رام الله: الهلال الأحمر ينظم مسيرة تخللها جنازة رمزية لشهداء العمل الإنساني

رام الله 12-5-2025 وفا- نظمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الاثنين، مسيرة صامتة وسط رام الله، للمطالبة بحماية الطواقم الطبية والعاملين في مجال العمل الإنساني، وذلك لمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر، والهلال الأحمر، الذي يصادف الثامن من أيار.

وانطلقت المسيرة من ميدان الشهيد ياسر عرفات إلى المقر العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة، وحمل المشاركون عشرات النعوش لزملائهم في الجمعية، الذين استهدفهم الاحتلال بالقصف والاغتيال العمد في قطاع غزة.

وفي كلمته، قال رئيس الجمعية يونس الخطيب، فقدت الجمعية منذ بداية العام ثمانية من مسعفيها، الذين استهدفهم الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح خلال شهر آذار/مارس الماضي، أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني في إنقاذ الجرحى، في واحدة من أبشع الهجمات التي أودت بحياة 15 من العاملين في المجال الإنساني، من بينهم طواقم تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.

وأشار إلى أن عدد شهداء الجمعية ارتفع منذ بدء العدوان على قطاع غزة إلى 48 شهيدا من الكوادر الطبية والإنسانية، من بينهم 30 زميلاً ارتقوا أثناء تأدية واجبهم الإنساني، وهم يرتدون شارة الهلال الأحمر في غزة والضفة الغربية، فيما بلغ العدد الإجمالي لشهداء العمل الإنساني والطواقم الطبية في القطاع أكثر من 1400 شهيد.

وقال: تحولت شارة الهلال الأحمر التي من المفترض أن توفر الحماية لحامليها، إلى كفن تُلف به جثامين متطوعينا وموظفينا، الذين استُهدفوا أثناء أداء مهامهم الإنسانية، في ظل صمت دولي وعجز مستمر عن مساءلة الجناة ومحاسبتهم أو ضمان الحماية الفعلية للعاملين في الميدان.

وأضاف: قوات الاحتلال الإسرائيلي، بانتهاكها المتكرر للقانون الدولي الإنساني، قامت بقصف واستهداف مباشرَين لمستشفيات الجمعية، ومركبات الإسعاف التابعة لها، ومقارها وطواقمها، في خرق صارخ للأعراف والاتفاقيات الدولية كافة.

وفي بيان، طالبت جمعية الهلال الأحمر مجددا بمحاسبة جميع المسؤولين عن استهداف طواقمها، داعية المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية إلى التحرك العاجل، من أجل ضمان الحماية الفعلية للعاملين في المجال الإنساني في فلسطين، وإلزام سلطات الاحتلال احترام شارة الهلال الأحمر وحماية الطواقم الطبية، وطواقم الإغاثة، وتسهيل عملها ووصولها الآمن إلى الفئات والمناطق المتضررة.

كما طالبت بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، كما ينص القانون الدولي الإنساني، داعية إلى ضرورة الإفراج الفوري عن ثلاثة من أفراد الجمعية، يواصل الاحتلال إخفاءهم قسرا منذ أكثر من عام، إلى جانب العشرات من الطواقم الطبية العاملة في غزة والتي اعتُقلت أثناء أداء عملها الإنساني.

وأكدت أن مواصلة الاحتلال استهداف العاملين في المجال الإنساني عمداً تهدف إلى تقويض الخدمات الصحية والطبية والإسعافية، الذي يعتبر جزءا من السياسة الممنهجة التي تتبعها قوات الاحتلال لضرب البنية التحتية للقطاع الصحي برمّته، الأمر الذي أدى إلى انهيار شبه كامل في النظام الصحي في القطاع.

وختم الخطيب: تجاوزت استهدافات الاحتلال الممهنجة للمنظومة الطبية والعاملين في المجال الإنساني حدود الإدانة، ولم تعد التصريحات وحدها كافية. لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات ملموسة وجادة تضمن سلامة العاملين في المجال الإنساني، أينما كانوا.

بدوره، قال رئيس المجلس الوطني روحي فتوح: “نترحم على شهداء الهلال الأحمر الذين ارتقوا في مجزرة رفح الأخيرة، وعلى كل شهداء العمل الإنساني، في هذه الذكرى كل العاملين فدائيون، لإنقاذ الحياة، وليس لقتل الإنسان.

وأضاف، جاء تأسيس جمعية الهلال الأحمر، بقرار من الشهيد ياسر عرفات في بدايات انطلاقة الثورة عام 1968، وانتشرت مستشفياتها في المنطقة العربية، حيث إن هناك أكثر من 15 مستشفى تابعا للجمعية، في لبنان، وسوريا، ومصر، وهنا في فلسطين.

وتابع: ارتكب الاحتلال جرائم مكتملة الأركان باستهدافه المستشفيات ومركبات الإسعاف والمسعفين، حتى لا يتم إنقاذ الجرحى، في مخالفة لميثاق روما وكل المواثيق والاتفاقيات الدولية، ونحن بدورنا نرى عملكم هذا “عملا بطوليا يجب تخليده”.

وأضاف فتوح: تمر في هذه الأيام الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين، وها نحن في نكبة ثانية أكثر خطورة، وعلى المجتمع الدولي أن يمارس دوره الحقيقي تجاه أبناء شعبنا، وأن يلجم إسرائيل ويوقف هذا العدوان البغيض.

ودعا فتوح إلى التوحد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ورايقها وبرامجها، فالكل الفلسطيني مستهدف، والحاجة ملحة إلى الذهاب إلى وحدة وطنية، نشكل من خلالها مجلسا وطنيا جامعا، وأن يكون هدفنا جميعا فلسطين، وصولا إلى الحرية والاستقلال.

وفي ختام الوقفة، نظمت الجمعية مسيرة رمزية لشهداء العمل الإنساني الذين فقدوا حياتهم خلال تأديتهم واجبهم الأخلاقي والإنساني.

مشاركات مماثلة