رئيس بلدية العبيدية : تحذيرات من كارثة بيئية في سيل واد النار ومطالبات للحكومة بتحرك عاجل

رام الله /PNN/ أكد رئيس بلدية العبيدية إبراهيم ربايعة  أن قضية إنشاء شبكة صرف صحي في العبيدية لا تزال تراوح مكانها  على الرغم من الوعود الانتخابية، مرجعًا ذلك إلى عدة عوائق أبرزها الوضع السياسي القائم والخلافات حول حصص المياه مع الجانب الإسرائيلي بعد التحلية .

وأوضح خلال برنامج “ساعة رمل” الذي تبثه شبكة وطن الإعلامية ويقدمه الإعلامي نزار حبش، أن مشاريع الصرف الصحي مرتبطة بشكل أساسي بإنشاء محطات تنقية، وأن المواقع المقترحة لهذه المحطات تقع في مناطق “C” الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، مما يفرض شروطًا من قبل الاحتلال للموافقة عليها. وأشار إلى أن الخلافات حول نسبة المياه الناتجة من تحلية المياه العادمة واستيلاء الاحتلال على حصص الفلسطينيين منها يمثل عقبة إضافية.

تداعيات وخيمة للاعتماد على الحفر الامتصاصية
وحذر رئيس البلدية من التداعيات الخطيرة لاستمرار اعتماد العبيدية على الحفر الامتصاصية، مؤكدًا أن تسرب المياه العادمة ينتج روائح كريهة في فصل الصيف، وقد تفيض بعض الحفر على الشوارع، مما يؤدي إلى انتشار القوارض والأمراض.

وأقر بوجود خطوط صرف صحي محدودة تم تنفيذها في بعض التجمعات السكنية بالتعاون مع لجان داخل البلدة، ويتم تصريفها إلى منطقة سيل وادي النار، لكنه شدد على أن الاعتماد الكلي على الحفر الامتصاصية أمر غير مقبول إنسانيًا ودوليًا واجتماعيًا ويمثل تحديًا كبيرًا للعبيدية.

وادي النار.. مكرهة صحية وتحديات سياسية
ووصف رئيس البلدية سيل وادي النار بأنه “مكرهة صحية” و”تحديًا كبيرًا أمام البلدة”، مشيرًا إلى الأضرار الصحية والبيئية الناجمة عنه. وكشف عن طرح الموضوع في اجتماع مع رئيس سلطة المياه الفلسطينية لبحث إمكانية إنشاء محطة تنقية في مناطق أريحا للتخلص من إشكالية تحلية المياه. وأوضح أن تكلفة مشروع الصرف الصحي في العبيدية تقدر بنحو 22 مليون دولار، وهو مبلغ يفوق إمكانيات البلدية بمفردها، مؤكدًا أن هذه المشاريع بحاجة إلى تمويل من دول مانحة وتنفذ من خلال سلطة المياه.

ووجه رئيس البلدية رسالة إلى سلطة جودة البيئة والمياه والحكومة، محذرًا من “كارثة بيئية كبيرة” تلوح في الأفق نتيجة لعدم وجود شبكات صرف صحي في مناطق بيت لحم بشكل عام والعبيدية بشكل خاص. وأكد أن ذلك ينذر بتلوث أحواض المياه الجوفية وانتشار الأمراض وتدهور الوضع الزراعي وظهور الحشرات وبيئة مناسبة لنمو مسببات الأمراض.

فاقد المياه.. رقم متوقع وجهود مستمرة للتطوير
وفيما يتعلق بارتفاع فاقد المياه في العبيدية الذي يصل إلى حوالي 20%، أوضح رئيس البلدية أن هذا الرقم يعتبر متوقعًا عالميًا وقد يصل إلى 25-30%، ونفى ربايعة وجود أي سرقة للمياه في المنطقة، مشيدًا بأمانة أبناء المجتمع المحلي. وأشار إلى أن هذا الفاقد يعود أحيانًا إلى تهالك بعض الشبكات وتسرب المياه تحت الأرض، مؤكدًا أن حوالي 40% من الشبكات قديمة وتحتاج إلى تطوير عاجل.
وأكد وجود تواصل مستمر مع سلطة المياه لتطوير وتوسيع شبكات المياه في البلدة، مشيرًا إلى أن تطوير الشبكة بشكل كامل يحتاج إلى ما لا يقل عن نصف مليون دولار، مع وجود وعود بهذا الخصوص.

غياب الإسعاف والمركز الصحي.. معاناة مضاعفة
تطرق رئيس البلدية إلى معضلة عدم وجود سيارة إسعاف تابعة للبلدية طيلة السنوات الماضية، محملًا الحكومة المسؤولية عن ذلك، لكنه بشر المواطنين بقرب توفير سيارة إسعاف تعمل على مدار 24 ساعة مع طاقم طبي ، كما أشار إلى عدم وجود مركز صحي يفتح أبوابه 24 ساعة في العبيدية، مؤكدًا أن المركز الصحي الحالي “مسقط” يخدم حتى الساعة الثالثة بعد الظهر وهو غير كافٍ، وأوضح أن البلدية طالبت مرارًا بإنشاء مركز طوارئ يعمل على مدار الساعة، لكنها تواجه نفس المعوقات المالية وعدم توفر الكوادر والشواغر.
كما و أقر ربايعة بمعاناة مركز مسقط من عجز في الأدوية وتأخر وصولها، وهو ما تعاني منه معظم المراكز الطبية. وطالب وزارة الصحة بتوفير التخصصات الطبية اللازمة، خاصة لأمراض الأطفال والأمراض المزمنة، بالإضافة إلى وجود عيادة نسائية ، وأكد استعداد البلدية لتوفير الموقع والأرض وما يلزم لإنشاء مستشفى يخدم 24 ساعة في منطقة العبيدية والريف الشرقي التي يقطنها حوالي 70 ألف مواطن.

شارع وادي النار.. خطر متزايد ومطالبات بالتأهيل
كما أشار ربايعة إلى تكرار الحوادث في منطقة وادي النار، موضحًا أن البلدية قامت بصيانة وترقيع الشارع الحالي الذي لم يتم تعبيده منذ 15 عامًا، لكن ذلك لا يكفي لتحمله مرور حوالي 40 ألف مركبة يوميًا كونه خطًا ناقلًا بين شمال وجنوب الضفة.
وطالب وزارة الأشغال بتأهيل دوري للشارع. كما تطرق إلى مشروع شق طريق ثانٍ لوادي النار كبديل، والذي تم الحديث عنه لأكثر من 20 عامًا، لكنه يواجه عقبات تتعلق بتمويل التصميم الجديد وعملية استملاك أراضي المواطنين. ووصف هذا المشروع بالـ “خيالي” في ظل الإمكانيات الحالية، داعيًا إلى إيجاد حل بديل.

اهتمام بالشباب والنساء.. وجهود لتطوير التعليم
وأكد رئيس البلدية على الدور الفعال للمرأة في المجتمع، مشيرًا إلى وجود 3 نساء في المجلس البلدي ونشاطاتهن داخل البلدية. وفيما يتعلق بالتعليم، أوضح أنه تم إضافة طابق لمدرسة ذكور يافا والحصول على مشروع لبناء مدرسة جديدة كبيرة قيد الإنشاء، بالإضافة إلى إضافة طوابق في مدارس أخرى بالتعاون مع مركز الأمل لاستيعاب تزايد السكان. وأشار إلى أن العبيدية بحاجة إلى 15 مدرسة بدلًا من 12 حاليًا.

تطوير الطرق الزراعية.. حاجة مستمرة للمزيد
أوضح رئيس البلدية أن مساحة العبيدية تبلغ 96 ألف دونم، وقد تم شق طرق زراعية بطول 10 كم داخل البلد، لكن ذلك غير كافٍ، مؤكدًا الحاجة إلى المزيد من الطرق الزراعية وآبار المياه نتيجة لشح المياه.

الوضع المالي للبلدية.. ديون ومستحقات
وصف ربايعة الوضع المالي للبلدية بأنه جزء من دائرة متكاملة تحتاج إلى تعاون بين المواطنين والمؤسسات الحكومية. وأشار إلى وجود مستحقات وديون على المواطنين، خاصة فيما يتعلق بالمياه، بالإضافة إلى مستحقات للبلدية لدى الحكومة، وكشف أن إجمالي الديون على البلدية يبلغ 11 مليون شيكل، بينما تبلغ مستحقات البلدية على المواطنين حوالي 18 مليون شيكل مقابل المياه، داعيًا المواطنين إلى التعاون والالتزام بدفع المستحقات. وأوضح أنه تم تعبيد وتوسيع ما يقارب 80 ألف متر داخل البلد.

تراجع السياحة وجهود للترويج
أشار ربايعة إلى تراجع كبير في السياحة بسبب الأوضاع الراهنة، خاصة السياحة الدينية والأثرية في العبيدية، وأكد وجود استهداف لجميع أنواع السياحة الداخلية، لكنه لفت إلى وجود ملاحظات على بعض المواقع السياحية وعدم وجود خرائط ومواقع سياحية متكاملة للبلدة، داعيا وزارة السياحة الى مزيد من الاهتمام في البلدة.

رسالة شكر ودعوة للمواكبة
في ختام اللقاء، وجه ربايعة الشكر لأبناء العبيدية وكل من يحرص على مصلحة البلدة، مؤكدًا أن العبيدية منطقة واعدة سياحيًا. ودعا إلى تسهيل مرور المواطنين داخل البلدة ضمن مسار آمن، وشدد على ضرورة مواكبة التغير والتطور والازدياد في عدد السكان لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

مشاركات مماثلة