أنقرة / PNN – يلتقي وفدان روسي وأوكراني الإثنين في مدينة اسطنبول التركية، لإجراء جولة ثانية من المباحثات المباشرة غداة هجوم شنته كييف بمسيرات على مطارات حربية في روسيا يعتبر الأوسع منذ بدء النزاع.
وكانت موسكو وكييف عقدتا مباحثات مباشرة أولى في 16 أيار/ مايو في اسطنبول، لكنّها لم تؤد إلى نتيجة ملموسة، إذ التزمت الدولتان فقط بعملية تبادل أسرى واسعة النطاق.
ويعقد هذا اللقاء الذي يبدأ عند الساعة 13,00 ظهرا بالتوقيت المحلي (10,00 بتوقيت غرينتش) في قصر تشيراغان العثماني الذي حُوّل إلى فندق فخم برعاية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
ويأتي هذا اللقاء غداة هجوم منسق واسع شنّته كييف على الأراضي الروسية استهدف أربعة مطارات عسكرية روسية، وعشرات الطائرات بينها قاذفات استراتيجية.
وأفاد الجيش الروسي صباح الاثنين بأنه أسقط 162 مسيّرة أوكرانية غالبيتها في منطقتي كورسك وبيلغورود الحدوديتين مع أوكرانيا.
ووصل الوفد الروسي مساء الأحد إلى اسطنبول وفق وسائل الإعلام الرسمية السورية فيما حضر الوفد الأوكراني صباح الاثنين.
وكانت المحادثات المرتقبة محور حديث هاتفي الأحد بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو، على ما نقلت وكالة “تاس” للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية.
وأعلنت روسيا أنها ستقدم “مذكرة” تتضمن شروطها لعقد اتفاق سلام، فيما رفضت عرضها مسبقا على أوكرانيا كما طالبت كييف.
يذكر أن الجانبان بعيدان عن التوصل إلى اتفاق، سواء كان هدنة أو تسوية طويلة الأمد.
فيما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في منشور له عبر منصات التواصل الاجتماعي الأحد، أنّ أولويات أوكرانيا هي “وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط” و”عودة الأسرى” وأطفال أوكرانيين تتّهم كييف موسكو بخطفهم.
وأبدى زيلينسكي رغبته في عقد لقاء مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما سبق للكرملين أن رفضه مرات عدة.
وترفض موسكو “وقف إطلاق النار غير المشروط” الذي تطالب به كييف والغرب، وتشدد على حلّ ما تسميه “الأسباب الجذرية” للصراع، في إشارة إلى سلسلة من المطالب المتطرفة.
وتطالب روسيا أوكرانيا بالتخلّي نهائيا عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والتنازل لها عن المناطق الخمس التي تقول إنّها ضمّتها.
غير أنّ أوكرانيا تؤكد أنّ هذه الشروط غير مقبولة وتطالب في المقابل بانسحاب القوات الروسية من أراضيها.
وتريد أوكرانيا أيضا ضمانات أمنية ملموسة مدعومة من الغرب، مثل حماية من حلف شمال الأطلسي أو انتشار قوات غربية على أراضيها، وهو ما تستبعده روسيا.
وقد خلفت الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات عشرات آلاف القتلى من المدنيين والعسكريين الروس والاوكرانيين.
سيكون المفاوض الروسي الرئيسي في اسطنبول فلاديمير ميدينسكي، وهو مستشار متشدد لبوتين قاد محادثات 2022 الفاشلة وأعدّ كتبا مدرسية تتضمّن تبريرات للغزو وشكك في حق أوكرانيا في الوجود.
وسيرأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف الذي يعتبر مفاوضا ماهرا لكن وزارته لا تزال غارقة في الفضائح.
وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية في برلين الأحد إن “مستشارين دبلوماسيين” من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا “سيكونون على الأرض (…) بالتنسيق الوثيق مع فريق التفاوض الأوكراني”.
وأعلنت أوكرانيا الأحد أنها استهدفت حوالي 40 طائرة عسكرية روسية بضربات على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها، مشيرة إلى أنّ الخسائر تقدر بـ7 مليارات دولار.
ونُفّذت هذه العملية واسعة النطاق باستخدام طائرات مسيرة تسللت إلى روسيا ثم استهدفت قواعد عسكرية.
ومن الصعب توقع بآثار هذه الخطوة على القدرات العسكرية الروسية، إلا أنّها تتسم بأهمية رمزية قبيل المفاوضات الجديدة.
لكن على الأرض، تواجه كييف صعوبات مع إحراز القوات الروسية تقدّما خلال الأيام الأخيرة، وخصوصا في منطقة سومي الأوكرانية (شمال شرق).
وقد تسعى موسكو لإقامة منطقة عازلة لمنع أي توغل أوكراني كما حدث الصيف الماضي في كورسك الروسية الواقعة قبالة منطقة سومي.