الوفد الوزاري العربي يندد بمنع إسرائيل زيارته إلى رام الله اليوم

عمّان، رام الله – وكالات: ندّد الوفد الوزاري العربي الذي كان يعتزم زيارة رام الله، اليوم، بمنع إسرائيل دخوله، بعد أن أعلنت الدولة العبرية أنها “لن تتعاون” مع الزيارة الهادفة إلى “الترويج لإقامة دولة فلسطينية”.
وقال مسؤول إسرائيلي، ليل الجمعة السبت، إن الدولة العبرية “لن تتعاون” مع زيارة وزراء خارجية عرب إلى الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف في بيان، “كانت السلطة الفلسطينية التي ما زالت ترفض إدانة مجزرة السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تعتزم أن تستضيف في رام الله، اجتماعاً استفزازياً لوزراء خارجية دول عربية، للترويج لإقامة دولة فلسطينية”.
وأضاف، “مثل هذه الدولة ستكون بلا شك دولة إرهابية في قلب أرض إسرائيل. لن تتعاون إسرائيل مع مثل هذه التحركات التي تهدف إلى الإضرار بها وبأمنها”.
من جهته، قال نائب رئيس دولة فلسطين، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، إن قرار الاحتلال بمنع وصول الوفد العربي الإسلامي إلى رام الله تصعيد خطير يعبر عن سلوك متعجرف واستفزازي وغير مسبوق.
وأضاف الشيخ في تصريح نشره عبر حسابه على منصة “إكس”، أمس، “ندرس مع الأشقاء العرب كيفية الرد على هذا القرار”.
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد المجدلاني، إن القرار الإسرائيلي بمنع الزيارة “غير مستغرب من دولة فاشية”.
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الأردنية في وقت لاحق، أمس، بيانا قالت فيه، إن الوفد الوزاري الذي يصل إلى عمان، مساء السبت، لعقد “اجتماع تنسيقي” قبل الزيارة التي كانت مقررة إلى رام الله، “أكد في موقف مشترك أن قرار إسرائيل يمثّل خرقاً فاضحاً لالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ويعكس حجم غطرسة الحكومة الإسرائيلية، وعدم اكتراثها بالقانون الدولي”.
وأوضح البيان أن الوفد يتألف من أعضاء في اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة متابعة الحرب في قطاع غزة، مضيفاً، إن “اللجنة قرّرت تأجيل الزيارة إلى رام الله في ضوء تعطيل إسرائيل لها من خلال رفض دخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية المحتلة التي تسيطر عليها”.
وتتحكّم إسرائيل بكل المنافذ إلى الأراضي الفلسطينية. ولا يوجد مطار في رام الله، لكن الأرجح أن الوفد كان سيستخدم المروحيات للوصول.
ويضم الوفد، إضافة إلى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، رئيس اللجنة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي، وعبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية البحرين، وبدر عبد العاطي وزير خارجية مصر وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وكان يفترض أن يلتقي الرئيس محمود عباس.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن مشاركة وزيري خارجية تركيا وقطر أيضا في الزيارة.
وجاء الإعلان عن منع الزيارة غداة إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، أن إسرائيل ستبني “الدولة اليهودية الإسرائيلية” في الضفة الغربية.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت، الخميس، إقامة 22 مستوطنة جديدة في الأراضي المحتلة.
وتترأس المملكة العربية السعودية وفرنسا مؤتمراً دولياً مشتركاً في نيويورك في 18 حزيران في مقرّ الأمم المتحدة، لإعطاء دفع لما يعرف بحلّ الدولتين بعد أن اعترفت نحو 150 دولة بفلسطين.
وقال دبلوماسي في باريس مطّلع على التحضيرات للمؤتمر، إنّه من المفترض أن يمهّد لاعتراف مزيد من الدول بدولة فلسطينية.
وكانت إيرلندا والنرويج وإسبانيا وسلوفينيا أقدمت في العام 2024 على هذه الخطوة.
وتترافق كل هذه الحركة الدبلوماسية مع ضغوط على إسرائيل لتخفيف الحصار على قطاع غزة الذي يشهد حربا مدمّرة منذ عشرين شهرا .
وتسبّب حصار مطبق تفرضه إسرائيل منذ أكثر من شهرين بنقص حاد في الغذاء والماء والدواء وغيرها من المواد الأساسية في قطاع غزة، وقالت الأمم المتحدة، إن كل سكان غزة معرضون للمجاعة.
وقال كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط في واشنطن فراس مقصد لوكالة فرانس برس، إن زيارة الوزير السعودي “الاستثنائية” التي كانت مقررة إلى رام الله “تبرز مدى تحوّل الموقف السعودي من بناء مسار موثوق نحو دولة فلسطينية عبر تطبيع مشروط مع إسرائيل، إلى موقف يهدف إلى بناء هذا المسار عبر تحالف دولي يدعم التطلعات الفلسطينية”.
وأضاف، “لن تفرط الرياض في القضية الفلسطينية كما تكهّن الكثيرون. إنها بحاجة إلى منطقة أكثر سلاماً وتكاملاً لنجاح مشروعها الوطني، ولكن ليس بأي ثمن. ببساطة، لم يعد هناك هيكل تحفيزي للتطبيع مع إسرائيل”.
وأشار مقصد إلى “انتقال السعودية وإسرائيل من التطبيع إلى المواجهة الدبلوماسية”.

مشاركات مماثلة