ حربية كبيرة جدا من العيار الثقيل. واليوم نجونا لنتكلم ونحدث العالم عما حدث معنا”.

محمد هاني، أحد النازحين من حي تل الهوى بمدينة غزة، عانى من النزوح للمرة الخامسة داخل محافظات قطاع غزة الجنوبية نتيجة الأعمال العسكرية المستمرة لأكثر من تسعة أشهر.

ويضيف قائلا: “أريد فقط أن أوفر لأسرتي مأوى آمنا لأنه لا يوجد أمان. فقدت عمي وبنت عمي وست وفيات بسبب المرض لأنهم مرضى بضمور ولا يمكنهم العيش في أماكن مثل هذه. لأن المرضى بضمور العضلات لابد أن يكون لهم وضع خاص وهم بحاجة إلى علاج طبيعي وفقد فقدوا كل ذلك”.

ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 37431 شهيدا و85653 مصابا؛ منذ الـ7 من تشرين الأول الماضي، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

وأشار التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى من جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ258 على قطاع غزة، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 35 شهيدا و130 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة