[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
على حين غرّة، غارة إسرائيلية قاتلة شنتها طائرات الاحتلال على سيارة أمام مركز إيواء في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 8 من أفراد الشرطة الفلسطينية.
ووفقاً لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام، فقد نُفّذت الغارة الإسرائيلية في وقت كان المكان يكتظ بالنازحين، وأمام واحد من أكبر مراكز الإيواء في دير البلح وسط القطاع، وهي الكلية التقنية، حيث ينزح فيها آلاف المواطنين الذين فرّوا من نار القصف الهمجي الصهيوني.
وأضاف المراسل أنّ أشلاء الشهداء تناثرت في المكان جراء الغارة الغادرة، في مكان من المفترض أن يكون “آمناً” وفق مزاعم جيش الاحتلال، إلا إنّ الوقائع والمجريات أثبتت زيف هذا الادعاء مجدداً، فالقتل يلاحق الفلسطينيين في غزة أينما حلّوا أو ارتحلوا.
أحد شهود العيان، الذين عايشوا الغارة أثناء حدوثها، قال لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام إنّه صباح اليوم كان الناس في حالة ازدحام شديد، في منطقة الكلية في دير البلح، فمنهم من يذهب لتأمين المياه والخبز، ومنهم من يجلس في الشارع هرباً من حالة الزحام الرهيب.
وفجأة، ودون سابق إنذار، مسيرة إسرائيلية تقصف سيارة للشرطة، دون أي مراعاة للمكان، ولا لخيام النازحين، ولا لاعتبار دير البلح من المناطق “الآمنة” كما يدّعي الاحتلال. ونتج عن ذلك مجزرة مروعة وأشلاء تناثرت في المكان، وفق شاهد العيان.
وأضاف الشاهد أنّ حالة من الرعب الشديد سادت المكان، ولم يجد الناس مركبات لنقل الشهداء والجرحى سوى العربات التي تجرها الحيوانات.
المواطنة مروة أبو العطا هي زوجة الشهيد حاتم أبو هاشم، أحد الشهداء الثمانية الذين ارتقوا صباح اليوم. قالت لمراسلنا إنّ زوجها تطوع في جهاز الشرطة لفرض الأمن قبل أسبوعين فقط، وها هو اليوم يرتقي شهيداً في الغارة.
وتضيف الزوجة المكلومة والدمع في عينيها: ترك لي أربعاً من البنات وطفلاً رضيعاً، “كل ما فعله أنّه تطوع لفرض الأمن والنظام في المدينة”، حسبنا الله ونعم الوكيل.
وشدّدت على أنّ زوجها كان في مهمة وطنية، لكي يفرض النظام والأمن في البلد، من أجل تسيير حياة الناس وتنظيم أمورهم.
واستشهد بصحبة حاتم أبو هاشم 7 آخرون هم: محمد العبويني، ومحمد ضاهر العبويني، معاذ نوفل، لؤي العجلة، محمد أبو حميدان، محمد الكومي، ووسام حجاج.
أكذوبة المناطق الآمنة
جريمة الاحتلال في دير البلح تؤكد أكذوبة المناطق الآمنة التي يخصصها جيش الاحتلال للمدنيين للتوجه إليها. وتؤكد تقارير إعلامية وحقوقية ارتكاب الاحتلال عشرات المجازر المروعة في تلك المناطق، ومن أمثلتها محرقة الخيام قبل أيام في غرب مدينة رفح.
وأدان رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، سلامة معروف، جريمة قصف سيارة الشرطة من قِبَل الاحتلال، وأكّد أنها جريمة تهدف لإرباك الجبهة الداخلية، وإحداث حالة من الفوضى، ومنع أي محاولة لتسيير حياة المواطنين وتقديم الإغاثة لأبناء شعبنا.
وفي بيان له، حيّا معروف حالة التكاتف التي يعيشها شعبنا، داعيا إلى مزيد من التكافل والتضامن وتفويت الفرصة على الاحتلال.
النازحون.. ورحلة البحث عن المناطق الآمنة
من ناحيته، قال دياب الجرو، رئيس بلدية دير البلح، لمراسلنا إن المناطق الآمنة أكذوبة إسرائيلية، فالاحتلال يجمع الناس في مناطق ضيقة ومنعدمة الخدمات بفعل القصف والهمجية الصهيونية، ثم يقوم بقصفهم، وهو بذلك يحاول إيهام العالم بأنه لا يستهدف المناطق الآمنة ولا المدنيين.
وأضاف أنّ الاحتلال دمر شوارع وشبكات الصرف الصحي وآبار المياه في دير البلح، وهو بذلك يمارس الإبادة الجماعية في قلب المدينة التي يدّعي زوراً أنها من المناطق الآمنة.
وأكد رئيس البلدية أنّ استهداف عناصر الشرطة محاولة مكشوفة لنشر الفوضى في المدينة التي تعجّ عن بكرة أبيها بالنازحين.
“}]]