إياد الرنتيسي.. طبيب من غزة ضحية التعذيب بسجون الاحتلال

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بعد أكثر من سبعة أشهر على اغتياله بالتعذيب، كشف النقاب عن استشهاد الدكتور إياد الرنتيسي جراء التعذيب في السجون الصهيونية.

ستة أيام فقط بين اعتقال الدكتور الرنتيسي وبين اغتياله بالتعذيب، وبقي ذلك طي الكتمان كما هو الأمر مع باقي آلاف المعتقلين الفلسطينين.

اقرأ أيضًا: استشهاد الطبيب إياد الرنتيسي جراء التعذيب في سجون الاحتلال

دينة ابنة الشهيد أعلنت عبر حسابها على موقع إكس، استشهاد والدها، وكتبت في تدوينة، مساء الثلاثاء بُعَيد كشف صحيفة هآرتس الخبر، “بكلّ فخر واعتزاز، أزفّ إليكم خبر استشهاد حبيب الفؤاد، والدي الدكتور إياد الرنتيسي”.

المرصد الأورومتوسطي تلقى قبل أشهر شهادات عن تعرض د. إياد أحمد الرنتيسي (أبو أحمد) لتعذيب شديد.

هآرتس كشفت أن إسرائيل قتلته في نوفمبر الماضي أثناء تحقيق الشاباك معه.

د. الرنتيسي كان رئيس قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان، ويعمل أيضاً في قسم الولادة في مستشفى أصدقاء المريض. تم… pic.twitter.com/jJREGtEVTb

— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) June 18, 2024

وقد ضمّنت تدوينتها قلباً مفطوراً وصورتَين تظهران والدها منهمكاً في غرفة عمليات. وقبل هذه التدوينة، كانت دينة قد نشرت، يوم السبت الماضي في 15 يونيو/ حزيران الجاري الموافق يوم وقفة عرفة، تدوينتَين جاء فيهما “لطفاً ما تنسوا الدعاء لـ بابا وكلّ الأسرى في هذا اليوم الفضيل”، و”يعني خلص كمان هاد العيد بدون بابا!”.

بِكُل فَخر واعتِزاز أَزفُ إليكم خَبر استشهاد حَبيب الفُؤاد والدِي الدكتور إياد الرنتيسي ..💔🫂 pic.twitter.com/LQZDQ18zXy

— .𓂆 دينة (@dina_alrantisi) June 18, 2024

ووفق صحيفة هآرتس العبرية؛ فإن الدكتور إياد الرنتيسي استشهد في مركز تحقيق إسرائيلي تابع لجهاز الأمن الداخلي “الشاباك” في عسقلان، بعد ستّة أيام من اعتقاله في قطاع غزة، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

والرنتيسي -53 عاماً- كان يدير قسم الأمراض النسائية والتوليد في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

صحيفة هآرتس العبرية تؤكد
في جريمة جديدة الاعلان عن استشهاد مدير مستشفى النساء في بيت لاهيا الدكتور إياد الرنتيسي جراء التعذيب في سجون الاحتلال بعد اعتقاله من المشفى في نوفمبر الماضي pic.twitter.com/FtoPNX89H1

— Tamer Almisshal | تامر المسحال (@TamerMisshal) June 18, 2024

وفي التفاصيل التي أوردتها صحيفة هآرتس، اعتُقل الطبيب البارز إياد الرنتيسي في 11 نوفمبر 2023، لتُعلَن وفاته بعد ستّة أيام في سجن شيكما بمدينة عسقلان في الأراضي المحتلة عام 1948.

وبعد استشهاد الرنتيسي، أصدرت ما يسمى “محكمة الصلح” في عسقلان أمر حظر نشر خبر وفاته لمدّة ستة أشهر، بالإضافة إلى كلّ ما يتعلّق بهذه القضية، بما في ذلك أمر حظر النشر. يُذكر أنّ صلاحية الأمر الإسرائيلي انتهت في مايو/ أيار الماضي.⁠

اليوم جريمة قتل بشعة وبمنتهى البشاعة بحق طبيب فلسطيني آخر في سجون الاحتلال،

قتلت “إسرائيل” الطبيب بروفيسور إياد الرنتيسي دون أي ذنب يُذكر إلا أنه كان على رأس عمله في مستشفى العودة في الشمال،

لا أعلم ما هو سر الصمت من أطباء رام الله والداخل والجوار، فكل ما يطلبه الطبيب الفلسطيني…

— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) June 18, 2024

مدير مستشفى كمال عدوان، الطبيب حسام أبو صفية، أكد أنّ الاحتلال اعتقل زميله إياد الرنتيسي عند حاجز عسكري أثناء محاولته الانتقال من شمال غزة إلى الجنوب، بعدما أمر جيش الاحتلال بتهجير سكان غزة وشمالها في إطار الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

بعد استشهاد الدكتور عدنان البرش الاحتلال اعترف باستشهاد الدكتور اياد الرنتيسي
الدكتور استشهد بعد أسبوع منّ اعتقاله،
استشهد من التعذيب
مش عارفة كم شهيد من الكوادر الطبية لازم يوصل لحتى المؤسسات تتدخل وتعرف مصيرهم
الرنتيسي مستشهد من أول أسبوع اعتقال ولليوم لتم الاعتراف بجريمتهم! pic.twitter.com/mJYhyLJ79Q

— أ (@uzisall) June 18, 2024

وأضاف أبو صفية أنّه لم يتلقَّ هو ولا عائلة الطبيب الرنتيسي أيّ معلومات عن مصيره، بعد ذلك.

والدكتور إياد الرنتيسي الطبيب الثاني من قطاع غزة إلى جانب عدنان البرش اللذَين تعلن سلطات الاحتلال عن استشهادهما في معتقلاتها، ولا يُعلَم كم من الحالات المشابهة سوف تظهر قريباً أو بعد مدّة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي: إن إعدام الاحتلال “الإسرائيلي” للدكتور الطبيب إياد الرنتيسي داخل السجون جريمة مُروّعة تستوجب تحقيقاً دولياً، مطالبا بالإفراج عن 310 من الكوادر الطبية يتعرضون للتعذيب.

وأضاف: بمزيد من الحزن والألم تلقينا نبأ إعدام الاحتلال “الإسرائيلي” للدكتور الطبيب إياد الرنتيسي رئيس قسم الولادة بمستشفى كمال عدوان داخل سجون الاحتلال تحت التعذيب، حيث تم اعتقاله منذ شهور واقتياده إلى زنازين معتقلات الاحتلال ثم تم إعدامه.

الدكتور عدنان البرش واليوم إياد الرنتيسي، تتكرر الجريمة بنفس التفاصيل وتتنحّى القوانين الدولية في حضرة دمائنا إلى موقع الصامت بل والمؤيد.
يُختطف الطبيب من بين مرضاه ويُغيّب في السجون دون تهم ثم يصدر خبرٌ مقتضب يُخبر العالم بلا خجل أو خوف أنه قد ارتقى تحت آلة التعذيب الصهيونية. pic.twitter.com/v9gTbys8Mg

— البلاد (@elbilad48) June 18, 2024

وأفادت التقارير الأولية الواردة حول الشهيد الطبيب د. إياد الرنتيسي بأن الاحتلال أعدمه من خلال قوة سجانين “إسرائيلية” حيث عرّضته للتعذيب بالصعق بالكهرباء وممارسة أشكال مختلفة من التعذيب بحقه، مما أدى إلى استشهاده منذ شهور ولكن الاحتلال تكتّم على استشهاده، ولم يعلن عن جريمته الوحشية.

وأشار المكتب الإعلامي إلى أن هذه الجريمة تُذكرنا بجريمة سابقة أعدم الاحتلال خلالها الدكتور الطبيب عدنان البرش داخل السجون بعد تعريضه للتعذيب بشكل ممنهج، كما وتذكرنا بجريمة إعدام الاحتلال لـ499 من الكوادر الطبية، وكذلك جريمة الاحتلال باعتقال 310 كادراً طبياً يتعرضون للتعذيب الشديد داخل السجون في إطار إبادتهم وإعدامهم أمام صمت دولي فظيع وغير مسبوق.

وزارة الصحة في غزة| بعد الإعلان عن استشهاد الطبيب إياد الرنتيسي ومن قبله عدنان البرش في سجون الاحتلال.. نناشد جميع المؤسسات الأممية والحقوقية ضرورة الكشف عن مصير عشرات الكوادر الصحية الذين تم اختطافهم من المستشفيات وهم يقومون بواجبهم الإنساني. pic.twitter.com/sscX9ZpFAA

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) June 18, 2024

وحمّل الاحتلال “الإسرائيلي” والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الطواقم الطبية سواء تلك التي مازال يعتقلها جيش الاحتلال أو العاملين في المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة.

وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية القانونية للكوادر الطبية الفلسطينية والسماح لها بالعمل بحرية خلال أوقات الحرب دون تخويف من الاعتقال ودون تهديد بالقتل والاغتيال طبقاً لاتفاقية جنيف الرابعة ومراعاة للمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية.

ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والدولية إلى فتح تحقيق دولي في جرائم اعتقال وإعدام الكوادر الطبية الفلسطينية على يد الاحتلال “الإسرائيلي”، وعلى رأسهم قضيتي إعدام الطبيبين إياد الرنتيسي وعدنان البرش، وإحالة المجرمين المتورطين في هذه الجرائم إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم.

كما دعا المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية والإنسانية والحقوقية للضغط على الاحتلال “الإسرائيلي” للإفراج العاجل عن جميع الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي الفلسطيني بشكل فوري وعاجل ودون مماطلة.

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك مطلع مايو/أيار الماضي استشهاد معتقلين اثنين من قطاع غزة، أحدهما الطبيب عدنان البرش (50 عاما) رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء.

واتهم بيان مشترك الاحتلال بتنفيذ عملية اغتيال متعمدة بحق الطبيب البرش، مضيفا أن جيش الاحتلال اعتقل الطبيب عدنان البرش في ديسمبر/كانون الأول الماضي أثناء وجوده في مستشفى العودة مع مجموعة من الأطباء.

ووفق الشؤون المدنية الفلسطينية؛ فإن البرش استُشهد في سجن عوفر (قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة) في 19 أبريل/نيسان الماضي، ولا يزال جثمانه محتجزا، وكان قد تعرض لإصابة خلال وجوده في المستشفى الإندونيسي قبل نحو 5 أشهر.

وفي وقت سابق، نشر موقع إنترسبت تقريرا يسلط الضوء على محنة الأطباء الفلسطينيين في غزة، ويشير التقرير إلى أن مئات من أعضاء الأطقم الطبية في غزة استشهدوا أو تعرضوا للاعتقال والتعذيب الجسدي.

واعتقلت قوات الاحتلال آلاف المعتقلين من قطاع غزة ولا تزال تخفيهم قسرًا، وأخضعتهم لتعذيب وحشي، وقد استشهد العشرات منهم وفق ما ذكرته وسائل إعلام عبرية.

وكشفت هآرتس عن استشهاد 36 معتقلا فلسطينيا “سدي تيمان” وشهيدين بمركز اعتقال عناتوت إضافة إلى استشهاد شخصين في الطريق إلى مركز الاعتقال. ولا تشمل هذه الأرقام الفلسطينيين من غزة الذين توفوا بمراكز الاحتجاز التي تديرها إدارة السجون الإسرائيلية.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة