رحلة تعليم تحت الخطر: خليل النواجعة يواجه الاحتلال يوميًا على ظهر حمار في مسافر يطا

الخليل -PNN- تمرّ الأيام مثقلة برسالة الواجب الوطني والأخلاقي والديني على كاهل المعلم خليل محمد النواجعة، المقيم في بلدة الجويا الواقعة ضمن تجمع مسافر يطا جنوب الخليل. يوميًا، يقطع النواجعة أربعة كيلومترات سيرًا على قدميه أو على ظهر حماره، متجهًا إلى عمله في مدرسة التوانة الثانوية المختلطة، متحديًا الاعتداءات اليومية للمستوطنين ومضايقات جيش الاحتلال.

حال النواجعة لا يختلف عن طلبة المدارس وأهالي مسافر يطا، الذين يواجهون أزمة إنسانية مستمرة بفعل الاحتلال الإسرائيلي، واعتداءات مستوطنيه، وعرقلة حرية التنقل، في واحدة من أكثر المناطق استهدافًا في الضفة الغربية.

طريق محفوف بالمخاطر

في حديثه لنا، يصف المعلم خليل رحلته اليومية بأنها “مليئة بالخوف والانتهاكات”، حيث يسير عبر طريق تكثر فيه الحواجز العسكرية وتتحرك فيه دوريات الاحتلال باستمرار. ويقول إن جنود الاحتلال لا يكتفون بإغلاق الطرق، بل يقومون أحيانًا بمصادرة مفاتيح المركبات، واحتجاز المواطنين لساعات طويلة قد تمتد من 4 إلى 5 ساعات، دون أي مبرر.

حتى حماره الذي يعتمد عليه في التنقل، لم يسلم من هذه الانتهاكات، إذ صودر أكثر من مرة على مدخل مستوطنة “الكرمل” القريبة، في محاولة لمنعه من الوصول إلى مدرسته.

اعتداءات ممنهجة وتضييق يومي

يؤكد النواجعة أن الاعتداءات على السكان تصاعدت منذ بداية الحرب الأخيرة، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تضييق الخناق على الأهالي ودفعهم للرحيل القسري عن أراضيهم. ويضيف: “الاحتلال يريد تهجيرنا قسرًا، للاستيلاء على أراضينا وتوسيع مستوطناته، لكننا باقون، هذه أرضنا وحقنا.”

[embedded content]

ويشير إلى أن قوات الاحتلال تعمد إلى إغلاق بوابة “المسافر” القريبة من مستوطنة الكرمل، ما يؤدي إلى عرقلة الحياة اليومية لأهالي المنطقة، فضلًا عن تجريف آبار المياه، ومنع الرعاة من الوصول إلى أراضيهم ومراعيهم، في محاولة لخنق الحياة في المسافر.

طلبة يسيرون على درب الصمود

الطلاب كذلك لا يسلمون من هذه الانتهاكات، إذ يضطرون يوميًا لقطع عشرات الكيلومترات مشيًا في ظروف مناخية قاسية، في ظل حر الصيف ولهيب شمسه أو برد الشتاء القارس ومياهه الجارفة، دون أن يُثنيهم ذلك عن التوجه إلى مقاعد الدراسة. “هم يحملون رسالة الصمود وحق التعليم الذي تكفله القوانين الدولية”، كما يقول النواجعة.

image

رسالة صمود ومناشدة للضمير العالمي

رغم كل الصعوبات، يصرّ النواجعة على الاستمرار في أداء رسالته التعليمية، قائلًا:
“رسالة التعليم لن تتوقف، فهي واجب وطني وأخلاقي وديني، وهي الطريق لبناء جيل واعٍ ومتعلم قادر على حماية الأرض والصمود في وجه الاحتلال.”

ويوجّه في ختام حديثه رسالة إلى الأمة العربية والمجتمع الدولي، مطالبًا بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والتحرك العاجل لوقف سياسة التهجير القسري، والاعتداءات اليومية التي يتعرض لها سكان الضفة الغربية، وخاصة في مسافر يطا، إضافة إلى وقف المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.

مشاركات مماثلة