حرب الإبادة الجماعية بغزة تحرق أحلام طلبة الثانوية العامة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة والتي بدأت قبل 8 أشهر حرمت طلبة الثانوية العامة من أداء الاختبارات التي تؤهلهم لدخول الجامعات.

ولن يكون في مقدور طلاب الثانوية العامة في غزة هذا العام الالتحاق بهذا الاختبار للمرة الأولى منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، نظراً لتداعيات العدوان الإسرائيلي المتواصل، وتدمير البنية التحتية للمدارس والمنشآت التعليمية، وغياب الكوادر العاملة وتحول المدارس إلى مراكز إيواء.

وتقتصر مشاركة بعض الطلاب من خلال السفارات الفلسطينية الموجودة في الدول التي استطاع بعض الطلاب الغزيين السفر إليها خلال فترة الحرب، على أن يتم النظر في مصير الطلاب بعد انتهاء الحرب واتضاح مصير العملية التعليمية.

ولن يكون بمقدور الطالب الطيب سميح أن يتقدم هذا العام لامتحانات الثانوية العامة جراء حرب الإبادة الجماعية بغزة و المتواصلة منذ السابع من أكتوبر حيث توقفت العملية التعليمية بشكل كامل منذ ذلك الحين.

يمنى الطيب نفسه بانتهاء الحرب قبل انفراط عقد العام الدراسى بشكل كامل وهو أمر يبدو أنه لم يحدث واستحالة إجراء الامتحانات.

يضيف الطيب لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام إن ضياع العام الدراسي هذا العام سيؤدي لضياع عام كامل من حياته دون أفق
لما سيكون عليه العام الدراسي المقبل.

إلى ذلك، يقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة إن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضيّعت العام الدراسي على طلبة المدارس والجامعات، في ظل استمرارها وقصف المدارس والجامعات، ودمرت مستقبل الطلاب بشكل يظهر ويبين مدى وحشية الاحتلال وممارساته.

يضيف في حديث صحفي أن حرب الإبادة أدت إلى تدمير 103 مدارس وجامعات بشكل كلي، و309 مدارس وجامعات بشكل جزئي، وقتل أكثر من 10.000 طالب وطالبة في المدارس والجامعات بدم بارد، ومن دون ذنب في ظل وحشية الاحتلال وظلمه”.

ويشدد على أن الضرر الأكبر وقع على طلاب الثانوية العامة، على اعتبار أنها مرحلة مهمة وتنقل الطلاب من التعليم الأساسي إلى التعليم الجامعي أي المستقبل. بالتالي، تضرر حوالى 40.000 طالب وطالبة من طلاب الثانوية العامة في غزة من هذه الحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال.

أما الطالب معاذ الحاج يشعر بخيبة أمل جراء عدم الالتحاق باختبارات الثانوية العامة، بفعل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة.

ويعيش الحاج من سكان خانيونس، آثارًا نفسية صعبة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية وتعليق العملية التعليمية، خاصة أنه كان يحلم بإنجاز المرحلة الثانوية بتميز والحصول على معدل عالٍ يؤهله للالتحاق بكلية الطب.

ويقول الحاج الحاصل على معدل 98 بالمائة في الصف الحادي عشر الفرع العلمي: “كان لديّ الكثير من الأمل والطموحات في الالتحاق بكلية الطب بعد اجتياز اختبارات الثانوية التي تنعقد في يونيو/ حزيران المقبل، ولكن بسبب الحرب، انهدمت أحلامنا وطموحاتنا، وما نتمناه الآن هو انتهاء الحرب”.

ويضيف لمراسلنا: “كنا قبل الحرب ندرس في البيت بأمان وهدوء، لكن الحرب قلبت الأمور رأساً على عقب، ولم نعد ندرس بشكل جيد”.

ولم يتمكن الطالب من الاحتفاظ بالكتب المدرسية ودفاتره التعليمية بسبب قصف جيش الاحتلال منزل عائلته في شرق خانيونس.

ويتابع القول: “نحن نعيش في خيمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة في مدينة دير البلح وسط القطاع، تحت وطأة الحر الشديد، ونحصل على المياه والطعام بصعوبة، وبدلاً من أن أدرس، أصبحت أجمع الحطب لطهي الطعام”.

وبحسب وزارة التربية والتعليم العالي، فإن عدد المسجلين لامتحان الثانوية العامة من طلبة قطاع غزة بلغ 1119 طالباً فقط (من أصل نحو 40 ألف طالب ثانوية بغزة).

وأكدت الوزارة في وقت سابق، التزامها بعقد دورة خاصة لطلبة الثانوية العامة الموجودين في القطاع عند انتهاء الحرب الإسرائيلية واستكمال المادة التعليمية المقررة.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 116 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة