جنين / PNN /تقرير يارا منصور – سبعة وسبعين عامًا مرّوا، وما زال الفلسطينيّ يجرّ النكبة خلفه، لا كذكرى… بل كواقعٍ يتكرّر. تهجّر الجدّ، ويُهجّر الحفيد. في مخيمات اللجوء، وعلى أبواب البيوت المُهدّمة، وفي الميادين والساحات… لا تزال النكبة حاضرة بكل تفاصيلها.
اللاجئون الفلسطينيون الذين عايشوا النكبة الاولى عام 48 يقولون اليوم ان ذكرى التهجير والترحيل عن الديار ليس مجرد ذكرى تمرّ بل واقع يعيشه الفلسطيني يوميًا، ويتجدد بأشكال متعددة. ما بين التهجير، والمخيم، والسياسة… تستمر القصة، وتتشعب تفاصيلها، بينما يبقى الحلم بالعودة حاضرًا، والحق لا يسقط بالتقادم.
تقول الحاجة الحجة صبحية المصري التي عاشت النكبة الاولى عام 1948 والاحداث الحالية من نكبة وتهجير جديد عام 2025 موضحة ان ما يجري اليوم من نزوح وتهجير يعيدها الى ذكريات النكبة الاولى والتهجير الاول.
وعن رحلة التهجير القسري والتشريد جراء الحرب عام 1948 ونكبة فلسطين الاولى تقول الحاجة صبحية انها اجبرت على الخروج مع عائلاتها عندما كانت تبلغ مرحلة عمرية لاخذ بطاقاة الهوية لكنها لم تاخذها بسبب الحرب حيث خرجت مع عائلاتها من قرية شعب وهاجرت العائلة الى جنين حيث خيام اللاجئين في جينه.
وقالت انها وعائلتها خرجوا من قريتهم الاصلية بالغصب بعد اقتحام العصابات اليهودية للعديد من القرى حيث هرب الجميع الى مناطق الضفة الغربية حيث نعيش اللجوء منذ ذلك الحين.
وتتذكر الحاجة صبحية وجود الجيش العراقي في فلسطين حيث كانوا بمعسكر لهم في قرية رمانة وكانوا مقاتلين شجعان وحاربوا حتى استشهدوا كما كان الاهالي في هذه المنطقة من فلسطين مناضلين منذ البدايات ودعموا الجيش العراقي وهي سمة استمرت حتى يومنا هذا حيث نرى الاطفال يقاتلون ويناضلون .
[embedded content]
وعن رحلة التهجير تقول الحاجة صبحية التي كانت قبل نزوحها الحالي تعيش في مخيم جنين والذي نزحت منه قسرا هذا العام انها نزحت بعد تهديدات جيش الاحتلال بهدم المنازل على من فيها حيث خرج الناس خائفين على اطفالهم ونسائهم حيث خرج الكثير من العائلات دون ان ياخذوا شيئ من حاجياتهم.
واضافت ان جيش الاحتلال وجنوده الانذال قاموا بسرقة كل شيئ كما سرقت العصابات الصهيونية عام 1948 كل شيئ وقالت :”اخدو جلان الزيت اخدوها وعبوها الانذال مشان يبيعوها”.
المتابعون لقضية اللاجئين يرون فيما يجري اليوم وهم يحيون ذكرى النكبة السابعة والسبعين ان اللجوء المستمر شاهد حي على أن النكبة لم تنته، بل تمتد في بُعدها الوجودي على الأرض؛ فهو لا يُروى فقط، بل يُعاش، وتُكتب فصوله كل يوم.
وفي هذا الاطار يقول الدكتور ايمن يوسف المحاضر بالجامعة الامريكية والمحلل سياسي في تعليقه على ما يجري في جنين بعد 77 عاما من نكبة فلسطين ان هذه النكبة تجدد في هذه الايام من خلال العدوان الاسرائيلي وحرب الابادة التي يمارسها جيش الاحتلال في قطاع غزة حيث ادت لوقوع اكثر من خمسين الف شهيد اكثر من مئة الف جريح الاف المنازل تم تدميرها اصبحت غزة خارج نطاق الحيز الانساني وكذلك في الضفة الغربية هنالك نزوح اجباري لاكثر من خمسين الف فلسطيني تحديدا في شمال الضفة الغربية مخيم جنين وطولكرم ونور شمس.
واضاف في حديثه مع مراسلة PNN IKH; ايضا اعتداءات مستمرة على مخيمات نابلس لذلك نحن نعتقد ان النكبة تتجدد اذا كانت النكبة تعني تهجير ثمانمئة الف فلسطيني في ١٩٤٨ وتدمير ٥٣٤ قرية هذا يعني اليوم انها تتجدد لكن على نطاق اكبر وعلى نطاق ابشع غزة اصبحت خارج نطاق المعيشة الانسانية اليوم المفاوضات وصلت الي طريق مسدود ويكاد المجتمع الدولي غير فاعل في فرض رؤية على الاحتلال>
وقال الدكتور يوسف ان بالرغم من هول الجرائم والابادة الحاصلة هناك انتصار للرواية الفلسطينية في العالم وللهوية الفلسطينية معربا عن اعتقاده ان صمود الفلسطيني في قطاع غزة واستمرار عمليات المقاومة في الضفة الغربية ربما عزز الكيانية الفلسطينية رغم اننا نواجه عدو شرس مسلح بالاستيطان ومسلح بحكومة يمنية يقودها بن غفير نتنياهو وسموتريتش