الخليل / PNN – في عالم مليء بالتحديات والصعاب، حيث تتصارع الأحلام مع العقبات، وُلدت قصة نور مشعل، فتاة من مدينة حلحول، حملت في قلبها إيماناً لا يتزعزع بأن المستحيل مجرد كلمة. “كانتنور”، منذ صغرها، كانت طفلة مميزة، لكنها واجهت تحديات لم تكن سهلة ، عانت من ضعف السمع والنطق، ومع ذلك لم تكن تلك العوائق حاجزاً أمام طموحاتها.
كبرت نور، وتشبثت بحلمها كمن يتمسك بنجم وسط ظلام حالك، التحقت بجامعة الخليل، ودرست تخصص التوجيه والإرشاد، كانت تدرك أن التعليم هو السلاح الأقوى لتحقيق أهدافها، وأن الإعاقة ليست سوى جزء منقصتها، وليست قصتها كلها، أنهت دراستها بامتياز، لكنها لم تكتفِ بذلك كان في قلبها شغف عميق لتغيير العالم، أو على الأقل، عالمها الصغير.
[embedded content]
بعد التخرج، قررت نور أن تصنع فارقاًحقيقياً في زاوية من مدينة حلحول، ولدت فكرة افتتاح روضة أطفال خاصة بها حملت الروضة اسمها، ليس فقط كرمز لهويتها، بل كتأكيد على أن حلمها بات حقيقة، كان الطريق مليئاً بالتحديات؛ فالمجتمع لم يكن دائماً متقبلًا لفكرتها، وكانت الأصوات السلبية تحاول أن تثنيها عن عزيمتها، لكن نور كانت أقوى من كل ذلك. بفضل دعم أسرتها، التي كانت الحصن الأول لها، وبفضل عزيمتها التي لا تعرف الانكسار، فتحت نور أبواب روضتها، ولم تكن تلك الروضة مجرد مكان للتعليم، بل مساحة مليئة بالحب، والابتسامات، والقصص الملهمة،
كانت نور ترى في كل طفل فرصة لتغيير العالم، وكانت تعلمهم أن الأحلام لا تعرف حدوداً. رسالة نور لم تكن مجرد كلمات؛ كانت أفعالًا، وكانت تقول لكل شخص يواجه تحديات: “لا تستسلم، اصنع من ضعفك قوة، ومن ألمك دافعاً” مشروع روضتها بات رمزاً للإنجاز، وأيقونة للتحدي، أصبح الأطفال يتعلمون منها أن الصعوبات ليست نهاية الطريق، بل بدايته.
اليوم، نور مشعل ليست فقط فتاة تغلبت على الإعاقة؛ بل أصبحت شعلة أمل لمن حولها قصتها تُروى في كل بيت، لتُلهم كل شخص يشعر أن العالم قد ضاق به، لأن نور علمتنا أن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان بالنفس، وأن الصوت الأهم هو ذلك الذي يتردد في قلوبنا، يحمل رسالة التغيير والإنجاز.


