غزة -PNN- أثار مشهد تدافع الفلسطينيين، أمس الثلاثاء، للحصول على مساعدات في غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وسقوط شهداء وجرحى بعد إطلاق جيش الاحتلال النار باتجاههم، حالة من الاستنكار الدولي، خصوصاً على صعيد المؤسسات الأممية، التي وصفت الأمر بـ”السادي” و”المفجع”.
ووصف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ”المفجع”، وقال في بيان، مساء الثلاثاء، إن صور الحشود الفلسطينية التي تتدافع للحصول على المساعدات الغذائية في قطاع غزة “تدمي القلب”. وأضاف أنه لا يوجد وقود متوفر حالياً في جنوب غزة، ولم يتم استلام سوى ثلث الإمدادات المطلوبة الأسبوع الماضي.
ودعا دوجاريك إلى “فتح جميع نقاط العبور للمساعدات الإنسانية والسلع التجارية”، مؤكداً أن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني “على استعداد لتقديم المساعدات على نطاق واسع”. وتابع دوجاريك: “يجب احترام القانون الدولي وتمكين العمليات الإنسانية دون مزيد من التأخير”.
من جانبه، انتقد المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في السكن اللائق بالاكريشنان راجاغوبال طريقة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، ووصفها بأنها “سادية”، وقال في منشور عبر منصة إكس تعليقاً على صور ومشاهد توزيع المساعدات على المدنيين في غزة: “عاجز عن الكلام عن إيصال المساعدات السادي إلى غزة إذا كان هذا صحيحاً. جريمة أميركية إسرائيلية بكل معنى الكلمة باستخدام توصيل المساعدات الإنسانية للإذلال والقتل والتعذيب”.
لمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، رأى اليوم الأربعاء أن نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركياً في غزة “هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع”. وأوضح لازاريني في مؤتمر صحافي من اليابان: “أرى أنه هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع. لدينا في الأساس نظام لتوزيع المساعدات مناسب لهذا الغرض. والأوساط الإنسانية في غزة بما يشمل أونروا، جاهزة. لدينا الخبرة والمؤهلات للوصول إلى الناس المحتاجين”. وأضاف: “في هذه الأثناء، الوقت يداهم من أجل تجنب المجاعة، لذا يجب السماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها المنقذ للحياة”.
ويأتي هذا فيما قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم، إن 47 شخصاً أصيبوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية أمس في مواقع توزيع في قطاع غزة تديرها مؤسسة غزة الإنسانية. وقال مدير مكتب المفوضية في الأرض الفلسطينية المحتلة أجيث سونغاي للصحافيين في جنيف نقلاً عن معلومات من شركاء على الأرض: “أصيب 47 شخصاً جراء إطلاق نار”، مضيفاً أن مطلق النار كان الجيش الإسرائيلي.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أكد سقوط ثلاثة شهداء و46 جريحاً، وفقدان سبعة مواطنين، أثناء تجمّعهم داخل ما يُسمّى “مراكز توزيع المساعدات” التي يديرها الاحتلال ضمن ما يُعرف بـ”المناطق العازلة”، حيث أطلقت قواته الموجودة في تلك المناطق أو بمحيطها الرصاص الحي في اتجاه المدنيين الجوعى الذين دعتهم للحضور لاستلام مساعدات.
ودافعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، الثلاثاء، عن خطة تقديم المساعدات في غزة على الرغم من الفوضى العارمة التي رافقت اليوم الأول لبدء النظام الجديد للمساعدات عبر شركات أمنية أميركية. وذكرت بروس أن مؤسسة “غزة للإغاثة الإنسانية” وزعت ما يقرب من 8000 صندوق غذائي، وأن “كل صندوق يطعم أكثر من خمسة أشخاص لمدة ثلاثة أيام ونصف، بمجموع نحو 462 ألف وجبة”.
ورتبت إسرائيل لهذه الخطة على مدار عدة أشهر، ومنعت دخول الطعام والشراب لأكثر من شهرين، وسط تحذيرات عالمية من انتشار مجاعة في غزة. وأكدت منظمات دولية أن إسرائيل تستخدم “التجويع سلاحَ حرب” في ظل إصرارها على منع دخول الطعام والدواء.