تل أبيب -PNN- يضع تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول أنشطة إيران النووية في الأشهر الماضية، تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التي ادعى فيها أن إسرائيل انتصرت على المحور الإيراني، “محل شك”، بعد أن أظهر أن إيران باتت قريبة من ترسانة أسلحة نووية، “فيما تغوص إسرائيل في وحل غزة”، وفق ما جاء في مقال رئيس تحرير صحيفة “هآرتس”، ألوف بِن.
وبحسب التقرير، فإنه في بداية الحرب على غزة، في تشرين الأول/أكتوبر العام 2023، كان بحوزة إيران 128.3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وارتفعت هذه الكمية بأكثر من ثلاث مرات، وبات بحوزة إيران 408.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.
وتحتاج إيران إلى درجة تخصيب واحدة لتصل إلى نسبة 90% كي يكون بإمكانها تحويل المادة الانشطارية إلى عشر قنابل ذرية، خاصة وأن البنية التحتية والخبرة والقدرة متوفرة في إيران منذ مدة، والفترة المطلوبة لتخصيب نهائي “تراوح الصفر”، وفقا لبِن.
واعتبر بِن أن إيران استغلت الحرب على غزة من أجل تطوير برنامجها النووي، وأنها بدأت في 5 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بتجميع أكثر ما يمكن من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، الذي جمعته منذ بداية الحرب على غزة، لرفع نسبة التخصيب إلى 60%، وبوتيرة أكبر بسبع مرات عما سبق، وتحريك “العتبة النووية” إلى نقطة الانطلاق قبل الأخيرة.
ولم تجد الوكالة الدولية أدلة على وجود برنامج لتركيب رؤوس حربية نووية، كما أن الاستخبارات الأميركية تقدر أنه لا يوجد تطوير كهذا حاليا. وأشار بِن إلى أنه بناء على ذلك، فإن إيران بحاجة إلى فترة إضافية كي تضع القنابل على صواريخ بمقدورها الوصول إلى إسرائيل.
ورأى بِن أن “الإيرانيين عملوا بتوقيت مريح”. ففي كانون الأول/ديسمبر الماضي، كانت الولايات المتحدة في فترة انتقالية بين الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب. وإدارة بايدن كانت تعاني من خسارة الانتخابات وتتخوف من عودة ترامب، فيما بايدن نفسه كان مريضا وبالكاد قادر على العمل.
وفي موازاة ذلك، “كانت إسرائيل في نشوة انتصار إثر انهيار حزب الله ونظام الأسد، وتستعد لاحتلال غزة وطرد سكانها، بعد رحيل بايدن ورفع ترامب القيود على الجيش الإسرائيلي”.
وتباهى نتنياهو، في مقابلة معه نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” في 20 كانون الأول/ديسمبر، “بانتصاره” في الحرب والضربة الشديدة التي وجهتها إسرائيل لإيران.
لكن بِن لفت إلى أن “نتنياهو لم يتحدث، وربما لم يكن يعلم، أنه في الوقت نفسه عمل المهندسون النوويون في (المنشأة الإيرانية) فوردو على الانطلاق الكبير نحو القنبلة. وخصمه الأكبر، الزعيم الإيراني علي خامنئي، استغل الفرصة كي يفرض وقائع إستراتيجية تضع تباهي نتنياهو في الظل”.
واعتبر بن أنه “كان بإمكان خامنئي أن ينقذ ’حلقة النار’ التي أقامتها إيران حول إسرائيل، لو أنه دفع حلفاءه إلى وقف إطلاق نار في بداية الحرب. لكن خامنئي اختار الاستمرار في القتال والمخاطرة بإطلاق صواريخ على إسرائيل، وعندها شاهد عاجزا هجوم البيجرات على حزب الله، واغتيال حسن نصر الله، وسقوط الأسد، وتدمير غزة والقصف الإسرائيلي الذي دمر الدفاعات الجوية في بلاده. وانهارت دفعة واحدة القدرات العسكرية التي طورتها إيران. لكن هذا ليس صدفة، فلعبة الشطرنج إيرانية: لقد ضحى خامنئي بـ’الوكلاء’ وركّز على القدرة النووية. وتبين أنه في الوقت الذي بدت فيه إيران ضعيفة وتتعرض لضربات أكثر من أي وقت مضى، قامت بتسريع تخصيب اليورانيوم”.
وأضاف بِن أن “خامنئي ونتنياهو يصلان الآن إلى الاختبار الحقيقي، الذي سيقرر نتائج الحرب وتوازن القوى في الشرق الأوسط. وعلى ما يبدو أن إيران تقدر أن إسرائيل غير قادرة على تدمير البرنامج النووي، سواء كان ذلك بسبب النقص بالذخيرة الملائمة، أو بسبب معارضة ترامب، الذي يخشى من تورط عسكري وارتفاع أسعار النفط ويفضل اتفاق نووي جديد”.
وخلص إلى أن “نتنياهو يحاول التلميح إلى أن الحظر المعلن من جانب ترامب على هجوم إسرائيلي في إيران هو عمليا موافقة صامتة عملية عسكرية مفاجئة، تمنح الأميركيين ’حيّز إنكار’. وكل واحد من الجانبين يتصرف كأن أوراق اللعب بيده، وينتظر قرار البيت الأبيض – اتفاق نووي يدحرج القضية إلى المستقبل، أو ’أم جميع الحروب’”.