[[{“value”:”
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
بعد 38 عامًا خلف قضبان الأسر، رحل الأسير المناضل وليد دقة (63 عامًا)، شهيدًا نتيجة الإهمال الطبي الصهيوني بعدما رفض الاحتلال مرارًا الإفراج عنه رغم تدهور حالته الصحية جراء إصابته بمرض السرطان.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، مساء الأحد، نبأ استشهاد الأسير القائد المصاب بالسرطان وليد دقة (62 عاما) من باقة الغربية في الداخل المحتل.
وأوضحت مؤسسات الأسرى في بيان مقتضب، أن الأسير “أبو دقة” معتقل منذ عام 1986، بعد سنوات واجه فيها سلسلة طويلة من الجرائم الطبية.
والأسير دقة، من بلدة باقة الغربية بأراضي عام 1948، عام 1961م، واعتقل في 25 آذار/ مارس 1986 إلى جانب مجموعة من رفاقه، هم: إبراهيم أبو مخ، ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة.
المثقف الثابت كالجبل
برز الأسير وليد دقة على مدار سنوات أسره الطويلة كمناضل سياسي وكاتب متميز ومثقف ومفكر وقائد محنّك ومؤثر، ويُعد أحد أبرز مفكري ومثقفي الحركة الأسيرة، وواحداً من أبرز الأسرى الذين أبدعوا في كتاباتهم عن الحالة الفلسطينية.
قضي هذا الأسير أيامه ولياليه خلف القضبان مؤمنا بقضيته، مُنكبًّا على التأليف، غارقا بين صفحات التاريخ، يقرأ ويتأمل، يحلل ويصنّف، تُخبرنا تجارب الأسرى أن مثل هذا البطل عصيٌّ على المرض، عصي على الانكسار، عصي على الذوبان في القهر والاكتئاب والمرض النفسي الذي يريده الاحتلال.
وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًّا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره: “الزمن الموازي”، و”يوميات المقاومة في مخيم جنين”، و”صهر الوعي”، و”حكاية سرّ الزيت”.
وقدر الله تعالى أن يبتلي أحبابه، ويرفع قدرهم بالصبر، فابتلي أسيرنا دقة بمرض السرطان الذي استشرى في جسده وأنهكه.
يقول الأسير المحرر عبد الناصر فروانة: “إن الأسير دقة وعلى الرغم من سنوات السجن الطويلة والمرض الخبيث الذي أنهك جسده، فإن عقله ظل حراً، وبقى ملتصقاً بقضايا شعبه ورفاقه الأسرى، وما زال يكتب سرّ حكاية الآلاف من الأسرى الفلسطينيين الذين عانوا المرض والإهمال الطبي، والجرائم الطبية المتعمدة، وتعرضوا للقتل البطيء”.
حالة صحية معقدة
وعانى الأسير دقة بسبب إصابته بسرطان نادر في نخاع العظم، وقد خضع في 12 نيسان/ أبريل 2023 لعملية استئصال جزء من رئته اليمنى، وعانى من وجود التهاب وتلوث في رئته اليسرى، إضافة لشعوره بأعراض هزال، وعدم قدرته على النطق بشكل جيد.
ورغم الطلبات المتكررة بالإفراج عن الأسير المريض إلاّ أن الاحتلال كان يرفض باستمرار مصرًا على استمرار أسر بطلنا ليرتقي شهيدًا وتفيض روحه حرّه ويبقى شاهدًا على وحشية الاحتلال وجرائمه.
“}]]