ليس من المعتقد ان احدا كان يتوقع أن تستمر هذه الحرب العدوانية على غزة كل هذا الوقت من الزمن، فقد راهن الجمع على أن المقاومة لن تتمكن من الصمود أكثر من أسابيع معدودة قد تصل في احسن الأحوال إلى ثمانية أسابيع “شهران”.
منذ شنت دولة الإبادة عدوانها الهمجي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لم يتوقف قادة الكيان الفاشي من التهديد والوعيد من ان الحرب لن تضع أوزارها إلا بعد تحقيق أهدافها والتي تتمحور حول، القضاء على المقاومة، استئصال سلطة حماس وتحرير الاسرى الصهاينة الذين تم اسرهم في السابع من أكتوبر.
اما وقد مضى على هذه الحرب العدوانية مائتي يوم فماذا كانت النتيجة.
في تقرير مطول لصحيفة الايكونوميست البريطانية على سبيل المثال قالت قبل أيام “ ان جيش الاحتلال فشل استراتيجيا واخلاقيا في عدوانه على غزة وأن إسرائيل خسرت معركة الرأي العام العالمي”
يديعوت احرونوت قالت قبل أيام “ ان هزيمة حماس لن تتم قبل عام ٢٠٢٦/٢٠٢٧ بحسب مصادر الجيش الصهيوني”
الجنرال والخبير العسكري الصهيوني اسحق بريك في مقالة له بصحيفة معاريف قال ” يجب على إسرائيل أن تعلن وقف الحرب لانها خسرتها” وأكد على ” ان إسرائيل لن تستطيع القضاء على حماس حتى لو دخلت رفح”.
المحلل العسكري في صحيفة يديعوت احرونوت يوسي يهوشع كتب قبل أيام ” على إسرائيل إنهاء الحرب بسرعة والتوقف عن إطلاق الشعارات الفارغة حول النصر المطلق”.
في استطلاع نشر مؤخرا في دولة الكيان قال ٦٨% من الصهاينة “ انهم لا يعتقدون بأن إسرائيل على بعد خطوة من تحقيق النصر”
هذه عينة من آراء خبراء أجانب وصهاينة وهي تتفق مع آراء العديد من الخبراء العرب والفلسطينيين وهي تعكس بشكل واضح ان الكيان فشل فشلا ذريعا في تحقيق اي من أهداف العدوان سوى ما ارتكبه من جرائم الحرب والابادة الجماعية والتدمير في غزة.
في المحصلة، وبعد مائتي يوم من القتال الضاري ” بعيدا عن الدمار الذي حل بالقطاع” فقد أثبت ميدان المعارك ان المقاومة ما زالت تقاتل بكل بسالة فيما جيش الاحتلال لم يحقق اي من أهدافه المعلنة وينتقل من فشلا إلى آخر.