بيت لحم / PNN/ نجيب فراج – تعتبر الاسيرة براءة عوض عودة “34 سنة” من بيت جالا وكانت تقطن مع زوجها الالماني ماريوس وولمن في مدينة رام الله نموذجا لملاحقة قوات الاحتلال للمؤسسات الاجنبية والعاملين فيها في اطار منع عمل هذه المؤسسات من العمل وتحديد حركتها، ولعل اقدام طائرات الاحتلال الاسرائيلي على قصف سيارة في دير البلح مؤخرا لعاملين في المطبخ العالمي وهي مؤسسة مقرها الرئيس في الولايات المتحدة الامركية ومقتل سبعة من هؤلاء من جنسيات مختلفة اكبر دليل على ان سلطات الاحتلال تضييق ذرعا لهذه المؤسسات فكيف اذا تعلق الامر بعاملين فلسطينيين فيها.
قرار الاعتقال
واقدمت قوات الاحتلال على اعتقال الشابة عودة في الخامس من الشهر الماضي لدى عودتها من الاردن عبر الجسر الذي يفصل بين الاراضي الاردنية والاراضي الفلسطينية بعدما كانت في عمل رسمي، وقامت هذه القوات بحسب ما نقله احد المحامين التابعين لهيئة شؤون الاسرى والمحررين الذي قابلها بعد اعتقالها بضربها وتعذيبها واساءة معاملتها وبعد ذلك باسبوع تقريبا جرى تحويلها الى الاعتقال الاداري لمدة ثلاثة اشهر وتم يوم امس تثبيت قرار الاعتقال من قبل قاضي عسكري في محكمة عوفر العسكرية.
وبهذا الصدد الصدد قال والدها عوض عودة ” ان قوات الاحتلال اعتقلت ابنته بشكل مفاجيء وهي التي دأبت على السفر الى الاردن والعديد من الدول الاجنبية وكانت تتنقل بسهوله كونها تعمل في مؤسسة GIZ الالمانية وكانت من ضمن مهامها ان تسافر الى غزة بدون اي عوائق ما قبل الحرب الاخيرة كون مؤسستها لها مشاريع في غزة وبقية المناطق الفلسطينية ولهذا جاء اعتقالها بشكل مفاجيء.
واوضح انها تزوجت من زميلها في ذات المؤسسة ماريوس في الثامن من اكتوبر الماضي وسكنا في رام الله كون مركز عملهما هناك والمفاجاة الاكبر ان بعض البنود التي تضمنها قرار الاعتقال في التثبيت انها ساهمت في تشكيل مجموعة مناهضة للاحتلال والانتماء الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وواضح بان هذه التهم واهية ولو كان كذلك لجرى تقديمها الى المحاكمة ولكن قرار الاعتقال الاداري هو قرار سياسي ياتي في سياق ملاحقة النشطاء والمتطوعين وحتى الموظفين في المؤسسات الاجنبية والاعتقال الاداري سيف مسلط على كل الاسرى الذي تجاوز عددهم نحو ثلاثة الاف اسير واسيرة.
واوضح عودة خلال حديثه انه ومنذ اعتقال براءة قبل نحو الشهر لم تحصل عائلتها على اية معلومة دقيقة واخبارها منقطعة تماما سوى الزيارة التي قام بها محامي هيئة شؤون الاسرى والمحررين اشرف الخطيب قبل نحو الاسبوع حيث التقاها في سجن الدامون بعد نقلها من سجن الشارون وقد نقل لنا اخبارا عن اوضاعها حيث تعرضت للضرب والتنكيل سواءا في عوفر او الشارون وحتى في غرفة الانتظار في الدامون كما نقل المحامي عن براءة قولها “ان الاوضاع الحياتية والمعيشية للاسيرات مأساوية، ويتم التفرد بهن، ويمارس بحقهن ما يمارس بحق الأسرى من حرمان ومصادرة للحقوق وفرض العقوبات، وأصبح ماء الشرب وسوء الطعام كما ونوعا من اساليب ووسائل العذاب الدائم، ما انعكس على صحة الاسيرات اللواتي تتعقد ظروفهن يوميا”.
متابعة وضعها
واوضح ان المؤسسة الالمانية التي تعمل بها براءة تتابع وضعها وعينت محاميا لها والذي قدم كل البيانات والتغرير عن طبيعة عملها الانساني المهني، واحتجت على قرار اعتقالها.
واعرب عوض عن قلقه وقلق افراد عائلته على حياة كريمته محملا المسؤولية الكاملة عن سلامتها.
يشار الى ان براءة كانت قد تخرجت من جامعة بيت لحم من كلية ادارة الاعمال كما حصلت على درجة الماجشتير من جامعة بير زيت، وكانت ناشطة ميدانية في مجال تشجيع القراءة وساهمت في تنظيم العديد من معارض الكتاب ابرزها كتاب بسطة كتب.