[[{“value”:”
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام
منذ 8 أكتوبر، موعد بدء المواجهة على الساحة الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، لم يعلن حزب الله إلا مرة واحدة عن اغتيال قائد ضمن صفوفه وهو وسام طويل. وفي 12 حزيران، بعد أكثر من 8 أشهر، أعلنها للمرة الثانية. نعى رسميا «المجاهد القائد طالب سامي عبدالله – الحاج أبو طالب».
وتبين أن عبدالله تولى مهام عسكرية عديدة في الحزب خارج لبنان، خصوصا في البوسنة، قبل أن يتم اغتياله في جنوب لبنان، وبحسب مصادر فإنّ رتبته العسكرية من أعلى الرتب التي يتقلدها القادة في الحزب.
مكان الاغتيال كان في غارة غير مسبوقة في الحرب، على بلدة جويا قرب مدينة صور جنوب لبنان ليل 11 حزيران، قضى فيها كل من «أبو طالب» الذي يبلغ من العمر 55 عامًا، ومعه محمد حسين صبرا وعلي سليم صوفان وحسين قاسم حميّد، حين كانوا في اجتماع أمني. وتبنى الجيش الإسرائيلي رسميا العملية.
وسرعان ما تم بعدها ظهور المعلومات عن القائد الخفي في حزب الله منذ زمن بعيد، لم يكشف اسمه علنا إلا بعد عملية الاغتيال، حاله حال الكثير من هويات القادة الذين تبقى أسماؤهم وألقابهم سرية لفترة طويلة.
رفيق طويل.. وسليماني
بحسب ما وصفه مصدر أمني لوكالة «رويترز» فإن طالب سامي عبد الله هو أبرز قائد في حزب الله يستشهد في المواجهات المستمرة مع الجيش الإسرائيلي.
وكشفت معلومات خاصة نشرتها مواقع لبنانية مقربة من الحزب إنه «قائد مسؤول عن وحدة المسيرات والصواريخ الموجهة والدقيقة في الحزب وهو كان القائد المباشر للشهيدين القائدين وسام الطويل وحسان اللقيس الذي اغتاله الموساد بكاتم للصوت قرب منزله في الضاحية في العام 2013».
وكشفت مواقع لبنانية إن عبدالله «كان بصدد عقد اجتماع مع عدد من الكوادر منهم محمد صبرا وعلي صوفان والقصف طال منزل علي صوفان حيث اللقاء فور وصول الاربعة اليه».
قبله كان وسام طويل الذي تم اغتياله في غارة من مسيرة إسرائيلية على سيارة في خربة سلم في 8 كانون الثاني الفائت، وهو الذي شارك في عمليات نوعية قبل التحرير عام 2000، وشارك في عملية الأسر عام 2006 التي أدت إلى عدوان تموز على لبنان، وقاد في 2023 عمليات ضد جيش الإحتلال على الحدود اللبنانية الفلسطينية دعما لمعركة «طوفان الأقصى» في غزة.
وكشفت مصادر أمنية لـ«رويترز» بأن «أبو طالب» هو قائد الجماعة بالمنطقة الوسطى من الشريط الحدودي الجنوبي، الذي يضم بعض البلدات الأكثر تضررا من تبادل إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل خلال الأشهر الثمانية الماضية. وقالت المصادر التي اشترطت عدم نشر أسمائها إن دور عبد الله لا يقل أهمية عن دور طويل.
صورة تجمع طالب عبدالله بسليماني
في السياق ذاته، نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية صورة للقائدين المذكورين، في حين نشرت وسائل إعلام إيرانية صورة تجمع «أبو طالب» مع قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة مطلع عام 2020 قرب مطار بغداد الدولي.
قائد وحدة نصر
ويشغل أبو طالب منصب قائد وحدة نصر في حزب الله، والتي تتقاسم منطقة عمليات جنوب نهر الليطاني بالشراكة مع وحدة عزيز، وتشرف على نطاق عملياتي مهم جدا يبدأ من منطقة بنت جبيل وصولاً إلى مزارع شبعا، بمعنى أنها تشكل النسق الدفاعي الأول لحزب الله عن جنوب لبنان.
كما يعد أبو طالب بشغله لهذا الموقع بمثابة قائد لواء، وهو المسؤول عن القتال الضاري الذي خاضته المقاومة اللبنانية طيلة هذه الحرب في الجبهة الشمالية، بخاصة ضد تلك العمليات التي استهدفت اللواء الشرقي من فرقة الجليل المعادية (الفرقة 91).
وقضى أبو طالب بعد أن اطمأنّ أن ما يسمى كريات شمونة استحالت خراباً بعد أن أصبحت خاوية على عروشها، وصارت تسمى (ذكريات شمونة) نظراً لنزوح سكانها واستيطانهم وسط الكيان بلا أمل ولا رغبة في العودة اليها.
كما قضى تقبله الله بعد أن أصبحت مواقع فرقة الجليل كومة ركام والتي من المرجح أنها ستشهد عمليات صاخبة غداً، وغير مسبوقة ربما رداً على الاغتيال، وتأكيداً على أن وحدة نصر التي عملت بكل هذا الزخم في الأشهر الطويلة الماضية لا زالت بكامل حيويتها وصلابتها.
عالمية الجهاد
الباحث الفلسطيني في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد يؤكد أنّ أبو طالب يعتبر قائداً تاريخياً في المقاومة الإسلامية، حيث انخرط في جبهات القتال في حرب البوسنة أوائل التسعينات، نصرة للمسلمين هناك، إلى جانب القائد الإسلامي علي عزت بيجوفيتش.
ويضيف أنّ عالمية الجهاد هذه التي تمثلها أبو طالب، من البوسنة إلى فلسطين، تجعلنا نتوقف طويلاً عند طبيعة الرجل، والهم الطويل الذي شغله، والقضية الكبرى التي تملّكته ردحاً طويلاً من الزمن.
ويختم بالقول: تقبل الله أبا طالب، وتقبل الله كل دم أريق لأجل فلسطين، وكل طلقة أقضّت مضجع إسرائيل.
“}]]