[[{“value”:”
رصد – المركز الفلسطيني للإعلام
” العالم مش حلو بدون أيسر”.. بهذه الكلمات الممتلئة بالوجع تعبّر المحاضرة في جامعة بيرزيت لميس عباس عن الوجع والألم الذي انتابها حين رأت صورة الشهيد أيس صافي تتصدر نشرات الأخبار وتملأ الأخبار الأولى على شاشات التلفزة.
وتقول المحاضرة لميس عباس في ختام تدوينة لها مستذكرة الشهيد الراحل بالقول: أتذكر أنه تغيّب مرة عن المحاضرة فقلت يومها “الصف مش حلو بدون أيسر” والآن أقول:” العالم مش حلو بدون أيسر”، وداعا أيسر صافي، نعزي انفسنا ونعزي عائلتك بمصابها الجلل.
وفي تفاصيل التدوينة التي كتبتها المحاضرة بحروفٍ من أسى وحزن تقول لميس عباس: أتابع الأخبار كالعادة مشاهد القهر اليومية لا جديد يذكر، إلى أن شاهدت وجهه على الشاشة، تسمرت أمام الصورة أحسست بقلبي وهو يهوي الى الأسفل دققت في ملامحه عسى أن يكون شخصاً آخر، فهوى قلبي مرة أخرى حين ظهر اسمه على الشاشة وبثوا خبر استشهاده.
وتابعت بالقول: فقط في فلسطين يموت الطلاب قبل أساتذتهم ويموت الأبناء قبل آبائهم. أيسر صافي، كان أحد طلابي قبل حوالي عامين.
وأضافت: لا زلت أذكر ملامحه تماماً، وجه طفولي تعلوه سمرة شمس فلسطين، نظرات مرتبكة تتأرجح بين مجاراة زملائه المشاغبين في الصف الخلفي بابتسامة مشاكسة وما بين نظرات الجدية والالتزام حين ينظر إليّ، كان دائماً يقوم بدور محامي الدفاع عنهم حين تغضبني تصرفاتهم ويأتي إليّ معتذراً بعد المحاضرة ويقول “كله ولا زعلك يا مس، امسحيها فيي”.
وعبرت لميس عباس عن حزنها الشديد قائلة: لو كنت أعلم أنه سيرحل باكراً كنت أطلت النظر في ملامحه لأحفرها في مخيلتي، كنت سأختاره مرات أكثر حين يرفع يده للإجابة ليبقى صدى صوته يتردد في زوايا القاعات، كنت سأتغاضى عن تسجيل حضوره وغيابه لو علمت أن القدر يخبئ له غياباً أبدياً.
وأضافت بالقول: كنت سأصر على التقاط الصورة التذكارية المعتادة في نهاية الفصل لأنظر إليها كلما شاغب الطلبة في الصفوف الخلفية ولم أجد من يعتذر عنهم. كنت سأشجعه كثيراً حين يأتي بعلامة جيدة وبدلاً من أن أسدي له النصح حول كيفية تحسين لغته الانجليزية، كنت سأطلب منه أن يسدي هو لنا النصيحة ويعطي لنا درساً في حب الوطن.
وداع مهيب.. بغياب الأحبة
وقالت مواقع فلسطينية محلية تعليقا على الجنازة المهيبة التي أقيمت للشهيد أيسر صافي: الجميع يودع الشهيد أيسر صافي من أهله ورفاقه وأحبائه، إلا أبوه وشقيقه المغيبان قسرا عن جنازته خلف قضبان السجان، ليبقى الوداع حسرة في قلوبهما بفعل محتل يقتل ويسجن من يشاء.
يذكر أنّ الشهيد أيسر صافي ابن عائلة مناضلة في مخيم الجلزون، يبلغ من العمر 20 عاماً، كان يحلم بأن يكون مدرباً رياضياً فهو يدرس التربية الرياضية في جامعة بيرزيت، لكن الاحتلال حرم أيسر من تحقيق حلمه بفعل رصاصة غادرة، فارتقى شهيداً على المدخل الشمالي لمدينة البيرة خلال مواجهات مع الاحتلال.
وبعد تشييع آلاف المواطنين جثمان الشهيد الى مثواه الأخير في مقبرة المخيم، قال عم الشهيد جمال صافي: أيسر كان شاباً خلوقاً ومهذباً، ومكافح في الحياة، ويعمل مع والده قبل اعتقاله، لكن اليوم أبيه وشقيقه مغيبان عن حضور جنازته بفعل الاحتلال.
لا حياة سوى حياة الشهداء
وتداول رواد التواصل الاجتماعي كلمات الشهيد التي وضعها على حسابه الشخصي قائلا: علموا أولادكم أنّ المقاومة هي الحياة، ولا حياة سوى حياة الشهداء.
هيئة الأسرى تنعى الشهيد
بدورها نعت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، والحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، والمحررون في الوطن والمهجر، الشهيد أيسر صافي، والذي ارتقى برصاص جيش الاحتلال، وهو نجل الأسير محمد صافي وشقيق الأسير عنان صافي من مخيم الجلزون/رام الله.
وتقدمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأحر التعازي والمواساة من الأسيرين محمد وعنان، علماً أنهما معتقليين إدارياً.
يذكر إلى أنه وبعد السابع من أكتوبر، توفي واُستشهد العديد من عوائل الأسرى من الدرجة الأولى، وحرموا من وداعهم، والبعض منهم لم يصله خبر الفقدان، إلا بعد شهور لاسيما أسرى غزة، علمًا أنّ آلاف الأسرى فقدوا على مدار العقود الماضية أقارب لهم وحرمهم الاحتلال من وداعهم، كجزء من سياسات السلب والحرمان الممنهجة.
الحزن يعمّ مواقع التواصل
واستذكر النشطاء بمواقع التواصل مناقب الشهيد رحمه مؤكدين أنّ المد الطلابي في فلسطين والضفة استعاد عافيته في مواجهة العدوان الصهيوني.
“}]]