ورشة في دبي تبحث إطلاق 400 مليار دولار للأنشطة المناخية عبر التمويل الإسلامي

دبي / PNN / استضافت مبادرة التمويل الأخلاقي العالمية (GEFI) بالشراكة مع غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إطار تحالف أمّة لأجل الأرض، دورة عمل التمويل الإسلامي المستدام. وجمعت الفعالية التي امتدت على مدى ثلاثة أيّام، أكثر من 30 خبيراً في مجال التمويل الإسلامي وعلماء الشريعة والمتخصّصين في مجال الإستدامة لسد الثغرة بين مبادئ التمويل الإسلامي والحلول المناخية.

وقال المدير الإداري لمبادرة التمويل الأخلاقي العالمية (GEFI) عمر الشيخ: “ساعدت دورة العمل هذه في فهم المفاهيم الدقيقة في التمويل المستدام والتبعات التجارية والتشغيلية المرتبطة به”.
وركّز هذا البرنامج الموجّه للممارسين المتخصّصين والخبراء في مجال التمويل الإسلامي على دمج أطر التمويل المستدام التقليدية ضمن مبادئ الشريعة الإسلامية. وتابع الشيخ: “نظرًا لكوننا من أبرز المناصرين عمليًا للتمويل الإسلامي المستدام، فإنّنا ندرك أن بناء القدرات أمر بالغ الأهمية لصنع تطوّر ونمو في النظام البيئي. من خلال تمكين الممارسين المتخصّصين، نحن نهدف إلى إطلاق قدرات قطاع التمويل الإسلامي البالغة قيمته 4 تريليون دولار أميركي وتوجيه هذه الأصول نحو مشاريع مستدامة تعود بالمنفعة على الناس والكوكب إلى جانب تحقيق الأرباح”. 
من أبرز النتائج التي حقّقها هذا البرنامج المكثّف تطوير المشاركين  لأطر عملية لدمج المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية,، كما قام المشاركون بتحليل مشاريع الصكوك الخضراء الناجحة في الإمارات العربية المتحدة وماليزيا والمملكة العربية السعودية. بالإضافة إلى ذلك، تمّ تشكيل مجموعات عمل تعاونية لإنشاء شبكة إقليمية للتمويل الإسلامي المستدام.

ومن جهته، قال مستشار حملة “التمويل الإسلامي لأجل الأرض” في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا طارق العليمي: “يوفّر منهاج العمل الذي طوّرناه في تقرير التمويل الإسلامي والطاقة المتجدّدة لمؤسّسات القطاع خارطة طريق تساعدها على الاستثمار في الطاقة المتجدّدة. من خلال المبادرة إلى التواصل بشكل فعّال بين أصحاب المصلحة وتطوير أطر للاستدامة تتوافق مع الشريعة الإسلامية والاستفادة من المنتجات المبتكرة مثل الصكوك الخضراء وبناء القدرات الداخلية وبناء التناغم مع الالتزامات المناخية وتقييم التأثير وتبادل الممارسات الجيّدة، يمكن لمؤسّسات التمويل الإسلامي أن تساهم بشكل فعّال في تحقيق الأهداف البيئية المشتركة”.
أصبح توجّه السوق واضحًا. ستساهم الروابط والالتزامات التي تم إنشاؤها خلال هذه الدورة في دعم إمكانات التمويل الإسلامي لإطلاق 400 مليار دولار للأنشطة المناخية بحلول عام 2030.
وأضاف العليمي: “تعتبر دورة العمل هذه ضرورية لترجمة هذه المبادئ إلى أفعال. مع وصول إصدارات الصكوك الخضراء وصكوك الاستدامة إلى أكثر من 11 مليار دولار في عام 2024، فإننا نشهد زخمًا غير مسبوق”.

تعد هذه المبادرة عنصرًا مهمًا في حملة “التمويل الإسلامي لأجل الأرض” التي أطلقتها منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعدما نشرت تقرير “التمويل الإسلامي والطاقة المتجدّدة” العام الماضي.

وقالت المديرة التنفيذية لغرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غوى النكت: “تعزّز هذه الدورة التدريبية مهمّة منظمتنا وتحالف أمّة لأجل الأرض لتحويل قطاع التمويل الإسلامي إلى قوة رائدة في الانتقال إلى الطاقة المتجدّدة”. وفي ما يتعلّق بالتزام منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالدفع نحو توجيه استثمارات القطاع نحو المشاريع المستدامة، 

كما أوضحت النكت: “إنّ معالجة أزمة المناخ تتطّلب مقاربة شاملة تضع التمويل كأولوية. وفي ظلّ الفجوة الحالية في مجال التمويل المناخي، توفّر أصول وأدوات التمويل الإسلامي حلولاً مالية أخلاقية تتناغم مع مبادئ الاستدامة. نحن منظّمة تعمل في منطقة ذات أغلبية مسلمة، لذلك فإنّنا نعي وندفع نحو إدماج الجهات الدينية الفاعلة، بما في ذلك مؤسسات التمويل الإسلامي، في حركة المناخ العالمية”.

image

يشار الى ان أمّة لأجل الأرض هو تحالف مناخي منبثق من منطلق إيماني مكوّن من 50 منظّمة وحليف فردي حول العالم. ونركّز على تمكين المجتمعات والمبادرات البيئية المحلية وعلى إلقاء الضوء على التقاطع والترابط بين القيم والمبادئ الإسلامية والعمل المناخي وعلى تشجيع المسلمين على رفع أصواتهم والعمل لضمان صحّة منزلنا المشترك.

كما يشار الى ان منظمة بيئية مستقلة تأسّست عام 2018 للتصدّي للتحديات البيئية والمناخية المعقّدة والفريدة التي تواجه المنطقة. تكرّس المنظمة جهودها لتمكين المجتمعات المحلية والتعاون مع الحلفاء لتطوير حلول مبتكرة وفعّالة تساعد الأفراد على العيش في انسجام مع البيئة. تتجسد رؤية المنظمة في الحفاظ على الثروات الطبيعية والمجتمعات المحلية المتنوعة التي تتمتع بها المنطقة، وضمان توفير حياة كريمة للأجيال القادمة في عالم يسوده السلام والاستدامة والعدالة. كما تؤمن المنظمة أنه من الممكن تحقيق التقدم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية دون التأثير على الطبيعة، وتعمل بشكل خلّاق وتعاوني مع الشركاء والمناصرين للحد من آثار الأزمة المناخية وتعزيز الممارسات المستدامة والقدرة على التكيُّف مع تغيّر المناخ.

اما فيما يتعلق ببمبادرة التمويل الأخلاقي العالمية (GEFI) فانها تشير الى إنّ العالم بأسره يعتمد على اتخاذ قطاع التمويل العالمي الخيارات الصحيحة لتحقيق تغيير إيجابي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة. أصبحت مبادرة التمويل الأخلاقي العالمية (GEFI) مركزًا في وسط مجال التمويل الأخلاقي، وشريكًة للعمل بشأن التمويل الأخلاقي

مشاركات مماثلة