نتنياهو وسموتريتش: المساعدات الإنسانية لغزة هي القليل من القليل

تل أبيب -PNN- تمارس الإدارة الأميركية ضغوطا على إسرائيل كي يوافق رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، على اتفاق بموجب مقترح مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء ووقف إطلاق نار مؤقت، وأن يؤدي إلى اتفاق شامل لاحقا يقضي بالإفراج عن باقي الأسرى الإسرائيليين ووقف الحرب.

ورغم أن وفد المفاوضات الإسرائيلي لا يزال يتواجد في الدوحة، إلا أن الاتفاق لن يحسم هناك وإنما بمحادثات بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، حسبما ذكر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اليوم، الإثنين.

وحسب هرئيل، فإن نتنياهو يحاول الآن أن يظهر للجمهور الإسرائيلي صورة انتصار وهمية، “تسمح له بتبرير صفقة مرحلية وربما تبقي في هذه المرحلة شركاءه في حزبي عوتسما يهوديت والصهيونية الدينية داخل الائتلاف”.

وأضاف أن “من شأن مقترح ويتكوف أن يمكن نتنياهو من تجاوز دورة الكنيست الصيفية، التي تنتهي في 27 تموز/يوليو، بسلام. وفي هذه الحالة، ستستمر ولاية الحكومة حتى بداية دورة الكنيست الشتوية، في نهاية تشرين الأول/أكتوبر على الأقل، ولن تجري الانتخابات العامة قبل ربيع العام 2026. وهذا هو هدف نتنياهو الأهم حاليا، والاعتبارات الأخرى تبدو ثانوية بالنسبة له”.

في غضون ذلك، يتزايد القلق في العالم من تدهور الوضع في قطاع غزة إلى مجاعة شاملة، وفي المقابل تتزايد الضغوط على إسرائيل كي توافق على اتفاق مرحلي مع حماس وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع.

إلا أن هرئيل أشار إلى أنه في خلفية كل ذلك، “هناك التخوف الذي عبر عنه مسؤولون أمنيون إسرائيليون سابقون بأن نتنياهو يدرس مرة أخرى شن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، بالرغم من التقدم في المفاوضات بين الولايات وإيران”.

في هذه الأثناء، أعلن رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، صباح اليوم، أنه سيدلي بـ”تصريح هام” قبيل الظهر، ورجحت وسائل إعلام أنه سيتطرق فيه إلى قرار نتنياهو، أمس، حول إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع من دون التصويت على ذلك في الكابينيت السياسي – الأمني.

ويعارض سموتريتش بشدة إدخال مساعدات إلى القطاع، وادعى الشهر الماضي أنه “لن تدخل ولو حبة قمح بشكل تصل إلى حماس. وهذا سيكون الخطأ بأل التعريف، الذي ارتكب في القسم الأول من الحرب”.

وقال سموتريتش لاحقا إنه “إذا دخلت حبة مساعدات إنسانية ستصل إلى حماس، فإنني سأغادر الحكومة والكابينيت. ولا يمكنني العيش مع هذا مثلما لا يمكنني العيش مع إخلاء مستوطنات. وهذا خط أحمر بالنسبة لي. وقلت لرئيس الحكومة إنني لا أوافق، على جثتي. لن أبقى في الحكومة دقيقة أخرى”.

كذلك عبر رئيس حزب “عوتسما يهوديت” ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، مرارا وتكرارا عن معارضته الشديدة لإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله في محاولة لصد انتقادات سموتريتش ضده، إنه “يحظر الوصول إلى مجاعة في غزة. وسوف نسيطر على قطاع غزة كله. ويوجد هناك قتال شديد ومكثف”.

وأضاف نتنياهو أن القرار بإدخال مساعدات إلى القطاع اتخذ “لأننا نقترب بسرعة من الخط الأحمر، وإلى وضع قد نفقد فيه السيطرة وعندها سيتفتت كل شيء”.

وقال سموتريتش في تصريح، اليوم، إنه “لن تدخل أي مساعدات لحماس، وما كان هو ما سيكون. ونحن ندمر كل ما تبقى من القطاع وهذا سيؤدي إلى إبادة حماس وإعادة المخطوفين. وسيصل السكان إلى جنوب القطاع ومن هناك إلى دول ثالثة”.

وأضاف سموتريتش أنه “عندما يدعوننا أصدقاؤنا الأقرب إلينا في العالم أن نساعدهم ليساعدونا، ونفي أكاذيب التجويع، فنحن نتعاون. وما سيدخل في الأيام القريبة هو القليل من القليل. ويبدو أن هذا لا يلقى تأييد قاعدتنا الانتخابية، والأسهل أن نخوض قتالا لإثبات من هو الرجل ومن الأكثر يمينية. وأدعو رئيس الحكومة: تحمل المسؤولية، وأظهر قدرة قيادية، وتحدث إلى الجمهور”.

مشاركات مماثلة