بيت لحم / PNN/:”كل واحد له جزئيته في فلسطين ما هي بيته وارضه و لو كل واحد يحافظ على بيته وارضه لكان جزء كبير من فلسطين بقي ولم يضيع”.
بهذه الكلمات بدا عمر حجاجلة ابن التاسعة والخمسون عاما حديثه عن قصة صموده وبقاءه في ارضه وبيته الواقعة في قرية الولجة الى الجنوب من مدينة القدس المحتلة والتي تم فصلها عن القرية التي تعرضت معظم اراضيها للمصادرة بعد احتلالها عام 1948 وفرار اهالي القرية خلال نكبة فلسطين الى الجزء البسيط من اراضي قريتهم الواقعة في حدود الضفة الغربية حدود 1967.
يقول عمر حجاجلة في حديثه مع شبكة فلسطين الاخبارية PNN على برندة منزله الذي تم فصله في السنوات الاخيرة عن محيط القرية انه تعرض لحملات تنكيل وارهاب لا يمكن لاي انسان ان يتحملها من اجل اجباره على ترك منزله الواقع على قمة جبل بين جبال جنوب القدس التي تم بناء المستوطنات عليها وبقي هو الفلسطيني الوحيد الذي يمنع التقاء هذه المستوطنات مما يمنع مخطط القدس الكبرى التي تخطط لها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة في المنطقة الغربية الجنوبية للقدس”.
وعن تفاصيل قصته كاملة يقول عمر محمود عيسى حاجلة انا أصلا من سكان قرية الولجة اهلي نزحوا من أراضي قرية الولجة الواقعة في أراضي 1948 في هذه الجبال التي تقابل الجبل هنا نحن على امل العودة الى قريتنا الاصلية التي أعلن عنها الإسرائيليين منطقة عسكرية ومحتلة حيث بقي اهلي في هذه الجبال وهي جزء من قريتنا حيث تم بناء هذه القرية الجديدة بعد العام 1967″.
ويضيف :”نحن هنا كما ترى نمنع الارتباط ما بين مستوطنة جيلو الإسرائيلية ومستوطنة هار جيلو ونمنع ارتباط كريات مناحيم وهار جيلو نحن هنا على قمة جبل فاصل بين ثلاث مستوطنات”.
وعن قصته معاناته وصموده يقول عمر انها بدات في العام 2010 حيث تم ابلاغه من قبل إسرائيل نيتها بناء جدار الضم والفصل العنصري حيث تم ارسال مندوبين من الحكومة الإسرائيلية وأبلغوه ان بيته يشكل عائق امام إقامة هذا الجدار وان عله الرحيل”.
وأضاف :”جاء الإسرائيليون وأبلغونا بان بيتنا يشكل عائق وان لا يفترض بك ان تسكن هنا وطرحوا علينا أربع عروض بيع الأرض والبيت مقابل شيك مفتوح نضع المبلغ الذي نريده العرض الثاني عملية مبادلة أراضي مقابل أراضي واعطائنا ارض بحجم ارضنا مرتين في المنطقة المصنفة A.
وقال :”بعد رفضنا للعروض بدأوا بتنفيذ سياسة الإرهاب العنف وطحن العظم مشيرا الى ان زوجته تعرضت لضرب من مجندات في جيش الاحتلال حتى خسرنا طفلنا الذي كانت تحمله منذ ثمانية شهور كما تم الاعتداء عليه من قبل جنود اسرائيليين وتم ادخاله للمشفى مدة 72 يوم نتيجة الضرب كما تم ضرب ابنائه بوحشية رغم صغر سنهم في ذلك الحين بوحشية احدهم راسه بوحشية حيث تهتك عظم الجمجمة وتم تقطيبها وأدخل المشفى ل 32 يوم نتيجة الغيبوبة التي دخل بها بعد ضربه اما ابنه الأكبر فقد قام الجنود بكسر ايديه وأرجله عدة مرات نتيجة الضرب “.
و وصف حجاجلة حياته في ظل ممارسات الاحتلال خلال محاولتهم اجباره على ترك ارضه ومنزله التي استمرت سبع سنوات انه عاش مرحلة لا يمكن ان نعيش اسوء منها وانه يسميها مرحلة طحن العظم”.
https://www.facebook.com/pnnnetwork/videos/1425520761416703
وقال تخلل محاولات الاخلاء قتل الماشية التي كنت املها عبر تسميمها كما وتم تخريب مزروعاتنا كما تم حفر سطح وجدران المنزل الذي يتساوى مع قمة الجبل بحجة ان المنطقة منطقة اثرية وانهم ينقبون عن الاثار لكنهم كانوا يقصدون اضعاف البيت حيث انهمكرت مياه الامطار في سنوات عديدة لداخل المنزل كما تم تفجير جزء من مسار الجدار بالقرب من المنزل من اجل هدمه لكن البيت بقي وتم اعادة ترميمه من قبل عمر فورا لانه كان يعلم
وقال بعد سبع سنوات من المعاناة والاضطهاد الإسرائيلي ” طحن عظم” وصلوا لنتيجة ان هذا الشخص اي هو انه لا يريد ان يخرج من ارضه بعد ان حالوا تسميمه لكنه لم يمت حيث وضعوا السم له عندما مرض وكان بالمشفى ولذلك في النهاية اضطروا ان يتوصولوا لحل معه من خلال المحامين بان يتم وضع نفق وباوابة له وان يبقى في ارضه .
وقال في البداية طرحوا علي ان يبقى المفتاح للبوابة معهم وان ندخل ونخرج بمواعيد لكننا رفضنا ذلك وعدنا للقضاء والمحاكم و في النهاية توصلنا لاتفاق من خلال المحامين ان نتحكم نحن بالبوابة وان نتحمل مسؤولية من يدخل الينا ونمنع دخوله الى داخل القدس مشيرا الى ان المنزل والمنطقة تحت مراقبة الكاميرات ليل نهار”. لكنه يشعر انه انتصر ببقاءه بارضه وبيته.
تحويل المعاناة لصمود وتمسك بالارض
وحول حياته بعد ان انتصر على محاولات الاحتلال طرده بقول عمر انه منذ عام 2010 لا يعمل باي عمل سوى البقاء في ارضه والعناية بها وزراعتها كونه من عائلة مزارعين كما انه يربي بعض رؤوس الماشية نزرع الأرض بالزيتون ويزرع امام المنزل بعض احتياجات المنزل من الخضروات كوسا – خيار فقوس بندورة حيث يعتاش منها كما انه زوجته رغم الالم والمعاناة قامت بزراعة مدخل البيت حيث تم ضربها بالورود تاكيدا على تمسكها بحياتهم الجميلة في هذا المنزل وعلى سطح جبل يطل على القدس.
وقال عمر انه يشعر بسعادة غامرة عند ساعات الصباح عندما يقوم بري المزروعات ويقوم بالعناية بها حيث يرى جمال الثمر الذي لا يحب ان يقطه موضحا ان بعض المزارعين يفرحون عندما يقطفون الثمار لكنه لا يفرح وهو عكس العالم لكنه يكون سعيد فقط عندما يشاهد ابنه يقوم بقطف الثمار ويأكلها او عندما يأتي زوار الى البيت ويأكلون لكنه كرر مرة أخرى انا لا أقوم بقطفها لاني احب مشاهدة تعبي وجهدي في هذه الثمار”.
وبعد ذلك يقودنا عمر الى مزرعة شجر الكرز التي عمل على زراعتها ورعايتها منذ أربع سنوات معبرا عن امله ان تبدا بانتاج الثمر في غضون عامين حيث يعتبر هذا المشروع مشروع ابداعي وخلاق في مجال زراعة الكرز الذي لا يزرع كثيرا في المزارع الفلسطينية.
ويقول ل PNN خلال تواجده في خيمة زراعية كبيرة اقيمت لتظليل شجر الكرز من شدة الحر انه هذا المشروع ابداعي ويامل ان يقوم بجمع الثمار وبيعها لانها ستساعده على تطوير وزراعة باقي ارضه “.
واضاف انه قام بزراعة بعض أشجار الزيتون في 12 دونم من ارضي نبقى ونعمل بالأرض حتى تبقى الأرض مزروعة ولا يقوم الاحتلال بمصادرتها حيث ان الارض الزروعة تحمي نفسها”.
ويضيف وهو في الجزء الثاني من ارضه حيث يربي عدد من الخراف والمواشي ان لديه بعض رؤوس الماشية من الاناث التي يعمل على تربيتها حتى تلد ومن ثم يقوم ببيع الخراف الصغيرة التي تساهم بتحسين وضعه المالي قليلا لكن المشكلة التي نواجها اليوم كمربي مواشي هي ان الاعلاف غالية الثمن وهي احد مشاكلنا كمزارعين هذه الأيام”.
ويقول بسعادة انه يصمد ويحاول البقاء والعيش بارضه على ما تنتجه هذه الارض حيث لديه الأشجار و بعض الأغنام بعض الخضروات للوصول الى الاكتفاء الذاتي حتى لا يحتاج لاحد”.
ويختم حارس الارض والصامد بها عمر حجاجلة حديثه بالقول ان رسالته التي زرعها في ابنائه وهي رسالة بسيطة وقصيرة وهي هذه ارضنا وهذا بيتنا وهذا وطنا ولا يوجد إمكانية ان نغادر كما و وجه رسالة لكل شخص بقي عنده شبر من ارض فلسطين او بيت واقع في منطقة معينة ان يحافظ عليه وان لا يساوم عليه وان لا يخرج منه والا يتركه لانه لم يعد بالإمكان ان يتم تهجيرنا مرة أخرى ولا ان ننزح مرة ثانية
تم إنتاج هذه القصة ضمن برنامج “قريب” الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.