ويتكوف يطلع مجلس الأمن على خطة إسرائيلية أميركية لإدخال المساعدات إلى غزة

واشنطن -PNN- أفاد موقع آكسيوس أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، أطلع مجلس الأمن الدولي على خطة إسرائيلية جديدة لاستئناف توزيع المساعدات على غزة،. وبعد الإحاطة، التي تناولت أيضًا قضايا إقليمية أخرى، عقد ويتكوف اجتماعًا فرديًا قصيرًا مع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، وفقًا لما صرح به مكتب الأخير.

وقد انتقدت المنظمات الدولية مبادرة المساعدات، التي أقرتها حكومة الاحتلال  الإسرائيلي الأسبوع الماضي وتحظى بدعم الولايات المتحدة، ووصفتها بأنها غير كافية وخطيرة.

وتشير البيانات والشهادات من داخل القطاع إلى تفاقم أزمة الجوع وارتفاع معدلات سوء التغذية، بينما يدعي الاحتلال أنه يعمل على تطبيق نظام جديد لتوزيع المساعدات بطريقة تأمل أن تمنع وصولها إلى حماس.

ويزعم المسؤولون الإسرائيليون حتى الآن أن سكان غزة لم يتضوروا جوعًا بعد، لكن مسؤولًا إسرائيليًا قال الأسبوع الماضي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقد أنه أمامه بضعة أسابيع فقط قبل اندلاع أزمة إنسانية كبرى في القطاع بسبب نقص الغذاء والإمدادات الطبية.

ووفقًا لموقع أكسيوس الإخباري، فإن إدارة ترمب “تضغط على الدول للتبرع بالأموال للآلية وعلى الأمم المتحدة للتعاون معها”، فيما رفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الأمر.

وأوقفت سلطات الاحتلال دخول أي مساعدات إلى غزة في 2 آذار بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مع حماس. وتدعي إسرائيل بأن حماس حوّلت جزءًا كبيرًا من المساعدات التي دخلت خلال الهدنة التي استمرت ستة أسابيع، وأن الشاحنات الـ 650 التي دخلت يوميًا كانت كافية لإطعام السكان لفترة طويلة.

وتضغط إدارة ترمب على المنظمات الإنسانية الدولية للتعاون مع خطة إسرائيل الجديدة لاستئناف توزيع المساعدات في قطاع غزة بعد حصار الجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي دام أكثر من شهرين، وفق مصادر إعلامية إسرائيلية.

أعربت المنظمات المطلعة على المبادرة عن شكوكها الشديدة، معتبرةً أنها تفشل في معالجة الأزمة الإنسانية في القطاع الذي مزقته الحرب بشكل كافٍ، وتتطلب منها التواطؤ في “تسليح” المساعدات من قبل إسرائيل.

ووسط هذا الرفض، أشارت إدارة ترمب إلى هذه المنظمات – بما في ذلك برنامج الغذاء العالمي – بأنه قد يتم خفض تمويلها الأميركي إذا لم تتعاون، وفقًا لما ذكره موظف في منظمة إغاثة دولية ودبلوماسي غربي كبير ومسؤول إسرائيلي للإعلام الإسرائيلي .

وبحسب موقع “ذي تايمز أوف إسرائيل” ، وفي إطار جهودها لإشراك برنامج الأغذية العالمي، صرّح الدبلوماسي الغربي للموقع بأن مسؤولين أميركيين عقدوا اجتماعًا في وقت سابق من هذا الأسبوع مع المديرة التنفيذية للمنظمة، سيندي ماكين، إلى جانب ممثلين عن مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، التي أُنشئت في كانون الثاني بهدف التوصل إلى “حل جديد لتوزيع المساعدات يمنع حماس والجماعات الإرهابية الأخرى من تحويل مسارها،  كما شارك ممثلون عن شركتي Safe Reach Solutions وUG Solutions، وهما شركتان أميركيتان مُتعاقدتان لتأمين المراكز الإنسانية المُنشأة في جنوب غزة لتوزيع المساعدات”.

وعندما طُلب من متحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على الأمر، لم ينكر ممارسة ضغوط على المنظمات الدولية.

وقال المتحدث: “في حين أنه ليس لدينا ما نُعلنه ولن نتحدث نيابةً عن المؤسسة، فإننا نرحب بالتحركات الرامية إلى إيصال المساعدات الغذائية العاجلة إلى غزة بسرعة، بطريقة تمنع وقوعها في أيدي الإرهابيين. لطالما دعونا إلى حلول إبداعية وتفكير جديد يُبقي إسرائيل آمنة ويُساعد سكان غزة”.

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت سابق من هذا الأسبوع، والتي أكد فيها: “سنساعد سكان غزة لأنهم يتعرضون لمعاملة سيئة للغاية من قبل حماس”.

ولا يزال برنامج الغذاء العالمي يسعى لتأمين تمويل من حكومات مختلفة للمبادرة، وبينما كان هناك أمل في أن تكون الإمارات العربية المتحدة من بين أبرز الداعمين، قال مصدران مطلعان إن أبوظبي لم تُقدم بعد مثل هذا الالتزام بسبب مخاوفها بشأن جدوى هذه المهمة. ومع ذلك، لا تزال مؤسسة الإغاثة العالمية (GHF) تخطط للكشف علنًا عن المبادرة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، يوم الثلاثاء، حيث قالت للصحفيين إلى أنه: “سيصدر إعلان هام بشأن دخول المساعدات إلى غزة في الأيام القليلة المقبلة، وهناك أخبار سارة للغاية”.

وأشار ترامب نفسه يوم الأربعاء إلى أنه سيصدر إعلان متعلق بغزة في غضون 24 ساعة.

وقد بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بالفعل في بناء أول مركز إنساني من بين عدة مراكز في جنوب غزة، حيث يخطط لتوزيع المساعدات على المدنيين في الأسابيع المقبلة، مع إقرار مسؤولين إسرائيليين أن بعض سكان غزة “على شفا المجاعة”.

وبحسب ادعاءات جيش الاحتلال ، ستُنشئ المبادرة الإسرائيلية منطقة إنسانية جديدة بين ممر فيلادلفيا على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر وممر موراج المُنشأ حديثًا على بُعد خمسة كيلومترات تقريبًا شمالًا.

وتتمثل الآلية في الاستعانة بمتعاقدين أمنيين أميركيين خاصين لتأمين مراكز المساعدات، التي ستقع داخل المنطقة الإنسانية ولكن بعيدًا عن مخيمات الخيام التي يُتوقع أن يأوي إليها المدنيون. وقال مسؤولون مطلعون على الخطة إنه سيُسمح لما بين خمسة آلاف وستة آلاف ممثل معتمد بالسفر سيرًا على الأقدام إلى مراكز المساعدات مرة كل أسبوعين لأخذ صندوق طعام يزن حوالي 40 رطلاً لعائلاتهم.

وقال موظف في منظمة الإغاثة الدولية إن الخطة لا تأخذ في الاعتبار الواقع الحالي في القطاع، حيث من المرجح أن يتدفق سكان غزة الجائعون اليائسون إلى مراكز المساعدات بمجرد فتحها.

وانتقدت الأمم المتحدة خطة الآلية لتسهيل دخول 60 شاحنة فقط إلى غزة يوميًا من معبر واحد، قائلاً إن هذا العدد لا يكفي لإطعام سكان غزة الذين يعانون أصلًا من سوء التغذية، فيما تصر إسرائيل على أن عدد الشاحنات الستين سيكون كافيًا لمنع المجاعة عن سكان غزة.

مشاركات مماثلة