[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
على الرغم من كل التحليلات والآراء التي تتعاطى مع قضية إعلان الدول الأوروبية الواحدة تلو الأخرى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إلا أنّ العامل المشترك الأكبر فيها هو ما قدمه الشعب الفلسطيني وأهل غزة من تضحياتٍ عظيمةٍ بعد طوفان الأقصى المبارك، ما كان للعالم أن يلتفت لها قيد أنملة لولا ذلك، وسنوات الضياع التي عاشتها الساحة الفلسطينية عبر “المفاوضات العبثية” أكبر شاهدٍ على ذلك، بحسب مراقبين.
هو طوفان الأقصى وحد لا غير الذي بدّل المعادلات وقلب الموازين وأعاد القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال العالم الظالم – رغم أنفه – ليأتي بعد الطوفان بذرة جديدة ستكون عنوانًا مختلفًا لدولة فلسطينية أصلها ثابت ورأسها في السماء رغم إجرام الصهاينة ومن خلفهم من داعميهم الأكثر إجراما، ولتكون صفعة جديدة للكيان الغاصب الذي كشفت ردود فعله على الخطوة الأوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة حجم “المسّ” والصدمة التي تلقاها وقادته المتورطين بحرب الإبادة الجماعية في غزة.
خطوة سياسية مهمّة
من جانبه وصف الرئيس التنفيذي لـ “المجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية” مستقل مقره بروكسل، ماجد الزير، اعتراف إيرلندا والنرويج وإسبانيا بالدولة الفلسطينية، بأنه “خطوة سياسية مهمة وهي استراتيجية في توقيتها والظروف التي جاءت في سياقها”.
واعتبر الزير، في تدوينة له على حسابه في منصة “إكس”، اليوم الأربعاء، القرار بأنه “انتصار علني للمظلمة الفلسطينية ودعما لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، ورفضا للجرائم والإبادة الجماعية وإدانة متقدمة لسياسات دولة الاحتلال”.
وقال الناشط الفلسطيني، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الهيئة العامة لـ “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج” إن الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية “تنسجم مع المد الشعبي الأوروبي الداعم للقضية في أوروبا”.
وأشار إلى استطلاعات مؤسسة Yougov منتصف شهر نيسان/أبريل الماضي، على شريحة من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا والسويد، “تؤكد التحول النوعي في الرأي العام الأوربي وانحيازا للرواية والسردية الفلسطينية وإدانة للجرائم وإدانة الشريحة المستطلعة في الدول الخمس للانحياز الرسمي لدولة الاحتلال”.
ورأى الزير أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية “خطوة تنسجم مع الحراك القانوني في لاهاي من قبل دعاوى جنوب إفريقيا، وبعدها نيكاراغوا وآخرها قرار المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بحق رئيس وزراء دولة الاحتلال ووزير دفاعه بطلب ملاحقتهم كمجرمي حرب”.
وشدد على أن خطوة الاعتراف “تعبر عن تراجع للأصوات الأوروبية المتحيزة وشقوق في جدار الانحياز الأوربي الجمعي لدولة الاحتلال”.
ورأى الزير أن “هذه الدول الثلاث (إسبانيا، إيرلندا، النرويج) تستحق التحية والثناء والدعم “، ودعا المؤسسات الشعبية في أوروبا أن “ترسل رسائل شكر بصور متعددة إما مباشرة لمكاتب رؤساء الوزراء أو عن طريق مخاطبة السفارات في دولها”.
خطوة الاعتراف لها وعليها
وعلى الرغم من الإشادة بالخطوة وإيجابيتها إلا أنّ محللين سياسيين يرفضون أن تكون هذه الدولة بالمقاسات السابقة التي صاغها الغرب في سلطة كشف طوفان الأقصى أنها أشبه بالوهم والسراب الذي يسمن ولا يغني من جوع أمام هجمة العدوان الغاشم على كل الشعب الفلسطيني، لا سيما وأنّه موقف المتفرج بل والمشكك والمعادي في أغلب الأحيان.
وقال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة في تدوينة له على منصة إكس، بعنوان: أسئلة بشأن اعتراف أيرلندا والنرويج وإسبانيا بالدولة الفلسطينية.
وأضاف، أولا لمن يعتبرون الأمر “انتصارا عظيما”: هل تحقّق “الانتصار” ببطولة غزة ومقاومتها وصمود وتضحيات أهلها، أم بجهود سفارات سلطة رام الله التي تستهلك نسبة كبير من أموال الشعب الفلسطيني، ويستفيد منها محاسيب القيادة؟!
وشدد على أنّ الجواب معروف، رغم أن بعضهم سيجادل!
وتابع بالقول: تذكير: قيادة السلطة وكتائبها الإعلامية وسفاراتها مشغولة منذ شهور بهجاء “حماس” و”مغامرتها” بـ”طوفان الأقصى”. هل سمعتم كلام “السيد الرئيس” في القمّة العربية؟!
ونوه الزعاترة إلى أنّه قال بالنص إن العملية “التي نفّذتها حماس بقرار منفرد وفّرت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزة، وتُمعن فيه قتلا وتدميرا وتهجيرا”.
وتساءل: هل يعني ذلك أن الاعترافات المذكورة بلا قيمة؟
واستدرك بالقول: ستكون كذلك، بل ربما أسوأ، إذا تمّ استخدامها كمبرّر لاستمرار قيادة رام الله في نهجها الكارثي، واعتبار سلطتها التافهة في الضفة الغربية هي الدولة، فيما تترك التحرير للأجيال القادمة!
وقال الزعاترة: لكنها ستكون جيّدة إذا ذكّرت بأنها جاءت نتاج المقاومة والصمود، وليس نتاج الهزيمة والانبطاح، ونظريات “احمونا” و”العيش تحت بساطير الاحتلال”، ومنح الغزاة “أرخص احتلال في التاريخ”، والتي تعرفون صاحبها بكل تأكيد، ومن هي “القبيلة الحزبية” التي تقف من خلفه.
وشدد المحلل السياسي على أنّ هذه الدولة ستكون جيّدة إذا أعادت تصحيح البوصلة، وجعلت التحرير عبر المقاومة هو الخيار والمسار، وليس الدولة كبديل عن التحرير، كما فعلت وتفعل عصابة “أوسلو”!
جهود عربية مشكورة ودعوة للانفتاح على حماس
أمّا الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، فأشاد بالجهود العربية التي بذلت بشان الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقال إنّ الجهد السياسي السعودي مهم وينظر إليه باهتمام وتقدير فلسطيني وإسلامي، وللعلم الاشتراطات السعودية في وجه التطبيع قوية.
وأضاف بالقول: أتمنى من المملكة التمسك بشروطها إن كان إقامة الدولة الفلسطينية أو تدشين مشروع نووي عربي.
وشدد المدهون على أنّ طوفان الأقصى أثبت أن الاحتلال أضعف من أن يُفيد غيره وأنه كيان آيل للسقوط، كما أثبتت ردود فعل نتنياهو وفريقه أنه يحمل نظرة دونية تجاه السعودية.
وقال المحلل السياسي: أنصح المملكة بفتح آفاق تعاون مع حماس ودعوة إسماعيل هنية وقادة الحركة للرياض والتنسيق معهما فالمرحلة القادمة تستوجب تعزيز العلاقة مع حماس بعدما أثبتت قدرتها على المواجهة والإدارة، كما أن الحركة تتمتع بمرونة سياسية واسعة.
اعتراف بحق الشعب الفلسطيني بعد تضحيات كبيرة
أمّا الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي فقال: النرويج وأيرلندا وإسبانيا تعلن الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، وفي ذلك اعتراف ضمني بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.
وأضاف دراجي في تدوينة له على منصة إكس: أما أن يأتي الاعتراف من قلب أوروبا التي تساند إسرائيل، فهذا يشكل تحولا كبيرا يحدث بعد تضحيات فلسطينية كبيرة وضغوطات شعبية على حكامها قد تصل إلى درجة التأثير على أمريكا التي ستجد نفسها معزولة في دعمها لإسرائيل، خاصة إذا تغير موقف الاتحاد الأوروبي ومزيد من دول العالم .
خطوة باتجاه حرب التحرير الشاملة ومشروعية المقاومة للاستقلال
من جانبه قرأ الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد ما يجري بالخطوة باتجاه حرب التحرير الشاملة التي بدأت تقترب رويدًا رويدًا.
وقال عياد إنّ السياسة الانتقامية المتبعة من نتنياهو وبن غفير وسموتريتش وغالانت في الضفة الغربية فاقمت ازمة الكيان بدل ان تعالجها، وجل ما فعله نتنياهو ووزير دفاعه الاستقواء باليمين الفاشي، والزج به في المواجهة على نحو يهدد بتفجر الاوضاع في الضفة الغربية والاقليم، خصوصاً على الجانب الآخر من الحدود مع الأردن.
ولفت في مقالة له إلى أنّ جيش الاحتلال بتعمده اجتياح مدينة جنين على مدى يومين، مرتكباً مجزرة طالت أطفالاً من طلاب المدارس واطباء، أطلق العنان لمزيد من التوتر والتدهور في الضفة الغربية وفي المنطقة العربية، ليتبعه في صباح اليوم التالي اقتحام وزير الامن القومي الفاشي ايتمار بن غفير باحات المسجد الاقصى، واعلان وزير الدفاع يؤاف غالانت إلغاء قانون فك الارتباط بمستوطنات شمال الضفة بما يسمح بتنشيط الاستيطان، وتسمين المستوطنات وزيادة عددها.
وأشار عياد إلى أنّ الاستفزاز لم ينته بإعلان وزير المالية سموتريتش ايقاف تحويل اموال الضرائب الى السلطة في رام الله في تحدي إرادة الولايات المتحدة اهم شريك للاحتلال قبل ان يمثل ذلك تحدياً للمجتمع الدولي وأمريكا، فمستشار الامن القومي جيك سوليفان جعل من رفع القيود على تدفق اموال المقاصة والتمويل لسلطة رام الله احد بنود زيارته الكيان المحتل ليعود حاملاً خيبة أمل بإمكانية تعاون نتنياهو وحكومته مع سياسة ادارة بايدن وأجندته التي تعيش أشهرها الخمسة الاخيرة قبيل الانتخابات الرئاسية.
وختم عياد بالقول: الفعل ورد الفعل الاسرائيلي يقرب المواجهة بشكل غير مباشر في الضفة والقطاع من نقطة تحول جديدة عنوانها حرب التحرير الشاملة، القائمة على مشروعية المقاومة للاستقلال، والتحرر من الاستعمار والاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، تدعمها مرجعيات دولية ناشطة بتاثير من طوفان الاقصى، والعدوان المستمر على قطاع غزة الضفة الغربية.
الاحتلال يتخبط ويهاجم الخطوة
وهاجم رئيس وزراء دولة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الأربعاء، إعلان 3 دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطينية، وزعم أن تلك الخطوة تعد “مكافأة للإرهاب”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت إيرلندا وإسبانيا والنروج الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، على أن يدخل قراراهم حيز التنفيذ في 28 مايو/آيار الجاري.
وتعليقا على هذا ذلك، زعم نتنياهو، في كلمة مصوره بثها عبر حسابه على منصة “إكس”، أن “اعتزام عدد من الدول الأوروبية الاعتراف بدولة فلسطينية هو “مكافأة للإرهاب” و”لن يجلب السلام”.
كما زعم أن هذه الدولة الفلسطينية ستكون “دولة إرهابية”، مؤكدا أن حكومته “لن توافق على ذلك” و”ستواصل الحرب” في قطاع غزة.
دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الأربعاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إبداء استعداده للقبول بدولة فلسطينية مستقبلا “في ظل ظروف معينة وضمانات محددة”، مستدركا أن وزير الأمن القومي بحكومته إيتمار بن غفير يمنعه من ذلك.
واستدرك لابيد بقوله إن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير “لا يسمح” لنتنياهو بإعلان الاستعداد للقبول بدولة فلسطينية، معتبرا أن “هذا هو الجنون الذي نعيشه”.
“}]]