[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
عبر مشهد أعد تصويره من الاحتلال تحركت الدبابات الإسرائيلية داخل معبر رفح، وصولا إلى البوابة المصرية، ورفع علم الكيان داخله، أرادت إسرائيل على ما يبدو صورة انتصار على منشأة مدنية تمثل شريان الحياة لأكثر مم 2.3 مليون في قطاع غزة.
ومن منطقة حدودية رخوة تقدمت دبابات الاحتلال لتحتل معبر رفح نافذة قطاع غزة الوحيدة مع العالم الخارجي، وتغلقه وتخرجه عن الخدمة وتحول القطاع إلى سجن فعلي مقسوم إلى قسمين على الأقل يعيش سكانه في الخيام ووسط الركام ولا يتوقف القصف ضدهم.
وباحتلالها معبر رفح تكون عزلت القطاع تماما عن العالم الخارجي، وتحرم المرضى والجرحى من السفر للعلاج، وتمنع تدفق شاحنات المساعدات الإنسانية، وذلك من شأنه تأزيم الواقع الإنساني المتدهور جراء الحرب المستمرة منذ 7 أشهر.
واقتحمت آليات الاحتلال العسكرية بعملية استعراضية فجر الثلاثاء معبر رفح الواقع جنوب شرقي مدينة رفح المتاخمة للحدود مع مصر، بعد ساعات قليلة من إنذارات إسرائيلية لسكان أحياء شرق المدينة بالتهجير من منازلهم، إيذانا بعملية عسكرية برية.
وتقول هيئة المعابر والحدود إن الاحتلال يغلق المعبر لليوم الثاني على التوالي وتوجد آليات الاحتلال بالجانب الفلسطيني من المعبر، فيما يستمر منع إدخال شاحنات المساعدات لليوم الرابع على التوالي سواء من معبر رفح أو معبر كرم أبو سالم.
كوارث إنسانية
هيئات محلية ودولية ترى في احتلال معبر رفح وإغلاق معبر كرم أبو سالم الواقعين في جنوب مدينة رفح تعميقا للكوارث الإنسانية والصحية التي يعاني منها القطاع الساحلي الصغير منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية إثر هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وتقول تقديرات رسمية إن 11 ألفا من جرحى الحرب الإسرائيلية، و10 آلاف مريض بالسرطان، بحاجة ماسة للسفر من أجل تلقي علاج منقذ للحياة بالخارج، بعدما عمدت قوات الاحتلال إلى تدمير ممنهج للمستشفيات، بما فيها مستشفى الصداقة الفلسطيني التركي الوحيد الخاص بمرضى السرطان.
الاستجابة الإنسانية
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على حسابها بمنصة (واتساب) إن “استمرار انقطاع دخول المساعدات وإمدادات الوقود عبر معبر رفح سيوقف الاستجابة الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة”.
وحذرت الوكالة الأممية من أن “كارثة الجوع التي يواجهها الناس، وخاصة في شمال قطاع غزة ستزداد سوءا إذا توقف دخول الإمدادات”، في إشارة إلى مئات آلاف الفلسطينيين في مدينة غزة وشمال القطاع، الذين تعزلهم إسرائيل عن النصف الجنوبي منه.
وأعادت قوات الاحتلال فتح معبر كرم أبو سالم إثر الهدنة المؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، تدخل منه يوميا 190 شاحنة محملة بالبضائع التجارية والمساعدات الإنسانية المتنوعة، إلى جانب عدد أقل من الشاحنات عبر معبر رفح، من ضمنها شاحنات وقود وغاز طهي.
وقبل اندلاع الحرب كانت تدخل عبر كرم أبو سالم يوميا أكثر من 500 شاحنة محملة بأنواع مختلفة من البضائع والاحتياجات الإنسانية، إضافة إلى الوقود.
حرب الإبادة الجماعية
مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة قال إن قرار الاحتلال بإيقاف إدخال المساعدات وإغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم يأت في سياق “استكمال حرب الإبادة الجماعية”.
وأضاف إن “من شأن ذلك تأزيم الواقع الإنساني بشكل مضاعف وكارثي”.
ووفق الثوابتة فإن الواقع شرقي رفح يشير إلى كارثة إنسانية حقيقية ليس فقط بالنسبة لهذه المدينة وحدها، بل تمتد لتشمل كل محافظات القطاع، التي تعيش حالة مأساوية من التجويع الممنهج ونقص في الإمدادات والمساعدات منذ 7 أشهر متواصلة، ثم يأتي قرار الاحتلال بإيقاف المساعدات وإغلاق المعابر، ليعمل على تفاقم الوضع الإنساني بشكل كارثي.
ضغط سياسي
كريم الفلاحي أكد أن الاحتلال سيطر عملياتيا على معبر رفح من الجانب الفلسطيني وخالف اتفاقية ١٩٧٩ وبرتوكول ٢٠٠٥ بعدم وجود قطع عسكرية في المنطقة.
وقال في تحليل عسكري للجزيرة تابعه مراسلنا إن التوغل شرقي رفح يعد محدوداً وأن المسافة بين غلاف غزة ومعبر رفح لا تتجاوز ٣ كيلو متر.
وأوضح أن المساحات التي تعمل فيها قوات الاحتلال حالياً هي مفتوحة ولا تصلح دفاعيا للمقاومة.
وقال إن العملية محدودة لمحاولة التوصل لاتفاق ولممارسة الضغط السياسي على المقاومة أكثر منه الضغط العسكري.
نوايا الاحتلال
من جانبها قالت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، إن احتلال وإغلاق معبر رفح البري وكرم أبو سالم التجاري وتنفيذ عمليات عسكرية برية في رفح يكشف نوايا الاحتلال بعمل مجازر وكارثة إنسانية.
وأكدت الفصائل في بيان لها -الثلاثاء- أن الاحتلال بدأ بقطع خطوط الإمداد الغذائي والإنساني والطبي وحركة المسافرين للجرحى والمواطنين ومنع دخول الشاحنات الغذائية التي لا تكفي في حال دخولها يوميًا 5%.
وحذرت بأن العدوان البري على رفح واحتلال وتدمير معبر رفح وإغلاق معبر كرم أبو سالم المنفذ الوحيد لقطاع غزة يعني كارثة إنسانية تستهدف 2.5 مليون مواطن فلسطيني في قطاع غزة”.
وأشارت إلى أن خروج المستشفيات والمراكز الصحية المتبقية عن الخدمة؛ “يعني قتل محقّق للآلاف من الجرحى والمصابين ومرضى السرطان والمرضى من النساء والأطفال وغيرهم من الفئات”.
وقالت: “هذا العدوان واضح، ونية مبيتة، لإفشال جهود الوسطاء وتحدي الإرادة الدولية والإقليمية، وكذلك الإرادة الشعبية خاصة بعدما تقدمت قيادة المقاومة ومعها فصائل وقوى شعبنا بالموافقة على مقترح وقف العدوان وتبادل الأسرى.
“}]]